قد يبدو عنوان مقالتي هذه نوعاً من الإعلان لأحد محلات القرطاسية أو الهايبرماركت، والتي تعودت أن تطلق التخفيضات والعروض الخاصة بمناسبة «العودة إلى المدارس»، كمساهمة في التخفيف على أولياء الأمور، خصوصا أن بداية العام الدارسي يعد كابوساً مخيفاً لكثير من الأسر، بما يتضمنه من متطلبات ومصاريف استثنائية مرهقة لكاهل الأسرة.

كثيرة هي القصص التي يرويها أولياء الأمور عن متطلبات العودة من المدارس، سواء من ناحية الكمية أو السعر أو النوعية، خصوصاً في بعض المدارس الخاصة، والتي قد تحتاج إلى «قرض بنكي» لتلبيتها.

فما بين الزي المدرسي، والذي يشترط أن يكون من محلات محددة، إلى مختلف أنواع القرطاسية، بأنواعها وماركاتها وأشكالها وألوانها، إلى المتطلبات الأخرى كالأنشطة الهوايات والرحلات والزيارات والمهرجانات.. كل ذلك يتحول إلى عبء على كاهل الأسرة، والتي بدأت تنظر إلى «العودة إلى المدارس» كأحد التحديات التي يجب التعامل معها وعيش معاناتها بشكل سنوي.

قرارات وزارة التربية والتعليم وتوجيهاتها للمدارس الحكومية والخاصة بالتخفيف عن كاهل أولياء الأمور في متطلبات القرطاسية، واقتصارها على المهم فقط، وبما يتوافق مع ميزانيات الأسرة، أمر مقدّر للغاية، ونرجو من الجميع الالتزام به، فالوضع الاقتصادي للمواطن ليس بأفضل حالاته، وأي مصاريف إضافية قد يكون لها تأثير على بعض الأسر.

أما دور المحلات والهايبر فهو مهم للغاية، خصوصاً وأن ما يقدم في بعضها من إعلانات وعروض لا يعدو أن يكون ذرّاً للرماد في العيون، ووسيلة «احتيالية» للأسف لـ«شفط» ما تبقى في جيوب رب الأسرة، المرهق اقتصادياً أصلاً. ويمكن لأي شخص أن يأخذ جولة على بعض هذه المحلات ليكتشف بسهولة كيفية «التفنن» بإبراز البضائع بأشكال مبتكرة، والتي يكون تأثيرها مباشراً وكبيراً على الأطفال، مما قد يضع أولياء الأمور في حرج.

العودة إلى المدارس يجب أن تكون مناسَبة سعيدة ومبهجة، للطلبة وأولياء أمورهم على حدّ سواء، لأنها عودة إلى نهل مزيد من العلم والمعرفة والثقافة، وليس عودة إلى استعراض الحقائب والأزياء والأحذية وأنواع وأشكال القرطاسية.

رحم الله زماننا؛ حيث لم تكن العودة إلى المدارس تكلّف أولياء الأمور إلا دنانير محدودة، لعدم وجود متطلبات معقدة من المدرسين ولتشابه البضائع ورخص أسعارها.. فكل ما كان يحتاجه الطالب، زي وحقيبة وبعض دفاتر وأقلام.. وكفى الله المؤمنين شر القتال..
وكل عام دراسي وأنتم بألف خير..

إضاءة

نبارك للزميل وليد صبري، مدير تحرير جريدة «الوطن»، باختياره سفيراً للجائزة العربية لمكافحة التدخين «مكين» في مملكة البحرين، والذي يمثل تتويجاً لجهوده الصحافية على مدى سنوات، خصوصاً في مجالات الإعلام الصحي والطبي والتغذية، إلى جانب فوزه بالجائزة العربية لمكافحة التدخين «مكين» في نسختها الأولى عن أفضل عمل صحفي لعام 2023.

ألف مبروك للزميل العزيز.. وإلى مزيد من التقدم والنجاح.