تُعدّ ذكرى تأسيس الدولة السعودية ذكرى فخر واعتزاز واستذكار لتاريخ الحضارة العريقة والعظيمة، واحتفاءً بالأخوّة الدائمة بين المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة ولاسيما مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وتعبيراً عن مدى عمق العلاقات بين المملكتين، والمواقف المشرّفة للمملكة العربية السعودية ودورها تجاه أشقائها، وهو الدور الذي حمل لواءه خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، حيث تأسست الدولة السعودية الأولى منذ ثلاثة قرون بقيادة الإمام محمد بن سعود 22 فبراير 1727 وعاصمتها الدرعية قائمة على القرآن الكريم والسنة النبوية كدستور لها، وما قام به المؤسسون الأوائل من جهود كبيرة لإرساء الوحدة والأمن والاستقرار في الجزيرة العربية والاستقلال السياسي، وتأمين طرق الحج والتجارة والتصدّي للحملات المعادية ودعم وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وهو ما حدا بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الإلكسو» باختيار «الدرعية» عاصمة للثقافة العربية لعام 2030، وتصنيف حيّ الطريف التاريخي بها في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 2010، فخلال هذا التاريخ العريق والمستمر سطّرت المملكة العربية السعودية تاريخها بغرس محبة قادتها وملوكها في أعماق الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية، فبحكمتهم البالغة استطاعوا قيادة بلاد ذات طبيعة صحراوية في شبه الجزيرة العربية إلى دولة حديثة قوية ومزدهرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، يستنير مستقبلها بالقيم الراسخة والرؤية الثاقبة لخادم الحرمين، وعضده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله، وتؤكد القيادة البحرينية على اعتزازها بمواقف المملكة العربية السعودية المشرّفة باعتبارها عمقاً استراتيجياً وحيوياً للأمة، وحصناً منيعاً للإسلام والعروبة، وداعماً لأمن البحرين واستقرارها، وهي علاقات راسخة تمثّل نموذجاً للأخوّة التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتنامية والتي أرسى قواعدها الآباء المؤسسون، وقد اكتسبت تلك العلاقات بُعداً مؤسسياً بإنشاء مجلس التنسيق البحريني السعودي في يوليو 2019، والذي أفضى إلى توقيع أربع مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة، وإطلاق 65 مبادرة ضمن اللجان الفرعية الخمس للتنسيق على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي والإعلامي وغيرها، فالمملكة العربية السعودية تُعدّ أكبر شريك اقتصادي لمملكة البحرين حيث تجاوزت قيمة المبادلات التجارية بينهما تسعة مليارات دولار عام 2021، والسعي إلى دعم الربط بين المملكتين وبخاصة لجسر الملك حمد ومشروع السكك الحديدية والربط المائي، والتنسيق في مجال الأمن والدفاع وبخاصة في مجال الأمن السيبراني، وفي ظل القيادتين الحكيمتين وتطلّع شعبيهما إلى استكمال هذا التكامل وتعزيز التضامن بما يحقق أمن واستقرار دول مجلس التعاون.