* مخاوف في إيران من بولتون عدو طهران اللدود

نيويورك - نشأت الإمام، وكالات

عين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جون بولتون، "بعبع إيران"، وأحد المحافظين الجدد المتشددين الذي يعمل محللاً لدى قناة فوكس نيوز، في منصب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض الذي يتمتع بتأثير كبير، فيما أبدت أوساط إيرانية قلقها من استبدال الرئيس الأمريكي، مستشاره للأمن القومي، إتش آر ماكماستر، بالسفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، الذي صرح عدة مرات بأنه لا يريد للنظام الإيراني أن يكمل عامه الأربعين. وتشير تقارير إلى أن تعيين بولتون مستشاراً للأمن القومي يعني أن ترامب يقوم بتجميع مجلس حربه.



وذكر بولتون في مقابلة له مع "فوكس نيوز"، الثلاثاء الماضي، أنه "لا يرى أي أفق لإصلاح الاتفاق النووي الإيراني كنتيجة لاجتماع ولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض".

واعتبر بولتون أن "الاتفاق مع إيران كارثة استراتيجية للولايات المتحدة"، مضيفاً أن "إصلاح الاتفاق لن يغير شيئاً من سلوك إيران".

من جهتها، اعتبرت وكالة "فارس" المقربة للحرس الثوري الإيراني، أن "تعيين بولتون بعد سلسلة من الإقالات والاستقالات في فريقه خلال الأشهر الماضية، بأنها جزء من محاولة لإعادة تشكيل فريق سياسته الخارجية قبل اجتماع محتمل مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون".

وذكرت الوكالة أن "بولتون، الذي سيتسلم منصبه رسمياً في 9 أبريل المقبل، يشارك ترامب في الكثير من الرؤى المتعلقة بالسياسة الخارجية، ويعتبر من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني".

وفي أكتوبر الماضي، قال بولتون في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، "أطالب الرئيس بالانسحاب الكامل من الاتفاق النووي مع إيران، لأنه لا يمنعها من الحصول على الأسلحة النووية".

وكان بولتون قد قدم خطة في أغسطس الماضي، للخروج من الاتفاق النووي نشرتها صحيفة "ناشيونال ريفيو"، ومن بينها إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، ومنع السفن والطائرات الإيرانية من استخدام موانئ الدول الحليفة للولايات المتحدة، وإنهاء كل أنواع التأشيرات الممنوحة للإيرانيين، ودعم قوى المعارضة الإيرانية المطالبة بتغيير النظام، وفرض عقوبات شاملة تشل الاقتصاد الإيراني.

ويرى بولتون أن رفض إيران السماح للمحققين بالتفتيش في المواقع العسكرية يوفر أسباباً مهمة للإدارة في قرارها، خاصة مع تفسير العلاقة بين إيران وكوريا الشمالية.

وتسلط الخطة الضوء على سلوك إيران غير المقبول، مثل دورها كمصدر عالمي للإرهاب الدولي، بما في ذلك توجيهاتها وسيطرتها على ميليشيات حزب الله ونشاطاته، وتغذيتها للحروب والصراعات في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وأكد الدبلوماسي الأمريكي الشهير أن الأسباب التي جعلت رونالد ريغان يطلق على إيران وصف الدولة الراعية للإرهاب في عام 1984 "لا تزال قابلة للتطبيق اليوم".

وتوقيت تعيين بولتون ليس من قبيل الصدفة، لانه من المرجح في شهر مايو المقبل أن يروج ترامب للاتفاق النووي الذي منع إيران من الحصول على سلاح نووي، مما أثار فترة من التوترات المتصاعدة مع إيران وإزالة واحدة من العوائق النهائية لتصاعد الصراع العسكري مع إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

من ناحية أخرى إذا فشل اجتماع قمة ترامب المرتقب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون - كما هو محتمل للغاية - فإن الخطوة التالية يمكن أن تكون عملاً عسكرياً وقائياً مما يعني حربان، على جبهتين.

وفي عام 1998، وقع بولتون على خطاب يشجع الرئيس السابق بيل كلينتون على غزو العراق. وكان بولتون، بصفته وكيل وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي من 2001 إلى 2005، مسؤولاً كبيراً في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش وساعد بشكل كبير في تنظيم غزو العراق.

ويوصف بولتون بأنه أحد صقور الحرب كما كتب أحد مسؤولي دائرة المهنة في وزارة الخارجية، والذي عمل مع بولتون، "كان جون بولتون لاعباً رئيساً في المكائد المبكرة لحرب إدارة جورج دبليو بوش، حتى سنوات الكارثة في العراق بعد الغزو لم تجعله يندم على ذلك فقد قال في عام 2015 "ما زلت أعتقد أن قرار الإطاحة بصدام كان صحيحاً".

ورغم أن ترامب قال إنه عارض حرب العراق، لكنه لم يتردد في تسمية بولتون مستشارا للأمن القومي بعد أيام فقط من مرور 15 عاماً على ذكرى غزو العراق.

واليوم، لدى بولتون أهدافاً جديدة في إيران. وربما يوصي بتوجيه ضربة عسكرية، ففي عام 2015، كتب بولتون مؤيداً لضربات عسكرية ضد إيران، قائلاً "الحقيقة المزعجة هي أن العمل العسكري فقط مثل هجوم إسرائيل عام 1981 على مفاعل صدام حسين في العراق أو تدميره عام 2007 لمفاعل سوريا، يمكن أن يحقق ما هو مطلوب". ويدعم بولتون الضربات العسكرية الوقائية ضد كوريا الشمالية.