لا أميل إلى الحديث عن النوايا، وتحليلها وتفسيرها، ولا أميل إلى الحديث العام غير المستند على أدلة وبراهين، وأمقت الفرضيات العامة غير المثبتة، ولعل هذا ما يجعلني أحاول أن أختبر أو أدرس أي موضوع أنوي الحديث فيه.

مثلي مثل آلاف غيري شدتنا جلسة مجلس النواب الأخيرة التي طرح فيها موضوع التعليم، وكيف لا والتعليم هو الأساس في النهضة والتطور، وهو العمود الفقري لبناء الأمم.

تحدث النواب وحاولوا نقل صوت الشارع حول ملف التعليم في مملكة البحرين، وللأمانة بذل السادة النواب ما في وسعهم ليلعبوا دور الوسيط بين الشعب وممثلي القطاع التعليمي في مملكة البحرين، وهو ما يحسب لهم بلا شك.

كما وأعطيت الفرصة لممثلي القطاع التعليمي بحضور وزير التربية والتعليم الذي تربع على عرش هذه الوزارة ما يربو على 16 عاماً متواصلة، للرد على ما أثاره السادة النواب نقلاً عن الشعب.

سمعنا أرقاماً ونسباً وإحصائيات مؤلمة من قبل الطرفين، تعبر عن واقع تعليمي يحتاج إلى وقفة إصلاحية جادة لتحديد المشكلة!! فما هي مشكلة الملف التعليمي في مملكة البحرين؟؟ أهي مناهج قديمة؟! أم المعلمون غير أكفاء؟! أم البيئة المدرسية غير مشجعة؟! أم غياب قياس المهارات والكفايات بطريقة واقعية؟! أم المرافق المدرسية الرديئة؟! ما هي المشكلة بالضبط؟! لنحصرها ونجد لها حلولاً؟!

لماذا فر البحرينيون إلى التعليم الخاص؟؟ ما هي نسبة البحرينيين في المدارس الخاصة؟؟ وما هي أسباب الهجرة من التعليم الحكومي إلى التعليم الخاص؟؟ أليست هذه الاسئلة شيقة بما يكفي لعمل دراسة عملية لنعرف الأسباب الجوهرية التي جعلتنا ننتشل أبناءنا من التعليم الحكومي إلى التعليم الخاص؟

هل فكر أحد القائمين على التعليم القيام بدراسة علمية للتعرف على رأي المعلمين في المناهج والبيئة المدرسية ومنحهم فرصاً لإبداء الحلول بشأنها؟ فلا شك في أنهم يعرفون خبايا العملية التعليمية ونقاط ضعفها، ولا شك أيضاً بأنهم أولى بإبداء المقترحات التطويرية للعملية التعلمية برمتها..

هل فكرت وزارة التربية والتعليم أن تقوم باستطلاع رأي الطلبة، أو أولياء أمورهم حول العملية التعليمية!!

هل فكرت الوزارة أن تقارن مخرجات الوزارة بعدد من طلبة العالم!!

وسؤال آخر أيضاً يطرق فكري.. ماذا تعني لكم تقارير جودة التعليم التي تبين يوماً بعد الآخر بأن هناك مدارس غير ملائمة في وطننا الغالي؟؟ هل هذا التقرير شكلي أم هناك قرارات تتبع هذا التقرير. وما هي هذه القرارات إن وجدت؟

لا أوجه أصابع الاتهام لأحد معين فالعملية التعليمية فيها عدد كبير من الأطراف منها الطلبة وأولياء أمورهم والمعلمون والطاقم الإداري والفني، وفيها المناهج، وأساليب التقييم، والبيئة المدرسية والمرافق، كل هذه الأمور تستوجب دراستها بعمق وبطرق علمية ومختبرية لكي نعرف الخلل ونقترح الحلول.

* رأيي المتواضع:

جلد الذات، هذا ما أستطيع أن أصف به ما دار في جلسة مجلس النواب مع وزير التربية والتعليم، ولكني لم أسمع تحديداً للمشكلة؟؟ أو المشكلات إن صح القول!! ولم أسمع مقترحات تصحيحية أو تطويرية في هذا الجانب، ولم نرَ جداول تنفيذية لتصحيح ما يمس العملية التعليمية في مملكة البحرين.

وللحديث بقية.