على وقع تصاعد التحذيرات المحلية والأممية من خطورة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، على وقع تفجر القتال في الجيش وقوات الدعم السريع بولاية الجزيرة وسط البلاد منذ الأسبوع الماضي، أكد شهود عيان أن الدعم السريع توغلت في عدد من المدن والمناطق في الولاية.

وذكر الشهود للعربية /الحدث اليوم الجمعة أن من بين المدن التي تمركزت فيها قوات الدعم التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، مدينة الكاملين والحصاحيصا ومنطقة فداسي الواقعة شمال مدينة ود مدني عاصمة الولاية.



كما عززت تواجدها أيضاً في منطقة الحاج عبدالله المتاخمة لولاية سنار جنوب شرقي البلاد، وفي رفاعة والهلالية الواقعة بالطريق الشرقي الرابط بين الخرطوم وعاصمة الولاية.

تعزيزات إلى القضارف

في المقابل، أرسل الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان تعزيزات كبيرة إلى ولاية القضارف المتاخمة لولاية الجزيرة من الشرق، لمنع تقدم قوات الدعم السريع إلى شرق البلاد.

في الأثناء أفاد مراسل العربية باستمرار عمليات النزوح من ولاية القضارف إلى مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر.

وأفاد شهود عيان أنهم رأوا نازحين يستقلون شاحنات وسيارات البضائع على طول الطريق الممتد من القضارف وصولا إلى ولاية كسلا ومن ثم بورتسودان.

تدفق النازحين

أما ولاية سنار الواقعة جنوب مدينة ود مدني فشهدت تدفقاً كبيراً للنازحين الفارين من القتال في ولاية الجزيرة.

بينما أوضح مواطنون للعربية أن أغلب النازحين يتواجدون في المدارس وعلى الطرقات العامة، لاسيما أن مراكز الإيواء غير مجهزة لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة.

هذا وتعاني الولاية من انقطاع كامل لشبكات الاتصال، على الرغم من أن العمليات العسكرية لم تصلها.

وكانت مدينة ود مدني شهدت أمس عمليات سلب ونهب نفذها عناصر من الدعم الرسيع حسب ما أفاد ناشطون.

أتى ذلك، بعد أيام على تراجع الجيش وانسحابه منها، ما دفع البرهان أمس إلى التوعد بمحاسبة المقصرين، لاسيما أنه منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل بين الجيش والدعم السريع، باتت مدينة ود مدني (180 كيلومترا جنوب الخرطوم) ملاذا آمنا لآلاف النازحين.

وأسفرت الحرب التي اندلعت منذ أبريل الماضي بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل حتى مطلع كانون الأول الحالي، وفقا لحصيلة بالغة التحفظ لمنظمة أكلد المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات.

كما أدت إلى نزوح 7,1 مليون شخص داخل البلاد، فيما لجأ أكثر من 1,5 مليون إلى الدول المجاورة، وفق ما أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الخميس، واصفا ما يجري بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".