هل من الطبيعي أن نضحك ونصنع النكت عندما نواجه أزمة أو تحديات؟! هل من الطبيعي أن نحول أحزاننا وآلامنا إلى نكت ونضحك من موقف مؤلم؟!

عندما سئل الممثل الكوميدي الشهير «تشارلي تشابلن» خلال فترة السينما الصامتة، عن كيف له أن يتناول مشكلات مجتمعه بعد الحرب العالمية الثانية ومعاناة أفراده من خلال مشاهد كوميدية تحمل في طياتها آلماً كبيراً، ليضحك العالم أجاب بمقولته الشهيرة «أنا أصنع من ألمي ما يضحك الناس»، فهل صحيح أن شر البلية ما يضحك؟!

يقال إن أول من قال هذه جملة «شر البلية ما يضحك» هو شخص يعمل في مصنع للسكر، وفي يوم من الأيام وبعد انتهاء نوبة عمله الطويلة رجع هذا العامل إلى البيت ليحظى بقسط من الراحة فطلب من زوجته أن تعد له كوباً من الشاي، فأحضرت الزوجة الشاي دون سكر، وعندما سألها عن السبب أجابت بأن البيت خالٍ من السكر، فضحك ضحكاً شديداً وعندما سألته عن سبب ضحكه قال «شر البلية ما يضحك» فكيف لي أن أعمل على تعبئة آلاف الأطنان يومياً من السكر، وبيتي خالٍ منه..

أما الرواية الأخرى فترجع سبب هذه المقولة إلى المصارعة الرومانية، حيث كان الناس يهسترون من الضحك كلما حمي القتال، ويصلون إلى ذروة الضحك عندما يسقط أحد المصارعين ميتاً.. ومن هنا قال الرومان «إن شر البلية ما يضحك».

* رأيي المتواضع:

«شر البلية ما يضحك» تختصر ما يعيشه الشارع البحريني مؤخراً، حيث أصبح لنا قدرة غريبة على تحويل مشاكلنا إلى نكت مضحكة تلهينا عن صلب الموضوع ووضع الحلول.

فبتنا نصوغ النكت المضحكة، ونتداولها وننغمس في الضحك، حتى «نلهى» وننسى الموضوع الأصلي، الذي إذا ما ناقشناه بجدية أكبر لوصلنا لحلول توافقية تفيدنا وتفيد وطننا الغالي.