كثير ما يتردد السؤال عن إمكان حدوث أية أعراض سلوكية أو عاطفية أو نفسية بسبب تضخم اللوزتين، وقد يبدو الربط غريباً بعض الشيء، لكن في حقيقة الأمر يمكن توقع حدوث مثل تلك الأعراض، وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة.
بداية من المنطقي أن الطفل الذي ينعم بقسط وافر من الراحة أن يكون أكثر حيوية وطاقة ولديه مقدرة أكبر على التركيز والدراسة، وذلك بعكس الطفل الذي يعانى من صعوبات في النوم حيث تقل قدرته على التركيز ويتأثر نشاطه وسلوكه بشكل كبير.
ومن المعروف أن تضخم اللوزتين خصوصاً إذا ترافق مع تضخم اللحميات البلعومية لدى الأطفال تؤدى إضافة إلى المشاكل الالتهابية، إلى حدوث صعوبات بالتنفس، والشخير، وقد تتطور الحالة إلى حدوث ما يسمى بـ «متلازمة الاختناق الليلي» ومن أهم أعراضها الشخير العالي وصعوبة التنفس أثناء النوم، وحدوث فترات من انقطاع أو توقف التنفس أثناء النوم، وكثرة التقلب في الفراش واتخاذ وضعيات غريبة أثناء النوم، والنعاس والإرهاق وعدم التركيز، وتدنى مستوى التحصيل الدراسي للطفل.
في السنوات الأخيرة أجريت العديد من الدراسات العلمية لرصد التأثيرات والعلاقة بين اضطرابات النوم وبعض الاضطرابات والأعراض السلوكية لدى الأطفال، وتكاد تجمع كافة الدراسات على الرابط الوثيق بينها حيث تزداد معدلات الإصابة ببعض الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال المصابين بمتلازمة الاختناق الليلي مقارنة بالأطفال الآخرين مثل زيادة معدلات إصابة الطفل بالتوتر والاكتئاب، وفرط النشاط الحركي، والتشتت الذهني، وصعوبات التركيز وغيرها.
وبالعودة إلى موضوع تضخم اللوزتين واللحميات البلعومية لدى الأطفال، فمن الثابت أن هؤلاء الأطفال يعانون من الشخير المزعج وصعوبة في التنفس وقد يتطور الوضع إلى حدوث متلازمة الاختناق الليلي لديهم وبالتالي زيادة احتمال حدوث الاضطرابات السلوكية والنفسية لديهم.
لذلك من الضروري إجراء فحص شامل لكل طفل يعانى من الشخير العالي المترافق بصعوبات في النوم وانقطاع التنفس، وبالمقابل ينصح بإجراء تلك الفحوصات لدى أي طفل نلاحظ حدوث أية تغيرات سلوكية لديه أو تأثر مستوى تحصيله الدراسي، وذلك بهدف استبعاد إمكانية إصابته بمتلازمة الاختناق الليلي جراء تضخم اللوزتين، واللحميات البلعومية وانسداد مجرى التنفس.