نقلت وكالة بلومبرغ، الأربعاء، عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، قولهم إن المقاتلة الشبح "إف-35" قد لا تكمل أهم مراحلها والمتمثلة في الاختبار القتالي قبل سبتمبر 2022.

وكان من المُقرر إجراء اختبارات للبرنامج البالغة قيمته 398 مليار دولار في ديسمبر الماضي، وتوقع مكتب برنامج "" بوزارة الدفاع الأميركية أن يُجرى اختبار المحاكاة الذي يستمر شهراً في أغسطس 2022.

وأوضحت "بلومبرغ"، أن تأجيل الاختبار يعني أن المشرعين في الكونغرس على الأرجح سيجدون أنفسهم مضطرين إلى السماح للبنتاغون بالاستمرار في شراء المقاتلات التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" في العامين الماليين 2022 و2023، دون الحصول على صورة كاملة للقدرات الحقيقية للمقاتلة.



وأشارت الوكالة، إلى أن أحدث خطة خمسية، أعدّها البنتاغون تدعو إلى طلب 85 مقاتلة من طراز "إف-35"، في السنة المالية 2022 التي تبدأ في 1 أكتوبر المُقبل، مقارنة بـ 79 هذه السنة، إذ سيرتفع هذا الرقم إلى 94 مقاتلة في العام المالي 2023.

وتعمل شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية على إنتاج طائرة "إف-35"، التي تعد المنظومة الأغلى ثمناً في البنتاغون، إذ بلغت تكلفة تطوير وبناء الأسطول 398 مليار دولار، ووصفت "بلومبرغ" الطائرة بجهاز كمبيوتر طائر مزود بأكثر من 8 ملايين خط من الشفرات الحاسوبية.

نفاذ الصبر

وفي فبراير الماضي، أعرب رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي جاك ريد، عن قرب "نفاد صبره" بسبب تأخر وزارة الدفاع "البنتاغون"، في إنهاء "اختبار المحاكاة" الذي يعمل على تقييم مدى فعالية المقاتلة الشبح "إف-35" أمام أحدث الطائرات وأنظمة الدفاع الجوية الروسية والصينية.

وقال ريد لوكالة "بلومبرغ": "نصنع (إف-35) منذ سنوات، ولا تزال في مرحلة الاختبار والتقييم العملياتي، وبمجرد الانتهاء من ذلك، وهو ما نتمنى أن يكون سريعاً، نستطيع أن نجري تقييماً أكثر شمولاً لهذه المنظومة"، معرباً عن تمنياته في "تقديم رد عاجل عن فعالية المقاتلة، وسبب اعتبارها الطائرة المقاتلة الأولى في العالم".

وينتظر مكتب البرامج التابع للبنتاغون نتائج التقييم الذي يجريه خبراء برمجيات جامعيون بشأن موعد بدء المرحلة النهائية للمحاكاة القتالية بالغة الدقة والتي غالباً ما يتم تأجيلها، إذ كان من المفترض أن يتم الاختبار في ديسمبر الماضي، بحسب "بلومبرغ".

ضد المنافسين

ويهدف اختبار المحاكاة إلى تحديد كيفية، أداء المقاتلة ضد المقاتلات والدفاعات الجوية الروسية والصينية، الأكثر تقدّماً، وهو معيار رئيسي في برنامج لا يزال العمل فيه مستمر منذ عقدين.

و حدد مكتب برنامج "إف-35"، في مارس الماضي، سلسلة من الخطوات التي يجب اتخاذها على مدى الـ18 شهراً المقبلة لإتمام الاختبار، إذ تتضمنت هذه الخطوات إصلاح جهاز المُحاكاة وإجراء العديد من الفحوصات به، للتحقق من مطابقته لأداء الطيران الذي أظهرته المقاتلة.

وستؤدي الخطوات إلى "اختبار الاختبار" في مارس 2022، بحسب "بلومبرغ"، وسيتم تقييمه من قبل لجنة من الخبراء للتصديق على جميع الأنشطة السابقة قبل التصريح بإجراء تدريب كامل في أغسطس-سبتمبر 2022.

وسيتم في التدريب، المكون من 64 طلعة جوية، استخدام نسخة مشابهة لقمرة قيادة المقاتلة "إف-35" المزودة بأجهزة استشعار وأجهزة إلكترونية قتالية.

وبحسب "بلومبرغ"، يستغرق الأمر شهرين إلى ثلاثة أشهر، لنقل البيانات وتحليلها قبل إعداد تقرير نهائي وتقديمه لقادة البنتاغون والكونغرس.