هذا المقال نتمناه أن يكون توثيقاً لكل من سيبحث عن ما حدث في مملكة البحرين خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا بعد سنين طوال مع تأكيدنا مهما كتبنا وقلنا لن نستطيع استحضار إلا جزء بسيط مما حدث وتم.

في زمن جائحة فيروس كورونا وأمام سقوط دول عظمى بالذات في جوانبها الإنسانية وهي تتخلى عن رعاياها وتساومهم في العلاج والحصول على الأدوية ولا تتخذ إجراءات جادة رغم التحذيرات المستمرة من منظمة الصحة العالمية حيث عاملوا هذا الوباء على أنه مجرد إنفلونزا موسمية عادية فحدثت الكوارث والمآسي التي راح ضحيتها الألوف من مواطنيهم وتفشى الداء بشكل صعب السيطرة عليه وانهارت أجهزة صحية وطبية في بعض هذه الدول بالمقابل تميزت دول كانت تمارس عليها منهجية الحملات المضللة لتشويه سمعتها دولياً والتآمر عليها سنين طوال منها دول الخليج العربي بالذات مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت حيث أثبتوا للعالم الثوابت الإنسانية العظيمة التي تسير عليها سياساتهم الحكيمة تجاه مواطني دولهم.

في زمن جائحة فيروس كورونا خطفت مملكة البحرين الأنظار وهي تقوم بجهود استباقية وخطوات كبيرة في مكافحة فيروس كورونا وتتصدر المشهد الدولي والإقليمي حيث نالت إشادة أممية في احتواء ومنع انتشار فيروس كورونا وقد أثنى المكتب الإقليمي للشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية بجهود مملكة البحرين وضمان الحفاظ على صحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين والبحرين كانت الثانية عالمياً في نسب التعافي من فيروس كورونا والأولى عربياً في الانضمام إلى اختبار التضامن لتجربة أول لقاح .

في زمن جائحة فيروس كورونا قامت مملكة البحرين بحصر أماكن تواجد المصابين والمخالطين وأوجدت تدابير احترازية ووقائية كانت السبب في حفظ سلامة استقرار مجتمعها وصحة شعبها ومقيميها وسخرت إمكانياتها التقنية في إيجاد تطبيقات إلكترونية لتعزيز ثقافة المجتمع الواعي واستحدثت مراكز للعزل والعلاج تحت إشراف فرق طبية متخصصة وعززت آليات الرصد والمراقبة وقامت بعزل المواطنين القادمين من دول موبوءة وسخرت موازنات فلكية للعلاج «تبلغ تكلفة الفحص الأولي 148 ديناراً، حينما تم إجراء أكثر من 76 ألف فحص أي ما يقارب مبلغ 11248000 مليون دينار بحريني»، بحسب تقارير صحفية نشرت في الصحف الجمعة قبل الماضي، وبعض التحركات أوجدت فيها ميزانيات مفتوحة بتوجيه من سمو ولي العهد قائد فريق البحرين حفظه الله وبالمناسبة فمشروع فريق البحرين الوطني جاء قطافه خلال هذه الأزمة العالمية وبرزت أهميته في هذا المحك ليوصل رسالة أن هناك من كان يعمل بصمت سنين طويلة لأجل البحرين ومن خلال مشاريع وطنية رائدة سيدرك مدى الحاجة إليها المواطن والمقيم وقت الأزمات والكوارث.

اهتمت مملكة البحرين بمواطنيها في كافة أنحاء دول العالم وسخرت الطائرات لإجلائهم وفق خطط احترازية وعبر مراحل متعددة أهمها أجلاؤهم من دول تفشى فيها الوباء كإيران على سبيل المثال ولم تبخل عليهم حتى بالمصروف حينما وجه جلالة الملك حفظه الله ورعاه إدارة الأوقاف الجعفرية بالتكفل بتخصيص موازنة من ميزانية الأوقاف للتكفل بمصاريفهم لحين عودتهم.

لقد تميزت وزارة التربية والتعليم بإجراءاتها في تطبيق نظام التعلم عن بُعد وكان ذلك القرار الصائب الصمام الذي حفظ سلامة الطلبة والطالبات في مملكة البحرين من تفشي الوباء بينهم.

لقد قام شبابها ومواطنوها بالتطوع عندما فتح الباب لأجل أن تبقى البحرين بلداً يقاوم هذا الوباء العالمي وينتصر عليه لا يتفشى فيه وبلغ عددهم أكثر من 30 ألف مواطن ومواطنة، وهناك منهم من قام بالمبادرة بصناعة كمامات محلية الصنع وتوزيعها، وهناك مهندسون من حلبة البحرين الدولية قاموا بتصميم أول جهاز تنفسي صناعي محلي الصنع.

هذه نقاط سريعة لقصة مملكة البحرين وإنجازاتها في زمن جائحة فيروس كورونا، حفظ الله مملكة البحرين وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي.