الشرق الأوسط

أبدى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم «صدمته» إزاء تعرض عدد من لاعبي المنتخب لإساءات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي عقب خسارة الفريق أمام نظيره الإيطالي، مساء أمس (الأحد)، في نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وتوج المنتخب الإيطالي بلقب البطولة الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه بالفوز على نظيره الإنجليزي 3 - 2 بضربات الترجيح على ملعب «ويمبلي»، وذلك بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية بالتعادل 1 - 1.



وقال غاريث ساوثغيت؛ المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، إن الإساءات العنصرية التي وجهت لبعض لاعبي الفريق «لا تغتفر».

وتعرض بوكايو ساكا وماركوس راشفورد وجايدون سانشو لإساءات عنصرية بعد أن أهدروا فرص التسجيل خلال ضربات الترجيح؛ وهو ما كلف المنتخب الإنجليزي لقب البطولة الأوروبية.

واتحد عدد من الشخصيات البارزة في الرياضة وكذلك في الحكومة إلى جانب الأمير ويليام دوق كامبريدج، في إدانة تلك الإساءات، وقال ساوثغيت: «تعرض بعضهم للإساءة أمر لا يغتفر حقاً»، وأضاف: «هذا ليس شيئاً ندافع عنه فقط؛ وإنما كنا منارة لتجميع الناس عبر الارتباط بالمنتخب الوطني، فالمنتخب الوطني يمثل الجميع، ويجب أن تستمر الروح الجماعية»، وأضاف: «لقد أظهرنا قوة بلادنا عند الاتحاد والتمتع بهذه الطاقة والروح الإيجابية بشكل جماعي».

ودافع عن بوكايو ساكا قائلاً: «بوكايو على وجه الخصوص كان نجماً بلا شك في هذه البطولة، فقد أظهر نضجاً مذهلاً، وقد رسمت عروضه البسمة على وجوه كثيرين. لقد أصبح عنصراً في المنتخب ذا شعبية، وأدرك أنه يحظى بدعم الجميع».

وأصدر نادي آرسنال بياناً أبدى فيه فخره بالطريقة التي مثل بها ساكا ناديه ومنتخب بلاده خلال البطولة الأوروبية، كما أبدى حزنه إزاء ما تعرض له اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً من إساءة.

وذكر النادي في بيانه: «يحزننا قول إننا ندين العنصرية بحق عدد من اللاعبين ذوي البشرة السمراء»، وأضاف: «هذا لا يمكن أن يستمر، ويجب على منصات التواصل الاجتماعي والسلطات، التحرك لضمان توقف هذه الإساءة المثيرة للاشمئزاز التي يتعرض لها لاعبونا بشكل يومي». وتابع: «لدينا عمليات تطبق داخلياً في نادي آرسنال لضمان دعم لاعبينا نفسياً وعملياً في مواجهة تلك القضايا، لكن للأسف ليس بوسعنا القيام بالكثير في هذا الشأن».

وقال الأمير ويليام الذي يرأس الاتحاد الإنجليزي للعبة فخرياً، إنه شعر بـ«الاشمئزاز إزاء هذه الإساءات»، وأضاف، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «من غير المقبول مطلقاً أن يتعرض اللاعبون لهذا السلوك الكريه... يجب أن يتوقف هذا الآن وتجب محاسبة كل المتورطين».

وأعلن نادي ليتون أورينت المنافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي أنه فرض حظراً لمدة 3 أعوام بحق مشجع ممن يحملون التذاكر الموسمية، في ما يتعلق بالإساءة إلى لاعبي المنتخب.

وذكر النادي في بيان: «أُبلغ النادي بأفعال المشجع المذكور عبر تويتر في وقت متأخر من الليلة الماضية، واتُخذ إجراء سريع تمثل في فرض الحظر».

كذلك أدان رئيس الوزراء بوريس جونسون، ووزيرة الداخلية بريتي باتل، ووزير الثقافة أوليفر دودن، تلك الإساءات، لكن غاري نيفيل مدافع المنتخب الإنجليزي السابق انتقد إدارة جونسون.

وقال نيفيل في تصريحات لشبكة «سكاي»: «أنا أقرأ فقط الأخبار العاجلة الخاصة بك، ويقال فيها رئيس الوزراء يدين الإساءة العنصرية للاعبي المنتخب الإنجليزي»، وأضاف: «غاريث ساوثغيت واللاعبون أبلغونا قبل أسابيع قليلة بأنهم سيجثون على ركبة واحدة لتعزيز المساواة، وقد كان ذلك ضد العنصرية».

وتابع: «وقال رئيس الوزراء إنه من المقبول لمواطني هذا البلد إطلاق صيحات الاستهجان ضد هؤلاء اللاعبين الذين كانوا يحاولون تعزيز المساواة والدفاع ضد العنصرية. الأمر يبدأ من القمة». وأضاف: «لم أشعر بأدنى دهشة عندما استيقظت على هذه العناوين، فقد توقعت ذلك في اللحظة التي أهدر فيها اللاعبون الثلاثة (ضربات الترجيح)».

ورفض مقر رئيس الوزراء البريطاني في «داونينغ ستريت» اتهامات نيفيل، وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء: «هذا ليس دقيقاً»، وأضاف: «كان رئيس الوزراء واضحاً في إبداء رغبته في رؤية الجميع خلف الفريق لتشجيعه. أوضح ذلك في يوم 11 قبل أول مباراة لإنجلترا».

وكررت منظمة «كيك إيت آوت»؛ المناهضة للتمييز، نداءها لشركات التواصل الاجتماعي والحكومة بمكافحة الإساءة على المنصات الإلكترونية.

وقال توني بيرنت، الرئيس التنفيذي للمنظمة: «سنواصل العمل مع شركائنا في كرة القدم من أجل نبذ التمييز من اللعبة، لكننا ندعو من لديهم القوة للتحرك الآن»، وأضاف: «شركات التواصل الاجتماعي بحاجة إلى بذل مزيد من أجل القضاء على الإساءات عبر منصاتها، كما أن الحكومة بحاجة إلى تكثيف الجهد والوفاء بوعودها فيما يتعلق بتنظيم الأمور».

وعمد موقع «تويتر» خلال آخر 24 ساعة إلى حذف أكثر من ألف منشور، بشكل استباقي، بداعي انتهاك سياسته، كما اتخذ إجراءات سريعة بتعليق عدد من الحسابات بشكل دائم.

كذلك أعلنت شركة «فيسبوك»، التي تمتلك «إنستغرام»، أنها تحاول حذف المحتوى الضار بأسرع شكل ممكن، كما تشجع الناس على استخدام الأدوات التي يتيحها الموقع لمنع إساءة الاستخدام.