تعمل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على إنجاز مراجعة قد تحد من دعمها لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" في عمليات مكافحة الإرهاب، وذلك وفقاً لما كشفه تقرير حديث.

وقال موقع "ديفينس وان" المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، إن مسؤولين بالوزارة يعيدون النظر في الدعم المقدم لـ"سي آي إيه"، بما في ذلك إمكانية سحب عملاء تابعين للبنتاغون ممن كلفوا بالعمل في إحدى شعب الوكالة المنخرطة منذ عقدين في بعض أكثر المهام سرية لمكافحة الإرهاب.

ووفقاً للموقع، يدرس مسؤولو وزارة الدفاع، إمكانية استخدام هؤلاء العملاء في مهام أخرى تتعلق بالمنافسة مع الصين وروسيا، بدلاً من مهام مكافحة الإرهاب التي يضطلعون بها مع وكالة الاستخبارات المركزية.



ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين، أن وزير الدفاع الأميركي المكلف كريس ميلر، أرسل خطاباً لمديرة "سي آي إيه" جينا هاسبل، ذكر فيه أن "الترتيبات المستقرة منذ زمن طويل لتوفير دعم البنتاغون للوكالة في خطر".

وتأتي المراجعة، بحسب الموقع، ضمن مشروع شخصي لوكيل وزارة الدفاع للمخابرات والأمن، عزرا كوهين واتنيك، وهو أحد الموظفين الذين عينهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمكلفين في البنتاغون في أعقاب خسارته للانتخابات، وينظر إليهم على أنهم موالون لترمب.

من الإرهاب إلى روسيا والصين

ظاهرياً على الأقل، فإن المراجعة تأتي، بحسب الموقع، كجزء من نقاش أكبر حول الدور الذي يمكن أن تلعبه قوات العمليات الخاصة فيما يسميه البنتاغون "المنافسة" مع الصين وروسيا.

وكان وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، استبعد في 2018 استراتيجية للأمن القومي، تمنح بموجبها الولايات المتحدة الأولوية لما يعرف بـ"المنافسين الأنداد"، على مهمات مكافحة الإرهاب المستمرة طوال العقدين الماضيين.

وعلى الرغم من أن الاستراتيجية كانت مقبولة حينها من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا أن الدور الدقيق للقوات الخاصة في هذا النموذج الجديد بقي محل نقاش وموضع دراسة.

وشكك مسؤولون سابقون في جدوى هذه المراجعة، واعتبروها محاولة خطيرة لتقليص دعم البنتاغون لـ"سي آي إيه" في مكافحة الإرهاب.

ويبدي هؤلاء المسؤولون تخوفهم من أن تعرض المراجعة حياة عملاء الـ"سي آي إيه" في مناطق المواجهة للخطر، خصوصاً بعد سحب عملاء البنتاغون منها.

وتقدم وزارة الدفاع أنواعاً مختلفة من الدعم لـ"سي آي إيه" في عملياتها حول العالم، بما في ذلك الدعم اللوجيستي الحيوي، وتدابير تتعلق بالأمن المادي في أفغانستان وغيرها من مناطق الصراع.

كما يقدم البنتاغون قوات عمليات خاصة لمركز الأنشطة الخاصة في الوكالة، لاستخدامها في العمليات السرية التي لا تريد واشنطن تبنيها علانية.

وتخضع هذه القوات رسمياً لسلطة "سي آي إيه"، وتعمل غالباً بالشراكة مع القوات المحلية في أماكن مثل أفغانستان.