بناء على سلوكهم في ما مضى من أعوام أضاعوا خلالها الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تخرجهم من الورطة التي أوقعوا أنفسهم فيها بسبب قفزتهم غير المسؤولة في الهواء في 2011 و«ينصفوا» بها الذين تسببوا في أذاهم يمكن القول بل الجزم بأن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» سيضيعون كل الفرص التي قد تسنح في العام الجديد ولن يعمدوا إلى استغلالها والاستفادة منها وسيكونون بذلك في موقف أضعف مما كانوا فيه لأنهم سيؤكدون - باستمرارهم في هذا الخطأ - أنهم يعملون لأجندة خاصة وأنهم تابعون للخارج ومسلوبو الإرادة إلى الحد الذي لا يستطيعون فيه الاستفادة من فرصة تسنح واتخاذ قرار يصب في صالحهم إلا بتوجيهات واضحة وتلقيهم الأوامر.

من الأمور التي ينبغي أن يدركها أولئك جيداً أن الخطة التي اعتمدوها طوال السنوات العشر ونيف الماضية لا يمكن أن توصلهم إلى مفيد وأن من يشدون الظهر بهم لن يتمكنوا من فعل مفيد لهم أيضاً لأنهم مشغولون حالياً بالبحث عن دواء لـ«قرعتهم» وأن هذا البحث سيطول، كما إن المتغيرات الإقليمية ومختلف التطورات في المنطقة ليست في صالحهم ولا في صالح من يتبعونهم.

هذه حقائق عليهم أن يضعوها في اعتبارهم جيداً وهم يتفكرون في كل فرصة قد تسنح في العام الجديد، والمعنى أن عليهم أن يستغلوها سريعا ولا بأس إن شعروا بالخسارة والهزيمة، فهم من الأساس خاسرون ومهزومون من الجولة الأولى. إن عدم استغلالها سيبعد من تبقى من الذين آمنوا بأفكارهم عنهم وسيزدادون خسارة. أما أول الفرص فستأتي من عمل موجب يقومون به هم وليس الحكومة التي لن تتردد عن التفاعل مع ذلك العمل ورد التحية بمثلها بل بأحسن منها.

ولكن لأنهم تعودوا على عدم الالتفات إلى مثل هذا الكلام لذا فإن عاقلين لا يختلفان على أنهم سيضيعون كل الفرص التي قد تتاح في العام الجديد وسيستمرون في التيه الذي هم فيه.