ألغى وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، زيارة رسمية كانت مقررة للعراق والأردن، إثر "مخاوف أمنية" مترتبة على احتجاجات "حرق المصحف".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية اليوم الأحد إن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس ألغى زيارة كانت مقررة للعراق والأردن، مشيرا إلى مخاوف أمنية بعد إضرام النار في السفارة السويدية ببغداد الأسبوع الماضي احتجاجا على حرق المصحف.



وتظاهر عدة ألوف من العراقيين في بغداد أمس السبت، بخصوص أحدث حرق أو إتلاف للمصحف خلال احتجاجات معادية للإسلام في السويد والدنمارك.

وأوضح المتحدث أن إلغاء زيارة بيستوريوس، التي كان من المفترض أن تستمر عدة أيام، جاء أيضا ردا على احتجاجات عنيفة ضد منظمة دنماركية غير حكومية في العراق.

وأضاف المتحدث أن ذلك، إلى جانب احتمال حدوث مزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة، دفع قوات الأمن الألمانية للنصح بإلغاء الزيارة، مردفا أنها ستأتي في وقت لاحق، قد يكون خلال الربع الأخير من العام.

لكن مجلة دير شبيغل الألمانية نقلت عن مصادر رفيعة، أنه بعد أعمال الشغب العنيفة ضد السفارة السويدية في العاصمة بغداد، نصح مكتب الشرطة الجنائية الألماني، الوزارة، بعدم القيام بهذه الرحلة.

وفقًا للسلطات الألمانية، لا يمكن استبعاد حدوث مزيد من الاحتجاجات وتفاقم الوضع في العراق، لذلك تم اتخاذ قرار أيضا، بتعزيز حماية موظفي التمثيل الألماني في بغداد.

وحتى الآن، لم تتأثر السفارة الألمانية في بغداد، والتي، على عكس العديد من البعثات الحكومية الأخرى، تقع خارج ما يسمى بـ "المنطقة الخضراء" وسط بغداد، بالاحتجاجات العنيفة.

بيد أن دير شبيغل ذكرت "لا يمكن لمكتب الشرطة الجنائية الفيدرالي الألماني، وهو المسؤول عن حماية الوزير، استبعاد احتمال تعرض بيستوريوس والوفد المرافق له للخطر أثناء القيادة في بغداد".

وكانت رحلة وزير الدفاع مخصصة لتفقد بعثة الجيش الألماني في العراق ودراسة موقف البعثة على الأرض قبل تمديد مهمتها.

إذ كان بيستوريوس يريد مقابلة جنود الجيش الألماني المنتشرين في بغداد غدا الإثنين، كما تم التخطيط لعقد اجتماع مع نظيره العراقي.

ويشارك الجيش الألماني في مهمة تدريب يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، للقوات المسلحة العراقية من أجل إعدادهم بشكل أفضل للقتال ضد الجماعات الإرهابية مثل "داعش".

كما يشارك الجيش الألماني في برامج تدريبية للقوات المسلحة الكردية في شمال البلاد.

لذلك، هدف بيستوريوس من الرحلة قبل إلغائها، كان الحصول على فكرة عن الوضع في الموقع قبل التمديد المخطط لتفويض البرلمان الألماني لبعثة الجيش في العراق في الخريف المقبل. وينتشر حوالي 130 جنديًا ألمانيًا حاليًا في العراق.