لا أعلم إن كان المثل الشائع «أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة» ‏لايزال ساري المفعول إلى يومنا هذا.

‏فإن كان جيل الأمس أفهم وأعدل ولكن لا يمكننا نكرانَ أن جيل الأمس هو نفسه يستعين بجيل اليوم والذي يعرف بأنه إلى التكنولوجيا الحديثة أقرب وأفهم وأخبر، إنه جيل الإنترنت وجيل الأصحاب والمتابعين والداعمين الوهميين، جيل الرسائل ‏والمشاعر الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، جيل كل شيء لديه فقط بكبسة زر بينحل، جيل الاقتصاد والمفاهيم المالية الحديثة.

وصحيح أيضاً بأنه جيل اللغة العربية المفقودة، ‏جيل يعتبر الغشمرة والمزاح والتنمر، والنصيحة تدخلاً، والتوجيه والإرشاد إساءة، أي جيل الحساسية المفرطة.

جيل لم يعرف التلفزيون الأبيض والأسود وإيجار أشرطة الفيديو ولعبة الأتاري بل عاصر العالم بكل متغيراته الطبيعية والسياسية والاجتماعية والفكرية.

جيل فتح عيونه على مظاهرات للبيض ضد العنصرية والتمييز.. جيل شهد على كورونا وعرف معنى العمل والدرس عن بُعد، جيل شهد على الحروب الباردة والدموية.. جيل طموحه ليس له حدود بالرغم من كل الظروف.

جيل يعتبر الأكثر اكتئاباً لسبب خلط المفاهيم فليس كل قوس قزح يراه هو بفعل الطبيعة وإنما ممكن أن يكون بفعل بشر.. جيل تحول عنده الانفلات إلى انفتاح، والتمدن إلى تحرر وما كان بالأمس «عيب» صار اليوم «عادي» والقائمة تطول.

إنه «الجيل زد» مصطلح أمريكي الصنع أطلق على مواليد 1995 - 2010 ولكن في الآونة ‏الأخيرة انتقل من الحدود الأمريكية ‏ليصبح مصطلحاً عالمي الانتشار.

فما ألاحظه اليوم، بالرغم مما يميز هذا الجيل وكم التناقضات التي يعيشها إلا أن حرب التنمر قائمة عليه في سبيل تصنيفه وتمييزه واعتباره كائناً من كوكب آخر!!

فالأجدر بنا نحن المصنفين بجيل الطيبين أن نحتضن هذه الفئة وغيرها ونقدم لها الدعم النفسي والاجتماعي والديني والمعرفي وذلك لضمان أجيال مستقبلية سوية مهما اختلفت تسميتها.