بقلم: نادية إسماعيل حاجي

* في المختبر

حدثتني إحدى المُقدِمات على محاربة السرطان أنها في رحلة بحث حالية عن أنسب وجهة لتلقي العلاج، أثارني هدوؤها وعقلانيتها وكثير مما بدا عليها من الثبات والرصانة.



أهو إيمانٌ أم استسلام أم شيء آخر لا أدركه؟!

دفعني الفضول الذي لا يشبهني إلى أن أبادرها بالسؤال فأَردفت:

نعم، جميع ما سبق من إيمان واستسلام ورضا بما قسمه الله لي، أضيفي إليه شعور الاطمئنان.

استوقفني الأخير، وشدني فضولي الدخيل مجدداً للتعمق، فأجابت مبتسمة: أجل.. وعيُ فإقدام فاطمئنان.

وعيٌ بضرورة بل بإلزامية وحتمية الفحص الدوري الموصى به من قبل الجهات المختصة، وإقدام عليه، حتى يشاء الله عز وجل أن أكتشف إصابتي بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة جداً، ومن ثم الاطمئنان إلى الاستشفاء منه بنسبة تامة بإذن الله.

انتهى حديثنا ها هنا. لتبدأ هي رحلتها في العلاج. وأواصل أنا رحلة التعمق في مدى التأثير الكبير للوعي على عبور بعض مطبات الحياة بسلام، وهو ما تحرص عليه مملكة البحرين ممثلة في وزارة الصحة فيما تقدمه من خطط وبرامج تثقيفية، وإقامة وتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة والحملات التوعوية والمساهمة في إطلاق المبادرات التي يتم تنظيمها بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، مع التأكيد على أهمية متابعة نتائج الأبحاث والدراسات التي تقوم بها الكوادر الطبية المؤهلة بغية الحد من انتشار مرض سرطان الثدي في المجتمع ونشر الوعي اللازم حول سبل الوقاية منه، في ظل توافر كافة الخدمات والإمكانات المتاحة لإجراء الفحوصات الوقائية المجانية بمختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية والثانوية في المملكة.

ويأتي شهر أكتوبر في كل عام ليبرز الدور الإعلامي المصاحب لتلك الحملات التوعوية ضد مرض سرطان الثدي أكان في وسائل الإعلام التقليدية، أم عبر سائل التواصل الاجتماعي الحديثة، مشجعاً بذلك الفئات المستهدفة على إجراء الفحوصات الدورية والوقائية، وهو ما يعزز دور الاكتشاف المكبر للمرض في زيادة فرص التعافي استجابةً لمنبه أكتوبر الزهري.

* باحثة دكتوراه - اختصاصي إعلام أول بوزارة الأشغال