دأبت وزارة الداخلية البحرينية على تغطية كافة جوانب الأمن البحريني منذ تأسيسها، وإن كان قد بزغ للأمن البحريني فجر جديد مع انطلاق أزمة البحرين السياسية والأمنية في العام 2011، إذ حقق الأمن البحريني منذ هذا التاريخ قفزة نوعية لافتة في مجال جودة ما يقدم من أمن حتى بات جهدها مضرباً للمثل في بعض المجالات، وكشف جملة من القضايا الأمنية الإقليمية المختلفة.

والأمن السيبراني من المجالات الهامة التي باتت الدول الكبرى توليها اهتماماً خاصاً ضمن جهودها الأمنية، ولذلك كانت المنتديات والمؤتمرات في مشارب الأرض ومغاربها حول هذا الشأن، ومن اللافت أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد ركزت على هذا الموضوع بشدة من خلال مراكز أبحاثها وما أقامته من ندوات ومؤتمرات ركزت على هذا الموضوع سواء كان موضوعاً رئيساً لمنتدياتها أو محوراً هاماً من بين نزرٍ يسير من محاور أرادت التركيز عليها كل مرة، وكان من أبرز تلك الجهود في الإمارات ما اضطلع به مركز الإمارات للسياسات بقيادة د. ابتسام الكتبي.

أما آخر الجهود البحرينية في المجال، فقد كانت مشاركة وفد من وزارة الداخلية البحرينية في المنتدى العالمي للأمن السيبراني المنعقد في فرنسا بمدينة «ليل»، ويشار إلى أن هذا المنتدى بمثابة منصة دولية تجمع خبراء التحول الرقمي والمسؤولين في مجال الأمن بغية تعزيز الرؤية العالمية تجاه الأمن السيبراني ودعماً لجهود مكافحة الجرائم السيبرانية. وقد ضم الوفد البحريني للمنتدى مساعد رئيس الأمن العام لشؤون العمليات والتدريب العميد ركن الدكتور حمد بن محمد آل خليفة، ومدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني العميد بسام محمد المعراج.

وكان من الجميل أن يشير الدكتور حمد بن محمد آل خليفة إلى التجربة البحرينية في مجال الأمن السيبراني ومكافحة الجريمة السيبرانية، منوهاً إلى أن هذا المجال رغم جدته إلاَّ أنه أصبح «مجالاً رئيسياً من منظومة تحقيق الأمن الشامل، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والتدريب في هذا المجال»، وأشار في هذا السياق إلى الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الداخلية البحرينية في مجال الأمن السيبراني على مستوى المكافحة للجرائم الإلكترونية وتعزيز الجهود.

* اختلاج النبض:

ما زالت جهود وزارة الداخلية مستمرة على كافة الأوجه الأمنية، ولكنها قد أولت اهتماماً بالغاً في السنوات الأخيرة بمجال الأمن السيبراني الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً لكبريات الدول، بل إن الحروب المستقبلية باتت ترتكز عليه دون اللجوء إلى السلاح وما سواه من أدوات حربية مختلفة. ولذلك يضاف إلى رصيد المنجز الذي تحققه وزارة الداخلية يوماً بعد يوم عنايتها بالأمن السيبراني ومواكبتها للمستجدات فيه.