أحترم اختيارات الناس، لكنى لا أحترم من يفرح بأنه ضحك على الناس وتاجر بأصواتهم وأوهمهم بأنه خير من يمثلهم في البرلمان، ويا ميت خسارة على نائب رجونا الله فيه العون فطلع فرعون، وأكثر ما سندفع ثمناً في الانتخابات النيابية المقبلة، هو ثمن الهفوات والأخطاء والأداء الهزيل لـ «بعض» النواب، والذي يسيء ليس للسادة النواب فقط، بل وللمجلس بأكمله.
مجبراً أخاك لا بطل، للحديث مجدداً عن المجلس المنتخب، فأرجو من السادة النواب أن يتسع قلبهم لما سنقوله..
اتسع صدركم؟!
إذاً دعوني أتمنى أن تستفيدوا مما سنقوله من نقد هادف وبناء، يحتاجه كلانا، لأن الواقع المأزوم والمعقد، والظروف المواتية، تفرض علينا أن نعلو على خلافاتنا الفكرية والسياسية وحتى المذهبية ونجتمع على هدف واحد، ألا وهو، مصلحة الوطن والمواطن.
للأسف، أقولها بكل حسرة وألم، التصرفات الرعناء وسوء الأداء من «بعض» النواب، وعدم قراءة واقع الشارع بشكل جيد، والفشل في حل المشاكل المعقدة للمواطنين، ومحاولات اللعب على عواطفهم، من خلال استخدام سلاح التسجيل الصوتي أو الفيديو وبشكل رخيص ومؤسف، سيعزز من حالة الفشل وسيقضي على الجهود الصادقة من «بعض» النواب التي تحاول أن تجعل من البرلمان الحالي، برلماناً قوياً.
ومع جل احترامي للسادة الأفاضل نواب الشعب، وفي مقدمتهم الرئيس المحترم أحمد الملا، لا أعتقد أن من مصلحة النائب أن يسوق نفسه بهذه المسرحية الهزلية والسمجة والمفضوحة والمكشوفة، والتي لا تنطلي حتى على طفل رضيع.
وما أفضح منطقك يا سعادة النائب حين تقول ببساطة: «لا علاقة لي بالشريط الصوتي المسرب»، دعني أقول لك، تماماً، كما قال توفيق الدقن في فيلم الأبيض والأسود «في بيتنا رجل»، لبطل الفيلم عمر الشريف: «صدقني يا بني الإنكار مش هيفيدك.. اعترف فكل الشواهد ضدك».
البعض يظن أن هناك طريقين للنجاح، أما أن تكون متسلقاً أو أن تكون كاذباً، وينسى أن هناك طريقاً ليس هذا وذاك، الا وهو الصدق في العمل، وليس هناك ما هو أخطر على النوايا النبيلة سوى من المتسلقين.
يقول خبراء الطب النفسي، ليس هناك من وسيلة أمام المخادعين والمزيفين للحقائق، إلا الكذب، ويجمع علماء النفس على أن الكذب ظاهرة شائعة جداً ومعقَّدة جداً بين رجال السياسة، فكما يقول بروفيسور علم النفس ليونارد ساكس، من جامعة برانديس الأمريكية: «طالما شكَّل الكذب جزءاً من حياة الشخص، فلا يمكن أن يمضي يوماً دون أن يمارس الكذب بصورة من الصور»، المفارقة أن البعض وحين يكذب يصدق كذبته.
هل أبدو للوهلة الأولى بأني منفعل؟
بالفعل منفعل، لأنني رأيت بأم عيني كيف كان الناس، صغيرهم وكبيرهم، نسائهم ورجالهم، يتدافعون على صناديق الاقتراع في الانتخابات الماضية وحريصون على المشاركة في التصويت، وأمنيتي الوحيدة أن ينجح هذا المجلس ويحقق ما عجز عن تحقيقه المجالس السابقة، حتي لا يشكل صدمة للناخبين في الانتخابات القادمة، وسأظل منفعلاً حتى أرى نائباً أميناً على ثقة المواطنين، يعرف مشاكلهم وقادر على حلها، لا ينساق لجواز خاص أو راتب تقاعدي، بل خادم للشعب لا سيداً عليهم.
سأظل منفعلاً حتى أرى برلمانا حقيقيا وقويا يتمتع بمصداقية عالية، يعزز من امن واستقرار الوطن، ويدفع بالمشروع الإصلاحي إلى الأمام، ويعمل لحماية الدولة ومصالح الشعب البحريني بكل طوائفه.
هل فهمت الآن لماذا أنا منفعل؟