سماهر سيف اليزل

تختلف موائد المسلمين وتتنوع في شهر رمضان باختلاف عادات البلدان والثقافات والطقوس والتقاليد، ولكن هذه الموائد يجمعها قاسم مشترك وتتحد جميعها بوجوده على رأس المائدة وهو الرطب أو التمر الذي يبدؤون به طعامهم بعد انطلاق المدفع وسماع صوت تكبيرات أذان المغرب الذي يعلن انتهاء ساعات الصيام الطويلة، وقد يقوم الأغلب بتناول التمر في بداية الإفطار اقتداءً بالرسول، ولكونها عادة رسخت في المسلمين منذ الصغر، ولكن يجهل الكثيرون فوائد هذا الأمر، فما الحكمة من الإفطار على التمر أولاً؟

وأكدت الدكتورة هبة أبوعبيدة أن هذه السنَّة النبوية لها فوائدها الصحية التي تعود بالنفع على المسلمين جميعاً، حيث إن الصائم عندما يبدأ تناول طعامه فإن جميع أجهزة الجسم تبدأ بالعمل، وخاصة المَعِدة التي تستعد لاستقبال الطعام الليِّن، والصائم في هذه الحالة يكون بحاجة إلى مواد سكرية سريعة تدفَع عنه الجوع والعطش مُباشَرةً، وهذه المواد موجودة في التمر الذي يَحتاج إلى خمس دقائق فقط لكي تمتصه الأمعاء، فيرتوي الجسم، ويَستعيد نشاطه، أما الصائم الذي يبدأ إفطاره بالطعام الدسم، فإنه يحتاج إلى 3 - 4 ساعات لكي تستطيع الأمعاء امتصاص المواد السكرية منه، كما أن تناول الصائم التمر أولاً يُعطيه طاقة تمنع عنه الشعور بالضعف والتعب، وتعوِّض ما فقده في أثناء النهار، وتعينه على أداء صلواته، وخاصة صلاة التراويح.



وأضافت أن تناول التمر أولاً له فوائد أخرى تتعلق بالمعدة أيضاً؛ إذ إن تناول التمر يُساعدها على عدم الشعور بالإرهاق مع دخول الطعام إليها بعد خمول دام أكثر من 16 ساعة، كما أن تناول التمر يحد من رغبة الصائم في الْتِهام الطعام بعجلة دون تذوُّق أو مضغ، فالجسم عندما يبدأ امتصاص القيم الغذائية الموجودة في التمر، يبدأ الشعور بالجوع في الاختفاء.

كما يساعد تناول التمر على تعزيز عمل الجهاز العصبي بسبب وجود نسبة عالية من البوتاسيوم في التمر، وفي آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر في الدم، ما يؤثر على المخ مسبباً الخمول الذهني وعدم القدرة على التركيز مع الخمول الحركي وقلة النشاط العضلي، عند بدء الإفطار نحتاج إلى غذاء يحقق المعادلة الصعبة للجسم بأن يكون سريع الهضم حتى لا يرهق المعدة الخاملة وينشط حركتها، ويكون سريع الامتصاص والوصول إلى المخ والعضلات، لإزالة الخمول الذهني والعضلي وتنشيط الجسم بسرعة، ويتوافر ذلك في التمر وذلك لاحتوائه على نسب عالية من السكريات الأحادية والثنائية ( الجلكوز والفركتوز)، والتي تمتص بسرعة عالية للوصول إلى الدم في دقائق معدودة، وخصوصاً إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هو الحال في الصيام.