«العومة» ‏وبحسب بلاد الشام فهي سمكة السردين والتي تزين موائد العائلات خاصة أيّام الصيف والإجازات. فمكانتها العالية هناك لا توازي تلك المكانة في دول الخليج، «فالعومة» غير مرحب بها أجمل ترحيب بشكلها العائم الظريف ولكن يتم تجفيفها وطحنها مع زيادة الزيوت والمنكهات لتصبح «المهياوة» بشكلها السائل الفريد، وحينها تحصل على كافة الاعتبار والتقدير.

وعليه فمن الطبيعي أن تجد من ينبذونها.. هم أنفسهم من يتلذذون طعمها بمذاقها الجديد، مع العلم أنه لا يفرق كثيراً عن الطعم القديم.

وهذا المبدأ لو تأملنا ‏به قليلاً لوجدنا أنه يتطابق ‏تماماً مع كثير من الأمور حولنا، ولكن في هذه الآونة ينسجم المثل الخليجي الشعبي «عومة مأكولة ومذمومة» مع من يذمون ويتنكرون للمجلس النيابي ‏معتبرين أن وجوده لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يتوانَونَ برهة في أن يعبّروا عن آرائهم الساخطة عن أداء من في المجلس.

ولكن دوام الحال من المُحال، فبقدرة قادر تحول ناكر الأمس إلى مُجيب اليوم!!! وها هو يرشح نفسه لنجد أن آراءه الساخطة تحولت إلى آمال وردية، والأحلام المستعصية باتت في يده وكأنها عصا سليمان!! والمكان المفلس بمن فيه من وجهة نظره أصبح الملاذ الآمن للناس والناخبين من خلال طريقه هو وبس. وكأنه يقول أنا مارد الفانوس السحري، وكل طلباتك رهينة تصويتك لي!!! كأن الأمر عادي أو غريب؟؟!!

المرشحون والناخبون الأعزاء إن مملكة البحرين كفلت حرية التعبير الصريح وحرية النقد البناء ولكم مطلق الحق بأن تركبوا الموج وتغيروا آراءكم كما تهوى شرائع أحلامكم، ولكن الأجمل الرسو على بر في تطلعاتكم وتكون بوصلة طموحاتكم صادقة، فالناس لا تنسى.