فيما تتواصل الاحتجاجات في العديد من المناطق شمال وغرب إيران، في استمرار للتظاهرات التي تفجرت إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني بسبتمبر الماضي، لوّح الحرس الثوري مجدداً بالضرب بيد من حديد.

فقد أعلن عن إرسال قوات برية وتعزيزات عسكرية إلى محافظة أذربيجان الغربية في شمال غربي البلاد.



إجراءات حاسمة

وزعمت القوات البرية التابعة للحرس الثوري في محافظة أذربيجان أن التعزيزات تأتي لصد ما وصفته بالتحركات الانفصالية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية معارضة اليوم الاثنين.

كما توعد الحرس المحتجين بإجراءات حاسمة لردعهم.



قلق في المناطق الكردية

أتى هذا الاستنفار بعد أن شهد العديد من المناطق شمال غربي البلاد، حيث الأقليات الكردية، تظاهرات واسعة، إثر تشييع عدد من المعتقلين أو المحتجين، لاسيما في مهاباد، حيث أفيد بتعزيزات عسكرية أرسلت إلى المدينة.

فيما دعا الداعية السُني البارز مولوي عبد الحميد، وهو صوت معارض قوي في البلاد، قوات الأمن إلى الامتناع عن إطلاق النار على الناس في مهاباد. وكتب على تويتر قائلا "أنباء مقلقة تتصاعد من المناطق الكردية، لا سيما من مهاباد... الضغط والقمع سيؤديان إلى مزيد من الاستياء. يجب على الضباط الامتناع عن إطلاق النار على الناس".

إلا أن القوات الأمنية ردت على تلك الاحتجاجات بأساليب قمعية بحسب ما أعلنت جمعيات حقوقية كردية، من بينها منظمة "هينجاو"، مؤكدة أن القوات الأمنية فتحت النار على الناس في عدة بلدات كردية.

يذكر أنه منذ وفاة أميني لم تهدأ التظاهرات في البلاد، فقد تحولت الانتفاضة إلى ما يشبه الثورة الشعبية من قبل الإيرانيين الغاضبين، من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد، منذ ثورة 1979 التي صعدت بهم إلى السلطة.