استُشهد وأُصيب عشرات الفلسطينيين، الخميس جرّاء غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت المعابر والمستشفيات ومناطق متفرقة من قطاع غزة، فيما يتواصل حصار مبنى الهلال الأحمر في جباليا، وانقطاع تام في خدمات الاتصالات والإنترنت لليوم الثاني على التوالي.

تابعنا

تتواصل الغارات الإسرائيلية على المعابر الفلسطينية ومناطق عديدة في قطاع غزة لليوم 76، مخلّفة مئات الشهداء والجرحى وانهيار تام للقطاع الصحي، في الوقت الذي يواجه فيه التوغل البرّي في القطاع مقاومة عنيفة من فصائل المقاومة الفلسطينية.



وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة، في بيان مقتضب، إن "مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مجمع الشفاء الطبي".

وأشار القدرة إلى "خروج مستشفيات مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع عن الخدمة".

والثلاثاء، عادت القوات الإسرائيلية واستهدفت مجمع الشفاء الطبي وسيارة مدنية أمام بوابته كانت تنقل أحد الجرحى، ما أدى إلى "استشهاد 28 شخصاً وإصابة العشرات خلال 6 ساعات"، حسب بيان سابق للوزارة الفلسطينية.

وإلى جانب اقتحام وتدمير مستشفيات شمالي قطاع غزة، تستهدف المدفعية والطائرات الإسرائيلية مستشفيات في جنوبي القطاع، كان آخرها مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ما أدى إلى إنهاك المنظومة الصحية في القطاع.

بدورها أكدت منظمة الصحة العالمية أن شمال غزة أصبح تماماً بلا مستشفيات قادرة على العمل في ظل نقص الوقود والأطقم الطبية والإمدادات الصحية.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة ريتشارد بيبركورن إن المستشفى الأهلي كان الأخير القادر على العمل، لكنه أصبح يعمل الآن بالحد الأدنى.

قصف لكل القطاع

أعلنت حركة حماس، الخميس، استشهاد العقيد بسام غبن مدير معبر كرم أبو سالم التجاري جرّاء غارة إسرائيلية بالقرب من بوابة معبر رفح جنوب قطاع غزة.

من جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قصفاً إسرائيلياً استهدف محيط مبنى مستشفى الأمل في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد 4 فلسطينيين، بينهم مدير معبر كرم أبو سالم، جرّاء استهداف طيران الجيش الإسرائيلي مرافق المعبر في أثناء العمل.

وجاء ذلك بعد استهداف إسرائيلي قرب معبر رفح أسفر عن سقوط جرحى.

في خان يونس جنوبي القطاع استُشهد 24 فلسطينياً على الأقل وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف، مساء الأربعاء، منازل ومناطق قرب المستشفى الأوروبي تؤوي عدداً من النازحين، ما رفع عدد الشهداء في المحافظة إلى 55 خلال يوم واحد.

كما استهدف قصف مدفعي أيضاً المناطق الشرقية لخان يونس، بالإضافة إلى عدد من المناطق وسط قطاع غزة.

وفي جباليا شمال القطاع أطلق طيران الجيش الإسرائيلي قنابل الفسفور المحرّم دولياً على سوق المخيم ومحيطه.

كما أفاد شهود عيان بأن قوات الجيش الإسرائيلي التي تحاصر بلدة ومخيم جباليا اقتحمت منازل مدنيين وأخلتها قسراً تحت التهديد، قبل أن تشعل النيران في عدة منازل.

وصباح اليوم (الخميس) دفن المواطنون في بلدة جباليا جثامين 30 شهيداً هوياتهم مجهولة، في المقبرة القديمة.

كان أكثر من 40 شخصاً قد استُشهدوا وأُصيب العشرات في قصف نفّذته طائرات الجيش الإسرائيلي على مدينتَي خان يونس ورفح.

وقالت مصادر محلية إنّ 32 شهيداً وصلوا إلى مستشفى ناصر خلال الساعات الماضية، وإن 4 شهداء بينهم أطفال ارتقوا في غارة إسرائيلية على مدينة خان يونس.

وأضافت أن 10 شهداء على الأقل ارتقوا إثر قصف طيران الجيش الإسرائيلي مسجد علي بن أبي طالب في محيط المستشفى الكويتي في مدينة رفح جنوبي القطاع.

كما أُصيب عدد من الصحفيين إثر غارات الجيش الإسرائيلي على محيط المستشفى.

محاصرة الهلال الأحمر

ولليوم الثاني تواصل القوات الإسرائيلية محاصرة مبنى تابع للهلال الأحمر في جباليا، داخله مسعفون وجرحى.

كان الهلال الأحمر قد أكد أمس (الأربعاء) أن قوات الجيش الإسرائيلي تحاصر مركز إسعاف تابعاً له في جباليا، مشيراً إلى تواصل القصف المدفعي في محيط المركز وسماع انفجارات، في حين يعتلي قناصة الجيش أسطح المباني المحيطة، "الأمر الذي يهدد سلامة 127 شخصاً من المسعفين والمتطوعين وعائلاتهم من النازحين".

ويستمر انقطاع خدمات الاتصال الثابت والإنترنت وخدمة المكالمات الخلوية عن أجزاء واسعة من قطاع غزة.

وهي المرة السابعة التي تنقطع فيها الاتصالات عن القطاع خلال الحرب. وفي المرات الست الماضية التي تعرَّض فيها القطاع لقطع الخدمات كان الاتصال الثابت والخلوي والإنترنت ينقطع لعدة ساعات، فيما استمر أطول قطع لمدة 4 أيام متواصلة بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

معارك ضارية

في الأثناء أفادت مصادر محلية بوقوع معارك ضارية بين قوات الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في شمالي وجنوبي القطاع، وسط حديث في الأوساط الإسرائيلية عن ملامح صفقة تقترحها تل أبيب لتبادل الأسرى وإعلان تهدئة تتضمن انسحاباً جزئياً.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 5 جنود، بينهم ضابط من سلاح المدرعات، بجراح خطيرة في معارك خان يونس بقطاع غزة.

كما أقر الجيش، صباح اليوم، بمقتل ضابطين وجندي في معارك جنوبي القطاع.

كما تجددت الاشتباكات صباح اليوم أيضاً في محيط موقع الإدارة التابعة لكتائب القسام شرقي جباليا، شمالي القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمِّرة على غزة خلّفت حتى مساء الأربعاء 26 ألف شهيد ومفقود معظمهم أطفال ونساء، كما خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب مصادر رسمية فلسطينية.