فقدت مملكة البحرين منذ فترة بسيطة أهم رائدات العمل التطوعي، المرحومة الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة. فقيدتنا الغالية هي من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ مملكة البحرين، كانت تتسم بالتواضع والطيبة وكرست حياتها في فعل الخير في مختلف المجالات، فهي نموذج للمرأة البحرينية المعطاءة، فقد كانت محبة للخير، دائمة التشجيع للنساء على الانخراط في العمل الخيري التطوعي بمنتهى الحب، ومن دون انتظار المقابل، حيث أسست أول جمعية تهتم بشؤون المرأة والطفل، تحت اسم جمعية رعاية الطفل والأمومة سنة 1953، ومن أهم أهداف الجمعية تقديم المساعدات المالية للفقراء، وتقديم خدمات معلوماتية للطلاب والباحثين، وتقديم خدمات تربوية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم قروض مبسطة إلى الأسرة المنتجة، وتقديم خدمات تعليمية للأطفال.
ومن أهم الإنجازات التي أسهمت فيها الفقيدة إنشاء العديد من رياض الأطفال وحضانات للأطفال، وكذلك معهد الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز الأمل للرعاية المبكرة، ومركز الرعاية الثقافي الذي يهتم بكل ما له علاقة بتثقيف الطفل، ومركز مشروع الرعاية للصناعات الحرفية، وإنشاء مركز المعلومات والمرأة، ومركز ماجد الزياني لتحفيظ القرآن الكريم، والمشاريع الصغيرة «المايكروستارت»، وغيرها من الإنجازات التي أسهمت فيها المرحومة الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، وهي إسهامات لا تعد ولا تحصى، فالحديث عن إنجازات الفقيدة كثير، وسيطول الحديث كثيراً عند رصدها، ومن الصعب أن أغطي إسهاماتها في أسطر قليلة، ولكن من الواجب تخليد إنجازاتها وتوثيق أعمالها الإنسانية كأبرز رائدة من رائدات العمل التطوعي في مملكة البحرين والخليج العربي والوطن العربي بأكمله.
رحم الله صاحبة القلب الكبير والإنسانة المعطاءة وصاحبة الابتسامة وأن يجزيها على أعمالها التطوعية والإنسانية خير الجزاء، وهي سيرة لن تنقطع إذ تواصل ابنتها الشيخة هند مسيرتها في العمل التطوعي فهي بحق خير خلف لخير سلف، رحم الله الشيخة لولوة وأسكنها فسيح جناته.