تثار قضايا، وتزداد هموم المواطنين، وتنقل صحافتنا الوطنية مشاكل الناس ومعاناتهم بكل حرص ومسؤولية أملاً في المعالجة أو التخفيف من المعاناة أو للإجابة على تساؤلات الرأي العام، يقف كثير من المسؤولين موقف المتفرج دون تدخل أو معالجة رغم دورهم ومسؤوليتهم الدستورية التي أقسموا عليها.

وفي هذا المشهد يحسم الموقف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فيتدخل برؤيته الحكيمة، وتوجيهاته السديدة، وحرصه الوطني الكبير ويخفف من المعاناة وينزع فتيل المشكلة ليقدم للمسؤولين جميعاً درساً هاماً في كيفية رعاية مصالح المواطنين في إطار للمصلحة العليا للوطن.

قبل شهور أثيرت مسألة ارتفاع فواتير الكهرباء والماء فتدخل سموه وعالج المعاناة بسرعة وحكمة، وها هو اليوم يتدخل حفظه الله فيصدر توجيهاته للنظر في قضية «جرثومة السلمانية»، ودراسة الأنظمة والإجراءات لينهي لغطاً يمس الأمن الصحي للمملكة، ويحمي صحة المواطنين والمقيمين بعد ما كشفه تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية من ملاحظات خطيرة تستدعي المعالجة الفورية بعيداً عن المواجهات الإعلامية.

ما نتعلمه من درس سلمان بن حمد أن المسؤولية الوطنية كل لا يتجزأ، وهي مسؤولية جماعية تشترك فيها الحكومة مع السلطتين التشريعية والقضائية. فعندما تمس المواطن مشكلة فلا مجال للتردد فيها أو الانتظار، خاصة إذا مست صحته أو معيشته، لأنه محور التنمية وأولوية عمل كافة وزارات ومؤسسات الدولة دون استثناء.

تولت الصحافة باعتبارها السلطة الرابعة مسؤوليتها بجدارة واقتدار في كل الظروف والأزمات، وستواصل دورها المسؤول دائماً في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين دون مجاملات أو تخاذل، ولن تنتظر تفكير مسؤول أو تكاسله للقيام بواجباته. فهذا هو دورها ولن تتردد في القيام به في إطار ما تتمتع به من مكتسبات حماها الدستور ونظمتها القوانين الوطنية.

مرة أخرى، شكراً سلمان بن حمد، وحفظ الله سموكم ذخراً للوطن والمواطنين.