أ ف ب


أعلن الجيش الأوكراني، الأربعاء، إسقاط مسيرات "إيرانية الصنع"، وصد هجمات للقوات الروسية في مناطق بإقليمي لوجانسك ودونيتسك شرقي البلاد، فيما قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه أحبط "عملية تخريب" خططت لها الاستخبارات الأوكرانية في منشأة للطاقة بشبه جزيرة القرم.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للتصويت على مشروع قرار روسي بشأن إنشاء لجنة للتحقيق في اتهامات موسكو المتعلقة بأنشطة "بيولوجية عسكرية" أميركية على الأراضي الأوكرانية، وهو ما نفته واشنطن وحلفاؤها الغربيون بشدة.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في إفادتها اليومية على فيسبوك، إنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أطلقت القوات الروسية "7 صواريخ، وشنت 47 ضربة جوية، ونفذت أكثر من 90 هجوماً باستخدام راجمات الصواريخ".


وأضافت الهيئة أن الهجمات "استهدفت مناطق في أكثر من 25 مستوطنة تشمل كراماتورسك، ميكولايف، بولتافا، ميكيلسكي بمقاطعة زابوروجيا، وبافليفكا في إقليم دونيتسك.

وأشارت إلى أن وحدات من قوات الدفاع الأوكرانية "صدت هجمات للروس" في مناطق ماكيفكا ونيفسكي وبيلوهوريفكا بإقليم لوجانسك، وفيركنيوكاميانسكي وسبيرن وباخموت ومايورسك وبيرفومايسكي ونوفوميخايليفكا وفوديان وبافليفكا وبريتشيستيفكا في إقليم دونيتسك.

وأوضحت أن الطيران الأوكراني نفذ خلال الساعات الماضية 33 ضربة جوية، أصابت 26 منطقة تمركز ومعدات عسكرية و7 مواقع أنظمة دفاع جوي روسية، كما أسقطت وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية مروحية، وطائرتين مسيرتين طراز "أورلان-10" (Orlan-10)، و6 طائرات مسيرة (إيرانية الصنع) طراز "شاهد-136"، ومسيرتين من نوع "Kub".

إحباط "عملية تخريب" بالقرم

من جانبها، أعلنت قوات الأمن الفيدرالي الروسية إحباط "عملية تخريب"، كان يخطط جهاز الأمن الخاص الأوكراني لتنفيذها في منشأة البنية التحتية للطاقة بشبه جزيرة القرم.

وجاء في تقرير جهاز الأمن: "تم إحباط التخريب الذي خططت له الخدمات الخاصة الأوكرانية في منشأة البنية التحتية للطاقة بجمهورية القرم... تم اعتقال مواطن أوكراني، من مواليد عام 1978، جندته إدارة أمن الدولة"، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأضاف أنه "تمت مصادرة 3 عبوات شديدة الانفجار، وتعليمات لاستخدامها ومخطط موقع أبراج نقل الطاقة بإحدى مناطق القرم"، مشيراً إلى أن السلطات بدأت التحقيق في القضية.

هجمات روسية بصواريخ جديدة

وأفاد مصدر وكالة "سبوتنيك" بأن قاذفات روسية بعيدة المدى وجهت ضربات عالية الدقة على أهداف عسكرية أوكرانية بصواريخ كروز جديدة من طراز "إكس 32"، المعروفة أيضاً باسم "قتلة حاملات الطائرات".

وأوضح المصدر أن الصاروخ الجديد مصمم لقاذفات القنابل "توبوليف تي يو-22 إم" الحديثة بعيدة المدى، ومع ذلك، تم أيضاً إعادة تجهيز عدد معين من الطائرات المقاتلة من التعديل السابق "تي يو-22 إم 3" لاستخدامه.

وأضاف: "خلال العملية العسكرية الخاصة، نفذت طائرات (تي يو-22 إم 3) المحولة سلسلة من عمليات إطلاق صواريخ كروز جديدة مضادة للسفن من طراز (إكس -32) على المنشآت الأرضية للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية".

تصويت بمجلس الأمن

وقال مصدر بالأمم المتحدة، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إن التصويت على مشروع القرار الروسي بشأن الأنشطة البيولوجية في أوكرانيا "مقرر بعد ظهر الأربعاء".

وفي وقت سابق، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده جمعت "أدلة دامغة" حول المختبرات البيولوجية الأميركية في أوكرانيا.

وبعث فاسيلي نيبينزيا رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، يقول فيهما إنه "بموجب المادة السادسة من اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والسامة، توجه روسيا إلى مجلس الأمن الدولي شكوى رسمية، تتضمن كافة الأدلة الممكنة التي تبرر هذه الشكوى".

وشدد الدبلوماسي الروسي على أن مشروع القرار "يهدف لتشكيل لجنة للتحقيق في الاتهامات التي يوجهها الجانب الروسي لواشنطن وكييف بإطلاق المختبرات البيولوجية في أوكرانيا".

في المقابل، استبعد دبلوماسيون احتمال أن يتبنى مجلس الأمن مشروع القرار الروسي عند طرحه للتصويت.

وتتطلب الموافقة ما لا يقل عن 9 أصوات "لصالحه"، وعدم استخدام حق النقض من قبل أحد الأعضاء الخمسة الدائمين: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

واشنطن: "مجرد افتراءات"

من جانبها، اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد الاجتماع "مضيعة هائلة للوقت"، ورفضت اتهامات روسيا ووصفتها بأنها "مجرد افتراءات دون أي دليل".

وشكك علماء مستقلون وقادة أوكرانيون ومسؤولون بالبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) في المزاعم الأولية لروسيا بشأن معامل بيولوجية عسكرية أميركية سرية في أوكرانيا.

كما توصل تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" في مارس إلى أن هذه الادعاءات انتشرت على الإنترنت، وويقف ورائها أصحاب نظرية مؤامرة كوفيد-19، وأتباع حركة "كيو-أنون" اليمينية، وبعض مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترمب.

وطالبت روسيا عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي في 27 أكتوبر الماضي، بهدف دراسة مشروع القرار المقترح.

وكان الفريق إيجور كيريلوف، قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية بالقوات المسلحة الروسية، أعلن في وقت سابق، أنه تم تشكيل "شبكة تضم أكثر من 30 معملاً بيولوجياً على أراضي أوكرانيا، تعمل لصالح (وزارة الدفاع الأميركية) البنتاجون".

إجلاء جديد بخيرسون

وأعلنت السلطات الروسية في خيرسون جنوبي أوكرانيا، من جانبها، إجلاء جديداً لسكان هذه المدينة حيث تستعد قوات موسكو لهجوم أوكراني مرتقب.

وبعد إجلاء نحو 70 ألف شخص من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو الأسبوع الماضي، بدأ المسؤولون الموالون لروسيا، الثلاثاء، نقل آلاف السكان الإضافيين.

وقال الحاكم المعيَّن في خيرسون من قبل موسكو فلاديمير سالدو: "سنقوم بنقل ما يصل إلى 70 ألف شخص" موجودين حالياً في قطاع بعمق 15 كيلومتراً إلى الشرق على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.

واستنكرت أوكرانيا عمليات نقل السكان معتبرة أنها "عمليات ترحيل".

تكنولوجيا "لخدمة الإرهاب"

في سياق آخر، استقبلت سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا بالتصفيق الحار في قمة الويب بلشبونة مساء الثلاثاء، حيث اتهمت روسيا "بتسخير التكنولوجيا لخدمة الإرهاب".

وقالت زيلينسكا خلال الملتقى السنوي لأوساط التكنولوجيا في أوروبا: "أرى أن التكنولوجيا يجب أن تستخدم للابتكار، لإنقاذ الناس ومساعدتهم وليس لتدميرهم".

وتكثف روسيا، منذ أكتوبر، ضرباتها بواسطة المسيرات والصواريخ مستهدفة شبكات المياه ومنشآت الطاقة في المدن الأوكرانية، ما دفع السلطات إلى فرض تقنين في بعض المناطق وأثار مخاوف من شتاء صعب أمام الأوكرانيين.

وفي حين تواصل موسكو وطهران نفي تزويد الجيش الروسي بمسيّرات إيرانية، أعربت واشنطن، الثلاثاء، عن "قلقها" من عمليات تسليم صواريخ إيرانية للجيش الروسي.