دشنت يوم الأحد الماضي الحملة الوطنية مياه مستدامة وشعارها «لكل قطرة قصة» كخطوة لتوعية الجمهور والمستهلك بأهمية المياه في ظل الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر، وشح المياه وتعرض بعض الأنهار والبحيرات للتصحر قبل عامين؛ بسبب زيادة درجات الحرارة لمعدلات قياسية.الحملة تأتي لعرض المخاطر التي تهدد الثروات المائية في البحرين لطبيعتها الجزرية، والتي تعرف بشح الموارد المائية، ويقابلها متغيرات في المناخ مخيفة تنذر بكوارث بيئية على مستوى مخزون المياه الصالحة للاستخدام الآدمي على مستوى العالم ككل، وليس البحرين فقط.طبعاً هذه الحملة الوطنية تأتي كجزء من عدة مبادرات لمشروع طموح ممول من صندوق المناخ الأخضر، بهدف نشر ثقافة المحافظة على الموارد المائية، بمختلف الطرق منها إعادة تدوير المياه المنزلية «الرمادية»، وترشيد استهلاك المياه في مختلف المجالات لتقليل من مستويات الطلب على المياه العذبة.في ظل دراسات أولية تتوقع فقدان 50 إلى 100 مليون متر مكعب سنوياً من مخزون المياه، ناتجة عن انخفاض التغذية الطبيعية للمياه الجوفية وغزو المياه المالحة بعد ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة الطلب على الماء بمقدار 10 ملايين مكعب سنوياً، هذا ما تطرق له الدكتور عبد المجيد حداد نائب المدير الإقليمي لغرب آسيا في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في كلمته بحفل تدشين الحملة.وفي الوقت الذي يصل فيه متوسط استهلاك الماء في البحرين نحو 163.75 جالون يومياً، وهذا رقم ليس بالقليل، وكان السؤال ماذا لو تمت معالجة هذه المياه المهدرة؟ ومن هنا جاءت فكرة إعادة تدوير الاستهلاك المنزلي للماء، وهو ما يطلق عليه «المياء الرمادية» .مشروع إعادة تدوير المياه المستهلكة منزلياً سوف تخفف الضغط الواقع على الموارد المائية بنسبة ملحوظة، كما سوف تساهم في الحفاظ على الموارد المائية في المملكة، وفي الوقت نفسه تخفيف التعرفة الاستهلاكية على المواطن الذي سيعيد استخدام المياه المستهلكة من منزله في تنظيف السيارات وري المزروعات التجميلية الخارجية والداخلية بالمنزل، وتنظيف بعض مرافق المنزل وغيرها من الاستخدامات البعيدة عن الاستخدام الآدمي في الشرب والأكل.وسيكون في كل منزل محطة لتدوير المياه الرمادية وهي الصادرة من المطبخ، ومياه تقطير المكيفات والأمطار، سيعاد تصفيتها من الشوائب ووضعها في خزان مخصص وموضوع بكل منزل، لتكون جاهزة لإعادة الاستخدام.مشروع إعادة استخدام المياه الرمادية فكرة يجب أن تطبق على المنازل والمباني، والمساجد والمجمعات التجارية والمرافق السياحية وغيرها، ويجب أن تسبقها حملة إعلامية توعوية لتعريف الجمهور بماهية «المياه الرمادية» ومصادرها وكيفية طلب الجهاز الخاص بإعادة تدويرها، ونتمنى المزيد من تلك المشاريع البيئية في المستقبل القريب.