بعد شهرين أو أكثر من حشد الجيش الروسي 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا والتهديد باجتياحها إذا لم تنسحبت من حلف الناتو ومع تهديد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الدول الأوروبية ومعهم حلف «الناتو» لم تستطع أي دولة أن تزعزع الموقف الروسي الذي أعطى إشارات واضحة لكل من فرنسا وبريطانيا أنكم لا تساوون شيئاً أمام قرار روسيا اجتياح أوكرانيا. ومع تدفق المساعدات الأمريكية الفرنسية الألمانية البريطانية من الأسلحة والمعدات العسكرية والمساعدات الطبية الميدانية لأوكرانيا بدا الرئيس بوتين أقوى من أي وقت مضى ماضياً في تحديه أمريكا وأوروبا ومعهم حلف الناتو. في 2008، الرئيس الأمريكي بوش، يحذر روسيا من أي عمل عدائي ضد جورجيا، وكان الرد الروسي، روسيا تجتاح جورجيا وتسيطر على العاصمة الجورجية وتدعم انفصاليي إستونيا. في 2014، أوباما يحذر روسيا من أي عمل عدائي ضد أوكرانيا، أما الرد الروسي، فالجيش الروسي يدخل أوكرانيا ويدخل القرم ويعلنها روسية ويسيطر على دونباس. في 2015، أوباما يحذر روسيا من دعم بشار الأسد، الرد الروسي، الجيش الروسي يتوجه إلى سوريا لدعم بشار الأسد. في 2018، الرئيس الأمريكي ترامب يطالب روسيا بالخروج من سوريا، والرد الروسي، روسيا تعزز تواجدها في سوريا ببناء قاعدة عسكرية ثانية. في 2021، بايدن يحذر بوتين من أي عمل عسكري ضد أوكرانيا، الرد الروسي، إما أن تنسحب أوكرانيا من الناتو أو الاجتياح، وكان التصميم من بوتين واضحاً وتحدياً لأمريكا وأوروبا والناتو، والآن أوكرانيا ترضخ وتعلن الانسحاب، من خلال هذه التطورات اتضحت الرؤية كاملة بأن روسيا لم تتحدَ أوكرانيا فحسب بل أمريكا وحلفاءها من الأوروبيين، ولكن يبقى السؤال هل أصبحت أمريكا وأمريكا من غير مصداقية بلهجتنا المحلية «خرطي»؟

* كاتب ومحلل سياسي