* محللون: العقوبات الأمريكية تدخل إيران في حالة ركود

* انهيار العملة الإيرانية نتيجة العقوبات الأمريكية على طهران

الأحواز - نهال محمد، (أ ف ب)



واصلت العملة الإيرانية انهيارها وهبوطها إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي، متأثرة بتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية بسبب طموحات إيران النووية. وبحسب وكالة أنباء إيرنا الإيرانية، فإن العملة الإيرانية، الريال، وصلت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 140 ألف ريال مقابل الدولار، فيما باعت شركات صرافة في العاصمة طهران الدولار بنحو 145 ألف ريال، وسط تقارير تحدثت عن انهيار الريال حيث سجل الدولار في بعض الأسواق الإيرانية نحو 152 ألف ريال، وفقاً لمواقع إخبارية اقتصادية ترصد قيمة العملة الإيرانية.

وشهد الريال الإيراني الإثنين الماضي تراجعاً جديداً أمام الدولار الأمريكي رغم محاولات السلطات منع ذلك على خلفية صعوبات اقتصادية واجتماعية.

وفقد الريال في 3 أيام نحو 16 % من قيمته أمام الدولار وتم تبادله بعد ظهر الإثنين في السوق الحرة بواقع دولار واحد مقابل 130 ريالاً.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "ايسنا"، فإن سعر الدولار في إيران كان 105 ألف ريال، لكن السعر ارتفع في أول سبتمبر إلى 115 ألف ريال إيراني. وأضافت الوكالة أن سعر الدولار الإثنين الماضي بلغ 120 ألف ريال، وفي اليوم التالي ارتفع في الأسواق الإيرانية ليصل إلى 138 ألف ريال قبل أن تبلغ قيمته 140 ألف ريال.

وأشارت إلى أن "العملة الإيرانية خسرت ثلثي قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام، مشيرة إلى أن "سبب الانخفاض السريع في قيمة الريال هو ارتفاع الطلب على الذهب والدولار في الأسواق الإيرانية".

وأدى هبوط العملة الإيرانية إلى احتجاجات من جانب تجار البازار الكبير في طهران، والتي أثر على جماعات إيرانية أخرى للاحتجاج في مدن مختلفة في إيران بسبب ارتفاع سعر الدولار. وأعلنت إدارة الرئيس حسن روحاني عن سياسة جديدة بشأن الصرف الأجنبي في 7 أغسطس، والتي خفضت سعر الدولار من 116 ألف ريال إلى 100 ألف ريال. ومع ذلك، تغير السعر الحكومي بسرعة بعد بضعة أيام ثم وصل إلى 120 ألف ريال، لذلك تم بيع الدولار في الأسواق الإيرانية بين 140 إلى 150 ألف ريال إيراني.

وقال محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي، في مقابلة مع وكالة أنباء أيسنا، إنه "يجب الاحتفاظ بالاحتياطيات الأجنبية في البنك المركزي وينبغي عدم استخدام العملة الأجنبية خلال الحرب الاقتصادية مع الولايات المتحدة لأن استمرار السياسة الأمريكية تجاه إيران سيؤثر علي الريال الإيراني بشكل أكبر".

وقال صاحب مكتب صرافة في الأحواز، رفض ذكر اسمه، في تصريح لـ "الوطن"، إن "ارتفاع سعر الدولار في السوق الإيراني له تأثير مباشر على الناس، خاصة الفقراء أو الأشخاص وتحديداً الفقراء ومحدودي الدخل". وأضاف "أنا قلق للغاية بشأن عملي لأننا لا نستطيع التنبؤ بالسوق في إيران، وسعر الدولار قابل للتغيير كل ساعة". وأعرب عن أمله في أن "يتمكن من إرسال أمواله إلى خارج إيران لأن السوق في إيران مرعب"، مضيفاً "خسرت 30 ألف دولار في 3 أيام فقط بسبب التغيير في سعر الدولار في السوق الإيرانية".

من جهته، "م. ك"، "40 عاماً"، وهو شخص كان يسعى للحصول على دولارات من مكتب صرافة في تصريح لـ "الوطن"، "الجميع متوترون"- بعت أشياء كثيرة مثل سيارتي ومنزلين لأنه ليس مفيداً في إيران الآن، لذا، قررت شراء الذهب والدولارات لإنقاذ أموالي وحماية عائلتي من الأزمة الاقتصادية".

وخلال عام تراجعت قيمة الريال الإيراني مقارنة بالدولار بنسبة 70 %. ويرتبط هذا التراجع مباشرة بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني الموقع في 2015 مع القوى الست الكبرى.

وبدأ التراجع في خريف 2017 عندما هدد دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق قبل أن يتسارع مع خروج واشنطن من الاتفاق في مايو 2018.

وتبعت الانسحاب الأمريكي عقوبات اقتصادية ضد طهران في بداية أغسطس استهدفت قطاع الطاقة الحيوي في اقتصاد إيران.

ويرى محللون أن تلك العقوبات يمكن أن تدخل إيران في حالة ركود.

ولم تجد حتى الآن جهود السلطات الإيرانية لمنع تراجع الريال والمضاربة من خلال تحديد سعر الصرف والتهديد بالتحرك ضد صرافي السوق السوداء. وعين الرئيس حسن روحاني في أغسطس حاكماً جديداً للبنك المركزي هو عبد الناصر همتي. ومهمة البنك الأساسية هي الحفاظ على احتياطي النقد الأجنبي.