عندما كان الطبخ في البيوت، وبإشراف ربة البيت وكناتها وبناتها والعاملات البحرينيات، كان للأكل طعم يختلف عن طباخ هذه الأيام، إذ كثرت المطابخ والمطاعم على اختلاف ما تقدمه من أكلات معروضة للبيع والتوصيل إلى المنازل، فمطابخ ومطاعم جميع أنحاء العالم موجودة في البحرين، وانزوى تنور البيت في زاوية من زواياه يندب حظه، والغبقة والسحور من المطاعم.

وفي بداية الأربعينيات من القرن الماضي، قلت أعداد رواد المجالس التقليدية وانتهى دور النوخذة والطواش والتاجر التقليدي في الأسواق، ونشطت تجارة وحرف ووظائف جديدة وجاءت أجيال، وتغيرت عادات وتقاليد الناس، وحلت فرق كرة القدم في الأندية التي كثرت في الفرجان محل المجالس التقليدية، وأقبل الشباب في الأندية وفي الملاعب أثناء النهار وجزء من الليل يقضونه داخل النادي، سواء في حجرة المكتبة أو النشاطات الرياضية الداخلية مثل تنس الطاولة ورفع الأثقال ومن عمل مسرحاً للتمثيل فيها، زاول التمثيل، وتلك المسارح البدائية والصغيرة، فصقلت مواهب الكثيرين من عشاق التمثيل، وبرز منهم من برز.

ومع بزوغ العهد الزاهر لمليكنا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ومشروعه الإصلاحي، والمساحة الكبيرة المتاحة للمواطنين للتعبير عن الرأي الإيجابي، كثرت مجالس أصحابها من المواطنين المخلصين، وكل مجلس على قدر صاحبه، فشكراً لهم، وتنشط هذه المجالس في شهر رمضان.