مدريد - أحمد سياف

بالنظر لتاريخ المدرب إرنستو فالفيردي مع برشلونة منذ توليه منصبه، هناك مباراة واحدة فقط هي التي تعتبر نقطة سوداء في تلك المسيرة.. الخسارة أمام روما والخروج من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

بخلاف هذه المباراة يمكن اعتبار مسيرة فالفيردي مع برشلونة ناجحة بل مثالية للغاية، إذ حقق الثنائية الموسم الماضي، وهذا الموسم حقق الدوري وعلى مشارف نهائي الأبطال، ووصل لنهائي كأس الملك، وبالتالي فهو قادر على تحقيق الثلاثية.



لكن على الرغم من كل تلك النجاجات، لايزال فالفيردي لا يحظى بالشعبية الكبيرة بين أوساط جماهير برشلونة؟ فما هو السبب؟

السبب في الدرجة الأولى يعود إلى أن جمهور برشلونة في الفترات الأخيرة خاصة مع بيب جوارديولا اعتادوا على جمالية الأداء مع تحقيق البطولات.

اعتاد برشلونة على أن يكون الأكثر هيمنة على مجريات المباراة والاستحواذ دائماً على الكرة، لكن هذا لم يكن الحال أمام ليفربول الذي تفوق على مستوى الاستحواذ؟ لكن النتيجة النهائية؟ تفوق برشلونة 3/0.

مباراة ليفربول تكشف هذا التناقض الذي تعيشه جماهير برشلونة بين واقعية فالفيردي الناجحة، والجمالية المفقودة.

برشلونة فاز بنتيجة جيدة.. لكنه لم يُقدم مباراة جيدة ولم يكن الأكثر سيطرة على الكرة كما اعتادوا.. أسلوب جديد على عشاق برشلونة.

نجح فالفيردي في كل المواعيد الصعبة التي وقع فيها، واهتم فقط بالنواحي التكتيكية أكثر من الجمالية التي تعجب عشاق برشلونة، لذلك فهو لا يحظى بتلك الشعبية لكنه يفتقد الجزء العاشر للكرة الجميلة.

يمكن وصف فالفيردي بأنه المدرب الأكثر واقعية الذي تولى تدريب برشلونة في الفترة الأخيرة، نظرًا لأنه لا يفضل المخاطرة بالتكتل الهجومي، ويحاول التوازن بين الهجوم والدفاع، على الرغم من أن هذه ليست طريقة الفريق الكتالوني.

وحتى بعض الصفقات التي يُبرمها برشلونة مع فالفيردي لا تعجب عشاق برشلونة خاصة في وسط الميدان "رمانة ميزان الفريق".. مثل باولينيو الموسم الماضي، وفيدال الموسم الحالي.. بعد أن كان برشلونة معتاداً على اللاعبين أصحاب القدرات الفنية كتشافي وإنييستا.

الخلاصة أن مدرسة كرة القدم في برشلونة تغيرت وشعارها الجديد: "لا عيب في دفاع معقول.. وهجوم فعال"!.