استدعى الجيش الإسرائيلي بصورة عاجلة وحدة "دوفدوفان" ذات الخبرة الطويلة في مدن وقرى ومخيمات الضفة، في خطوة تهدف إلى منع نشوء خلايا مسلحة فيها.

وتعد وحدة دوفديفان "المستعربين" هي وحدة قوات خاصة من وحدات النخبة الإسرائيلية داخل الجيش الإسرائيلي وتعتبر أول الوحدات الخاصة التي عملت في الأراضي الفلسطينية في انتفاضة الأقصى.

وتتبع الوحدة التي يعود تأسيسها لبداية الانتفاضة الأولى عام 1987 إلى اللواء 89 في الجيش الإسرائيلي المتخصص في مكافحة الإرهاب والعمليات السرية.



يتم انتقاء أفراد هذه الوحدة بصعوبة بالغة لأنهم يعتبرون الجندي الذي كان أحد أفراد وحدة دوفديفان أُصيب بأذى أو قتل في أي هجوم مسلح هو غير مؤهل تلقائيا.

عناصر "دوفيديفان"

ولا يقتصر عناصر "دوفيديفان" على جنود الجيش، بل إن شرطة "حرس الحدود" تساهم في مد هذه الوحدة بكثير من العناصر.

ويتقن أفراد هذه الوحدة اللهجة الفلسطينية وبدأوا بالتحرك بين الفلسطينيين لجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات الاعتقال والاغتيال للمسلحين الفلسطينيين وقادتهم.

وتعمل عناصر هذه المجموعة وسط التجمعات السكانية الفلسطينية لذا من الضروري أن يكونوا من ذوي الملامح الشرقية بحيث لا يثيروا حولهم الشكوك عندما يقومون بعمليات التنكر أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة لهم. وتستعين الوحدة بخبراء في عمليات المكياج والتخفي للعمل على مدار الساعة مع عناصر هذه المجموعة.

ويحرص عناصر الوحدة بشكل خاص على التنكر في زي تجار خضار فلسطينيين يرتدون الزي الشعبي الفلسطيني ويتنقلون في سيارات مرسيدس «كابينه» وهي السيارة التي يستخدمها التجار الفلسطينيون، وغيرها من السيارات الشائعة في فلسطين.

ويندمج مقاتلو الوحدة التي تعني "الكرز" باللغة العبرية بين الفلسطينيين، ويتجولون في شوارع مدن الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين ويعتقلون أو يغتالون الشخص المستهدف بطريقة غادرة.

الأوضاع في الضفة على شفا الانفجار

وجاء استدعاء وحدة "دوفدوفان" إلى مركزها في الضفة الغربية على إثر تحذيرات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من أن الأوضاع في الضفة على شفا الانفجار.

وبسبب ذلك قرر الجيش الإسرائيلي نقل الوحدة من قطاع غزة التي عملت فيه خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى الضفة الغربية، ومع أن الجيش الإسرائيلي كان يشن حملة عسكرية منذ نحو عامين داخل الضفة الغربية للقضاء على ما يقول إنها خلايا مسلحة وبنية تحتية لها، إلا أنه صعد اقتحاماته لمدن ومخيمات الضفة منذ بداية الحرب.

وقتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 360 فلسطينياً في الضفة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما اعتقل أكثر من ستة آلاف فلسطيني في أكبر حملة اعتقالات يشنها منذ عقود.

لكن عمليات الجيش الإسرائيلي تتحول في مخيمات جنين وطولكرم ونابلس إلى قصف بالطائرات المُسيرة لخلايا مسلحة تابعة لمجموعات فلسطينية تحاول تشكيل بنية تحتية لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين.

وتصبح شوارع وأزقة مخيمات طولكرم ونابلس وجنين ساحة معارك عنيفة يستخدم خلالها الجيش الإسرائيلي الجرافات لتدمير البنية التحتية والمسيرات للمراقبة والقصف.

اغتيال 9 شبان فلسطينيين

وتصاعدت عمليات الجيش الإسرائيلي حيث اغتال، صباح الأربعاء، 9 شبان فلسطينيين، خمسة منهم في مخيم بلاطة شرق نابلس وأربعة آخرين في مخيم طولكرم، ونفذ عملتي الاغتيال بطائرات مسيرة في أسلوب أصبح ينتهجه في مخيمات الضفة الغربية.

وكشف الجيش الإسرائيلي عن تفكيك خلية عسكرية واغتيال أعضائها الأربعة بقيادة عبدالله أبو شلال في مخيم بلاطة، مشيراً إلى أنها "خططت لهجوم كبير في إسرائيل".

واتهم بيان لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" الخلية بـ "تلقى أموال وتوجيهات من عناصر في إيران بالتعاون مع جهات في قطاع غزة وخارجه".