أن تصل متأخراً خير من ألا تصل، هذا هو لسان حال كل من يعرف الدور الخطير الذي يمارسه «حزب إيران في لبنان» في العديد من بلدان المنطقة والعالم فور إعلان ألمانيا انضمامها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ودول أخرى في أمريكا اللاتينية، حيث حسمت أمرها وأعلنت أنها قامت بتصنيف هذا الحزب منظمة إرهابية وحظرت كل نشاطاته وقررت ملاحقة أتباعه.

ما حصل هو أنه تبين لألمانيا أن تصنيف ذراع الحزب العسكري فقط كياناً إرهابياً لا يكفي، فهذا الوضع أتاح لجناح الحزب السياسي جمع الأموال وتجنيد الأعضاء، لذا اتخذت قرارها المهم هذا والذي يأمل كل من يدرك خطورة هذا الحزب أن تتخذه مختلف الدول بغية تخليص العالم منه.

الشرطة الألمانية قامت فور صدور هذا القرار بمداهمة أربعة مقار بغية معرفة العلاقة بينها وبين الحزب، والأكيد أنها ستصل إلى ما يجعل المسؤولين الألمان يفغرون أفواههم دهشة من الذي يحدث في بلادهم، فهذا الحزب الذي يتدثر بعباءة الدين والثقافة يقوم بالدور المكلف به ويحصل أعضاؤه بذلك على الأوسمة من أمينه العام.

هذا الحزب الذي أنشأه النظام الإيراني ويقوم – باعتراف أمينه العام – بتمويله وتوفير كل احتياجاته متواجد في العديد من الدول، لكن تصنيف بعض البلدان له كمنظمة إرهابية وملاحقة بعض رؤوسه لبعض الوقت لا يكفي، فهذا الحزب ليس تنظيماً عادياً وليس مبتدئاً، وإنما يمتلك من الخبرات والمهارات ما يعينه على التلون والتأقلم مع كل وضع جديد، لهذا فإن أرادت الدول التي أعلنت موقفها منه بوضوح أن تنجح في مسعاها فإن عليها أن تعمل على إقناع الدول الأخرى كي تقف جميعها وقفة رجل واحد في وجه هذا التنظيم.

حقيقتان ينبغي أن تدركهما كل دول العالم، الأولى أن النظام الإيراني يعاني حالياً من عدم قدرته على الاستمرار في تمويل هذا الحزب، والثانية أن وصولها لمعرفة خطورته متأخرة خير من ألا تصل.