لا صوت في مدريد يعلو على صوت شهر الحسم.. أبريل الذي بات شهر الحياة أو الموت لريال مدريد، بفضل مواجهات سترسم معالم الموسم، إما سترسم الابتسامة على وجه المدرب زين الدين زيدان بنهايته وسيكون قد قطع خطوات حاسمة في الجبهات التي يقاتل عليها، أو ستذهب مجهودات ريال مدريد طوال شهور الموسم سداً!

يدرك عشاق النادي الإسباني أن مواجهات مثل بايرن ميونيخ «دوري الأبطال» وبرشلونة وفالنسيا وديبورتيفو لاكورونيا، قد تحسم بتفاصيل بسيطة، ستلعب فيها الشخصية دوراً كبيراً.

زيدان من ناحيته بدأ يتبع بقوة نظام المداورة، للحفاظ على جاهزية جل أسلحته لتلك المواعيد الهامة، باستبعاد رونالدو، بيل وكروس من قائمة الفريق أمام ليجانيس والتي انتصر فيها الميرينغي برباعية مقابل هدفين.



لكن هناك لاعب أعتقد أن دوره في هذا الشهر سيكون الأهم من وجهة نظري، والحديث هنا عن دعامة وسط «الميرينغي» كاسميرو. ففي ظل أن ريال مدريد سيواجه فريقين يجيدان الاستحواذ وتدوير الكرة وأقصد هنا برشلونة وبايرن ميونيخ، تزداد أهمية اللاعب البرازيلي بقدرته الفائقة على إفساد الهجمات وقطع الكرات.

نعم صحيح أن أنياب ريال مدريد تكمن في مثلثه الهجومي الناري «رونالدو، بيل، بنزيما» لكن الأدوار المنوطة بكاسميرو في بعض المباريات هامة للغاية، فأمام برشلونة مثلاً، سيبحث ريال مدريد عن تفادي الهزيمة في المقام الأول.. والأمر نفسه أمام بايرن ميونخ في الذهاب.

والجميع شاهد كيف تألق كاسميرو في بعض المباريات أمام ليونيل ميسي في العام الماضي في الكامب نو، ما يؤكد أن اللاعب يمتلك شخصية، ونوعية يفتقدها ريال مدريد في لاعب الوسط الدفاعي المتمرس، القادر على تخفيف العبء عن بعض زملائه في الوسط أو حتى في الهجوم.

أولويات البطولات

انقسم الشارع المدريدي بالفترة الماضية داخل النادي أو خارجه بين الهدف الأول للنادي هذا الموسم على صعيد البطولات التي ينافس عليها.

صحيفة «ماركا»، المقربة من جدران النادي الملكي، سلطت الضوء على أن ريال مدريد بات يستهدف في المقام الأول، استعادة لقب الدوري الإسباني، الذي لم يحققه منذ عام 2012، مع جوزيه مورينيو.

لكن ذلك لا يعني أن ريال مدريد لن يركز أيضاً على دوري الأبطال، مع العلم أن تاريخ البطولة لم يشهد نجاح أي نادي في الاحتفاظ باللقب موسمين متتاليين «بالمسمى الجديد».

المؤشرات عديدة على اهتمام ريال مدريد بالليغا بشكل كبير، فزيدان استبعد رونالدو أمام ليغانيس ليس بهدف إراحته، بقدر ما كان ينوي ضمان مشاركته في مباراة أتليتكو مدريد يوم السبت، كونه كان يحمل 4 بطاقات صفراء في رصيده.

وضع استعادة الليغا على رأس الأولويات، عبر عنه علناً زيدان في الشهر الماضي، ويوافقه الرأي الكاتب المدريدي، توماس رونسيرو، الذي شدد على ضرورة استعادة ريال مدريد لهيبته المحلية بعد تفوقه القاري في الأعوام الأخيرة.

وبسؤال بعض جماهير الريال التي احتشدت في مدريد، باعتبار أن ملعب ليجانيس على مقربة من العاصمة الإسبانية مدريد، فإن أغلبها أيضاً تفضل الفوز بلقب الليغا، وقد لخص أحدهم هذه الرغبة بالقول «علينا إبعاد كتلونيا من على قمة إسبانيا!».

ما يزيد من استهداف ريال مدريد لليغا، أن حظوظه بالتأكيد أفضل، بحكم أنه المتصدر، لكن في دوري الأبطال، الكثير من الفرق على نفس الأرضية.