أكانت صفعة توقظ النائم المتوهم من سباته؟ أكان حلماً طال أمل تحقيقه فبات اليوم واقعاً يزلزل أولئك الذين تسيدوا كثيراً وطغوا وعاثوا في الأرض فساداً وإرهاباً؟

ما الذي حدث في العراق مركز قوة العرب مقبرة المجوس حتى ينقلب السحر على الساحر وينتفض شعب أعزل حر يحمل جينات أحرار العرب الذين مردغوا المخططات الصفوية والفارسية تاريخياً على أرضهم في معركة القادسية وذي قار ويرفضون التبعية للفرس منذ الأزل حتى تعاد نفس المشاهد اليوم وتثور جيناتهم العربية ولكن بشكل يفوق التوقعات فمقطع الفيديو الأكثر انتشاراً في الوطن العربي اليوم لشاب عراقي وهو يقول لمتظاهر «يلا أخوي عمر.. علي وياك» فأحفاد الفاروق والحسين اليوم يقاتلون جنباً إلى جنب لتحرير أرضهم العربية من أحفاد كسرى، فأجمل ما في هذه الثورة أنها شعبية بحتة، لا تقودها أحزاب متطرفة، وتسيس الدين، وأخذت ترمي كل الشعارات الدينية الطائفية وراء ظهرها في سبيل أن يعود العراق وطناً للجميع.

هناك مقطع آخر منتشر قد يكون صادماً لمن فقد الأمل في صحوة شباب الشيعة العرب لشاب عراقي شيعي يصرخ في ساحة التحرير وخلال رمي المتظاهرين بالرصاص والتصادم الأمني «لا أحد يروح للحسين والأربعين إذا أنت مذلول ونايم ببيتك وترضى بالباطل.. الحسين ما يريدك انصر الفقراء إذا أنت راضي بالذل لا تجي للحسين»، «فهذا العراقي الجريء قال ما لم يجرؤ على قوله عبيد المال الإيراني وحرامية العراق العربي وخونة العرب التابعين لنظام طهران هناك أيضاً متظاهر عراقي آخر يقول لعملاء إيران «إذا فيكم شريف يظهر ويقول ما أمثل العراقيين لكن ما فيكم شريف كلكم ذيول لإيران!».

العراقيون قاموا بتوجيه رسائل صادمة جداً لنظام طهران الجائر وأتباعه حينما قاموا بتمزيق صور عدد من المرجعيات التي لطالما صدرت لهم بضاعة الدين المسيس وحرفت مذهب التشيع العربي لصالح التشيع الصفوي حينما قام أحرار شيعة العرب بتمزيق صورة المرجع اليعقوبي مرجع حزب الفضيلة الإيراني وهم يهتفون «ما نريد واحد ملتحي.. نريد واحد ما يستحي»، «نريد وطناً محترماً أموت شهيد ولا أموت مذلول»، فهم مؤمنون بأهمية أن ينتهي الوجود الإيراني وإلا الموت أشرف لهم .

هناك فنان عراقي أخذ يصدح «كافي لابوكم لابو إيران جم خط أحمر وجم رب عبدتوه.. بالكعبة قبل مو هالقد أصنام» كما قام أهل الناصرية بتحرير أرضهم من جميع الأحزاب الدينية الإيرانية وطردهم لتكون اسم على مسمى «ناصرية العرب»، وقام شباب كربلاء بتمزيق صورة خامنئي في كربلاء كما قاموا بحرق مقر منظمة بدر مكتب سرايا الخرساني التابع لفصائل الحشد الشعبي الإيراني في محافظة ذي قار الذي يرجع سبب تسميتها إلى معركة ذي قار التي هزمت العرب فيها الفرس في زمن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حينما وقع القتال بينهم على أرض العراق.

إحراق صورة الخميني في البصرة وبغداد مع التظاهر بشعار «الخميني بره بره بغداد حره حره»، بعد أن كان الشعار قبلها «إيران بره بره العراق حرة حره» أبلغ رسالة إلى النظام الإيراني بإيقاف تدخلاته والخروج منها وإفلاس تجارة الدين المصدرة لهم من طهران وأنهم يرفضون الاستماع إلى المرجعيات الدينية التي تحاول إيران اليوم دفعهم إليهم لثنيهم وتخديرهم بالدين المسيس حتى يستمر التدخل الإيراني فالعراقي اليوم يريد وضع نقطة النهاية وطرد الوجود الإيراني من أرضه «انتهى زمن العمامة نريد العراق العربية ترجع بالسلامة».

من الصدمات اللافتة أيضاً قيام المتظاهرين العراقيين بطرد أتباع مقتدى الصدر من ساحة التحرير في بغداد ورفضهم الاستماع لكل محاولات التفاوض كما قاموا في الأيام التي بعدها بطرد أتباع السيستاني وتجاهلوا خطب الجمعة لأصحاب العمائم الإيرانية كما تجاهلوا أولئك المندسين الذين حاولوا تحريضهم على حمل السلاح كلعبة لأجل إقناع العالم أنهم إرهابيون فتم تعطيل إدخال «داعش» بينهم الخلية الإرهابية الإيرانية الصناعة، لقد أدركوا أن أمثال مقتدى الصدر والسيستاني ضللوهم وخدعوهم وأن جيوبهم ممتلئة كمكافأة لهم لخيانتهم العرب وجيوب العراقيين خاويه مفلسة، لقد جربوا نار هؤلاء واليوم يريدون أن يعيدوا جنتهم في العراق بأنفسهم فهم أكثر خبرة ودراية أن هؤلاء المتسلقين باسم الدين يبحثون عن مكاسب جراء المتاجرة بدمائهم.

الأدهى أن المواكب الشيعية بدلاً من أن تقوم بتقديم وجبات الطعام لزوار الأربعين قاموا بتوزيعها على العراقيين المتظاهرين في ساحة التحرير ومن الشعارات أيضاً التي تكشف الوعي الحاصل لدى الشارع الشيعي في العراق «لا مسير إلى كربلاء قبل رفع المظالم والبلاء.. انتهت لعبة المتاجرة بالدين «فهذه الصحوة لم تأتِ إلا بوعيهم بمعاداة الفرس للعرب، لقد تجاهل المتظاهرون خطبة إمام جمعة طهران التي لطالما حركتهم وهو يتهم أمريكا والدولة غير الشرعية إسرائيل بالوقوف وراء ثورة العراق لعرقلة زيارة الأربعين فدغدغة عواطفهم بمظلومية الدين المسيس لم تعد تجدي بعد أن اكتشفوا وجههم الحقيقي وحقدهم الدفين أمام إجرامهم المرتفع الوتيرة في التعامل بوحشية معهم ومع أهل العراق العرب.

وللحديث بقية...