* البحرين تحظى بتقدير المجتمع الدولي نتيجة التعامل مع أزمة "كورونا"

* البحرين تحافظ على صحة المواطنين والمقيمين بتدابير عاجلة ودقيقة

* 2300 صيني في البحرين غالبيتهم يعملون في "هواوي" و"التنين"


* عودة رجال الأعمال في "التنين" مرهونة باستئناف رحلات الطيران

* 559 بحرينيا يدرسون في 18 جامعة صينية أغلبهم بتخصص الطب

* جامعات الصين تتواصل مع طلاب الطب البحرينيين والعودة في الوقت المناسب

* إنجازات استراتيجية كبرى للصين في الحد من انتشار "كورونا"

* نتائج إيجابية في التنسيق بين مكافحة المرض والمضي في التنمية

* اتهام "الصحة العالمية" بأنها "دمية" في يد الصين سخيف وغير صحيح

* تسييس أزمة "كورونا" لا تحظى بدعم دولي

وليد صبري

كشف سفير الصين لدى البحرين أنور حبيب الله عن أن "عدم تنظيم السفارة لأي رحلات عودة للمواطنين الصينيين من البحرين خلال أزمة فيروس كورونا (كوفيد 19)، نظراً لأن البحرين أظهرت تميزا وكفاءة من خلال الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا"، مشددا على أن "البحرين تحافظ على صحة المواطنين والمقيمين بتدابير عاجلة ودقيقة وشاملة"، مشيرا الى ان "البحرين تحظى بتقدير المجتمع الدولي نتيجة التعامل مع الأزمة".

وأضاف سفير الصين في حوار لـ "الوطن" أن "هناك نحو 559 بحرينيا يدرسون في 18 جامعة في الصين أغلبهم بتخصص الطب"، لافتا إلى أن "جامعات الصين تتواصل مع طلاب الطب البحرينيين، ومسألة تحديد عودتهم لمواصلة الدراسة سوف يتم تحديدها في الوقت المناسب".

وأوضح أن "هناك 2300 صيني في البحرين يعمل معظم في "هواوي" ومدينة "التنين"، حيث يبلغ عددهم مع أفراد عائلاتهم نحو 1800 مواطن، بينما هناك نحو 500 صيني آخرين يعملون في مجالات البيع بالتجزئة وتكنولوجيا الاتصالات والهندسة وغيرها". وإلى نص الحوار:

هل نظمت سفارة الصين رحلات خاصة لعودة مواطنين صينيين من البحرين نتيجة أزمة كورونا؟ وكم عددهم؟ وهل من المتوقع تنظيم رحلات عودة أخرى؟

- منذ انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، تولي الحكومة الصينية أهمية كبيرة بشأن سلامة الصينيين المغتربين وصحتهم. وبناءً على ذلك، قامت وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية الصينية في جميع أنحاء العالم بتعبئة الموارد بسرعة ونقلت الرعاية والعناية من الحكومة الصينية والدولة لكل مواطن صيني في خارج الوطن.

بعد تفشي الوباء، قرر العديد من البلدان والمناطق تعليق الرحلات الدولية وفرض القيود على السفر، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبات للمواطنين الصينيين الذين يرغبون في العودة إلى الوطن. واستأجرت الصين طائرات لإجلاء المواطنين العالقين في الخارج في بداية انتشار الوباء. ومع ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى في بعض البلدان، عملنا بجد على تهيئة الظروف وترتيب رحلات جوية مؤقتة للمواطنين الصينيين الذين كانت لديهم حاجة ملحة للعودة، بما في ذلك الطلاب والمسنين والأطفال والحوامل والمرضى والزائرون المؤقتون في الخارج. وستواصل وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية الصينية بذل قصارى الجهود لحماية ومساعدة الرعايا الصينيين في الخارج ولتخفيف صعوباتهم العملية.

بعد انتشار الجائحة، كانت السفارة تتابع عن كثب وضع الجائحة وأعمال مكافحة الوباء في البحرين، وتهتم بسلامة وصحة الصينيين هنا، ولا تدخرالسفارة والقنصلية جهدا لتقديم الحماية والمساعدة للصينيين المقيمين في البحرين. علاوة على ذلك، تدعو السفارة جميع المواطنين الصينيين إلى الالتزام بالإجراءات الإحترازية لتعزيز الصحة والحماية الذاتية وعدم تنظيم أية تجمعات وتجنب زيارة الأصدقاء أو الأقارب وعدم الخروج من منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى.

بشأن تسفير المواطنين الصينيين، لم ننظم رحلات عودة لمواطنين صينيين في البحرين بعد، نظرا لأن مملكة البحرين أظهرت تميزا وكفاءة من خلال الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، لاسيما أنها تحافظ على صحة المواطنين والمقيمين بتدابير عاجلة ودقيقة وشاملة. وسنبقي التواصل والتبادل مع الجهات المختصة الصينية والحكومة البحرينية والمواطنين الصينيين في البحرين. والسفارة دوما دعما قويا لجميع المواطنين الصينيين، وتستعد السفارة دائما لمساعدة المواطنين الصينيين في حل الصعوبات العملية التي تواجههم خلال أزمة كورونا.

وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأؤكد أنه يشهد العالم تفشيا لجائحة فيروس كورونا، ويضع تحديات بالغة أمام مملكة البحرين أيضا. اتخذت الحكومة البحرينية ولاسيما الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، تحت قيادة قوية وحكيمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، سلسلة من التدابير الاحترازية الفعالة والقوية، والتي أظهرت تميزا وكفاءة كبيرة ومسؤولية في التعامل مع أزمة كورونا لحماية صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في البحرين، فحظيت البحرين بالتقدير الإيجابي من المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية. ويعرب الجانب الصيني عن التعاطف الخالص والدعم الثابت والتقدير العالي لتعامل البحرين مع هذه الأزمة، ويعتقد بأن البحرين حكومة وشعبا ستتجاوز هذه الصعوبة بالتأكيد وستتغلب على الوباء في أسرع وقت ممكن.

ما هي الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السفارة للتعامل مع أزمة كورونا؟ وهل تم تطبيق العمل عن بعد لموظفين في السفارة؟

- تعلق السفارة أهمية كبيرة على مكافحة الوباء والوقاية منه. حيث نتابع عن كثب المعلومات الصادرة عن الجهات المعنية البحرينية والإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الحكومة البحرينية، ويلتزم جميع الموظفين بالسفارة باتباع التعليمات الوقائية والإجراءات الإحترازية الطبية كارتداء كمامات الوجه والتقيد بمعايير التباعد الاجتماعي إلى جانب عدم القيام بأي تجمعات وعدم الخروج إلا في الضرورة القصوى وغيرها، ونحافظ بنشاط على الاتصال والتعاون الوثيقين مع الجهات المعنية البحرينية في هذا الخصوص.

تعمل السفارة على التوظيف والتطهير لمبنى السفارة يوميا إضافة إلى فتح النوافذ لتهوية المبنى وتزويد الموظفين بالإمدادات الطبية. كما قمنا بتعليق الخدمات الروتينية في القسم القنصلي بالسفارة مؤقتا، ولكن تستمر في تقديم الخدمات الإنسانية والعاجلة التي يجب القيام بها عن طريق جز الموعد مسبقا، ونلتزم بفحص درجة الحرارة لكل زائر للسفارة أيضا. وبشأن الاتصالات الخارجية، نقوم بالاتصالات الخارجية عن طريق الاجتماع المرئي أو الهاتف أو التراسل الفوري قدر الإمكان.

كم عدد أبناء الجالية الصينية المقيمين في البحرين؟ وما هي المجالات التي يعمل فيها المواطنين الصينيين في البحرين؟

- حسب الإحصاءات، فيوجد في البحرين قرابة 2300 مواطن صيني، ويعملون بشكل عام كموظفين في شركة هواوي ومدينة التنين ويبلغ عددهم مع أفراد عائلتهم نحو 1800 شخص، إضافة إلى قرابة مئات من المواطنين الصينيين الذين يعملون في مجالات البيع بالتجزئة وتكنولوجيا الاتصالات والهندسة وغيرها. أعتقد أنه مع تطور التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين وازدياد التبادل الإنساني بين البلدين، سيزداد عدد المواطنين الصينيين المقيمين في البحرين باستمرار.

يعمل المواطنون الصينيون يدا بيد مع الشعب البحريني على تطوير العلاقات الودية بين البلدين ويساهمون في التنمية الاقتصادية والازدهار والاستقرار للبحرين، كما يلتزمون بالإجراءات الاحترازية والوقائية بشكل صارم مثل كل المواطنين البحرينيين ويقدمون المساهمة في الحفاظ على الأمن والصحة للبحرين.

متى من المتوقع عودة رجال الأعمال الصينيين العاملين في مدينة التنين؟

- بسبب انتشار فيروس كورونا، قامت بلدان ومناطق بتعليق الرحلات الدولية وفرضت القيود على السفر الدولي، فيواجه المواطنون الصينيون الصعوبات الكثيرة للسفر إلى الخارج والعودة إلى البلاد. فيما يتعلق بسؤالكم، أظن أنه يعتمد على عاملين، وهما ضرورة الالتزام الصارم بالإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية للبلدين واستئناف رحلات الطيران في البلدين والسماح برحلات الترانزيت في الدول الأخرى.

متى من المتوقع السماح للطلاب البحرينيين بالعودة للدراسة في الصين؟ وماذا عن طلاب الطب البحرينيين الذين يدرسون في الصين ويتمون فترة التدريب للحصول على بكالورويوس الطب؟ ومتى من المتوقع السماح لهم بالعودة للصين كي يقضوا فترة التدريب والحصول على البكالوريوس؟

- أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال رده مؤخرا على رسالة من الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون في جامعة بكين للعلوم والتكنولوجيا إلى انه منذ تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، فان الحكومة الصينية والجامعات تهتم دائمًا بحياة وصحة الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الصين، وقدمت لهم المساعدة الشاملة. وأوضح أن الصين حكومة وشعبا تضع حياة الناس في المقام الأول وتعامل الأجانب في البلاد مثل المواطنين الصينيين، وتقدم الرعاية لهم بدون استثناء.

تهتم الصين بحياة وصحة الطلاب البحرينيين الذين يدرسون في الصين، وتقدم وزارة التعليم الصينية ووزارة الخارجية الصينية والجامعات التي يدرسون فيها الدعم والمساعدة لهم.

حسب الإحصاءات الصادرة من وزارة التعليم الصينية، حتى نهاية عام 2019، يبلغ إجمالي الطلاب البحرينيين في الصين 559 طالبا، ومعظمهم يتخصصون بعلم الطب في جامعة جياوتونغ بمدينة شيان وجامعة دونغ نان وجامعة ونتشو الطبية وغيرها في نحو 18 جامعة صينية.

بالنسبة للطلاب الوافدين لتعلم الطب في الجامعات الصينية، لديهم نفس قوة التدريس ونفس عملية التدريس ونفس متطلبات التدريس ونفس معايير التقييم مقارنة مع الطلاب الصينيين. ويمكن للطلاب الوافدين التخرج من الجامعات بعد استكمال متطلبات التعليم الجامعي وسنة الامتياز أو فترة التدريب وبعد النجاح في الامتحانات. وسيتم منح البكالوريوس لأولئك الذين يتفقون مع لوائح منح الدرجات العلمية في جمهورية الصين الشعبية.

بحسب علمنا، عاد بعض الطلاب البحرينيين إلى البحرين من الصين بعد انتشار الوباء في الصين. وأكدت الجهات المختصة الصينية للسفارة أنه لم تستأنف الدراسة في معظم الجامعات الصينية في ظل جائحة كورونا على الصعيدين المحلي والدولي. وهناك صعوبات موضوعية أخرى للطلاب البحرينيين للعودة إلى الصين لمواصلة الدراسة، مثل تعليق رحلات الطيران وفرض القيود على السفر. فيما يتعلق بالاستفسار عن الترتيبات لعودة الطلاب إلى الجامعات والقيام بالفحص والحصول على البكالوريوس ستقوم الجهات التعليمية المختصة في الصين والجامعات المعنية بالترتيبات في الوقت المناسب وستنشر الخبر في ذلك الوقت، وستبقى الجامعات الصينية على اتصال بهؤلاء الطلاب وتبلغهم عن هذه المعلومات في الوقت المناسب.

ما أحدث الإجراءات التي تتخذها الصين من أجل مكافحة الفيروس؟

- منذ تفشي (كوفيد 19)، تجعل الحكومة الصينية من الوقاية من المرض والسيطرة عليه أولويتها القصوى، وواضعة حياة الشعب وصحته على قمة الأولويات، قاد الرئيس الصيني شي جينبينغ الحزب والجيش والشعب من كل المجموعات القومية في الحرب ضد المرض، من خلال القيادة والتوجيه الشخصيين منه. وبفضل الجهود الهائلة، حققت الصين إنجازات استراتيجية كبرى في الحد من انتشار الفيروس، مع تحقيق نتائج إيجابية في التنسيق بين السيطرة على المرض والمضي قدما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تتخذ الصين الإجراءات لمنع تفشي (كوفيد 19) وللوقاية من الحالات القادمة من الخارج حيث يظل انتشار الفيروس على الصعيد العالمي. مثلا، يطلب من كل مسافر ملء استمارة التصريح للصحة قبل ركوب الطائرة المتجهة إلى الصين، وفحص درجة الحرارة لكل مسافر عند المنافذ، ونقل الأشخاص المصابين أو المشتبه بإصابتهم بالمرض أو المخالطين إلى الأماكن المختلفة للمراقبة والعزل والحجر الصحي والعلاج.

علاوة على ذلك، تقوم الصين بخفض عامل الحمل للرحلات الدولية، وإجراء فحص الحمض النووي لكل القادمين من الخارج وفرض الحجر الصحي عليهم لمدة 14 يوما في الأماكن المخصصة، ونعزز مكافحة الوباء والوقاية منه على مستوى المجتمع المحلي، ونتمسك بالاعتماد على المواطنين لمكافحة الجائحة بشكل دقيق، ونعمل على تعزيز مكافحة الوباء في الأماكن المهمة، مثلا القيام بالتنظيف والتطهير والتهوية الجيدة للمستشفيات والمدارس والشركات ورعاية المسينين والسجون وغيرها من الأماكن المهمة الأخرى، ونحرص على مواصلة تعزيز فحص الحمض النووي لتحقيق الاكتشاف المبكر والإبلاغ المبكر والعزل المبكر والعلاج المبكر، كما نحث الناس على ارتداء كمامات الوجه ورفع المناعة الذاتية وتقليل التجمعات والتمسك بمبدأ الوقاية خير من العلاج.

ما هو موقف الصين من اتهامات أمريكا بأنها نشرت وباء كورونا عمدا؟

- فيما يخص مصدر الفيروس، أكد أبرز علماء العالم، بما في ذلك علماء وخبراء أمريكيون بارزون في مكافحة الأمراض، أنه يجب تحديد مصدر فيروس كورونا بناءً على العلم والحقائق. في الأيام الأخيرة، أفادت الأخبار بأن ظهور الإصابة الأولى في بعض الدول قبل ما كان يعتقد، يعني ظهور الإصابة الأولى في بعض الدول قبل إعلانها الرسمي.

فيما يتعلق بمختبر بي4 في مدينة ووهان، إن تأسيس مختبر بي4 في ووهان هو ثمرة التعاون بين الحكومتين الصينية والفرنسية، وإن تصميم وإدارة وبناء هذا المختبر يحترم المعايير الدولية الصارمة، وتدرب أول موظفيه في مختبرات من نوع بي4 في الولايات المتحدة وفرنسا، وتخضع معدات ومنشآت المختبر للفحص كل عام من جانب طرف ثالث توافق عليه الدولة. يلتزم مختبر ووهان لعلم الفيروسات، باعتباره واحدا من عشرات من مختبرات بي4 في جميع أنحاء العالم، بإجراء التبادل والتعاون مع دول العالم، ويشارك المعلومات العلمية في الوقت المناسب وبشكل علني. أكد رئيس "EcoHealth Alliance" وخبير الفيروس من الولايات المتحدة Peter Daszak الذي يتعاون مع هذا المختبر منذ 15عاما، في مقابلة في 26 أبريل، أن مختبر ووهان ليس لديه فيروس يمكن ان يؤدي إلى انتشار جائحة كورونا.

فيما يتعلق بسرعة استجابة الصين للوباء. قد نشرت الصين بصفتها واحدة من أوائل البلدان التي أصيبت بـ (كوفيد 19) جدولا زمنيا واضحا لاستجابة الصين لهذا المرض. في 27 ديسمبر 2019، تلقت الجهات المعنية في مدينة ووهان التقرير الأول عن الحالات المشتبه فيها. وفي 30 ديسمبر، أصدرت لجنة الصحة لبلدية ووهان "تعميما عاجلا بشأن علاج الالتهاب الرئوي لأسباب غير معروفة". اعتبارًا من 3 يناير 2020، بدأت الصين في إرسال المستجدات في الوقت المناسب إلى منظمة الصحة العالمية والدول ذات الصلة. وفي 7 يناير عام 2020، حدد المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أول سلالة فيروس كورونا. وفي 12 يناير، شاركت اللجنة الوطنية للصحة في الصين معلومات التسلسل الجيني للفيروس مع منظمة الصحة العالمية. وفي 23 يناير، تم إغلاق مدينة ووهان، وفي 8 أبريل، تم رفع الإغلاق عن مدينة ووهان.

فيما يتعلق بصحة أرقام الصين، إن مكافحة الفيروس مسألة جادة تتعلق بالحياة والموت، ووراء كل رقم إنسان حي وعائلة واحدة. كانت الصين منفتحة وشفافة ومسؤولة عن نشر المعلومات عن الوباء، وتم مراجعة الأرقام في مدينة ووهان إحساسا بالمسؤولية تجاه التاريخ والشعب والأرواح، ويمكنها أن تصمد أمام اختبار التاريخ.

أظهر استطلاع الرأي الذي أعدته مؤسسة استطلاع دولية أن الشعب الصيني يشعر بالرضا الأكبر من استجابة الحكومة لمكافحة كورونا وإن هذه الاستجابة واضحة للجميع. أشاد الرؤساء من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والعديد من البلدان، إضافة إلى الخبراء الطبيين في مكافحة الأمراض جميعا، باستجابة الصين السريعة والقوية والفعالة التي وفرت الوقت الثمين للعالم وساهمت في المعركة العالمية ضد هذه الجائحة.

الآن، تواجه البشرية حربا، وهو ليس حربا بين البشر والفيروس فقط، بل حربا بين الحقيقة والكذب. إن إلقاء اللوم على الآخرين لن يفيد في حل المشكلة، ولن يعيد الأرواح المفقودة. نأمل أن يغير هؤلاء السياسيون الذين يصرون على لعبة اللوم مسارهم ويركزون على محاربة الوباء حتى يتم إنقاذ المزيد من الأرواح وحماية صحة شعبهم وأمنهم بشكل أفضل.

ما رد الصين على وصف الرئيس الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية بأنها "دمية" في يد الصين؟

- إن منظمة الصحة العالمية مؤسسة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وتلعب دورا محوريا في تنسيق شؤون الصحة العامة العالمية. تم انتخاب السيد تيدروس أدهانوم مديرا عاما للمنظمة بغالبية الاصوات، وهو يحظى بالثقة التامة من المجتمع الدولي. خاصة أنه جاء من القارة الإفريقية، وذلك يعكس تصاعد مكانة الدول النامية في المنظمات الدولية باستمرار.

في اجتماع جمعية الصحة العالمية التي انعقدت مؤخرا، قيم الرئيس شي جينبينغ في كلمته في الجلسة الافتتاحية تقييما إيجابيا المساهمات المهمة لمنظمة الصحة العالمية في المعركة الدولية ضد الوباء، وأعربت الدول المشاركة عن دعمها الثابت للمنظمة أيضا. العدالة تبين نفسها، لن تتغير مكانة المنظمة في التاريخ والساحة الدولية بسبب موقف قلة قليلة من الدول.

منذ اندلاع الوباء، طرحت منظمة الصحة العالمية، بقيادة المدير العام تيدروس أدهانوم توصيات احترافية وعلمية في كل توقيت حاسم، ووفت بواجباتها المطلوبة بشكل ممتاز. قد أثبتت الحقائق أن الدول التي تهتم وتلتزم بتوصيات المنظمة بشأن أعمال الوقاية، تمكنت من السيطرة على الوباء على نحو فعال، أما الدول التي تتجاهل وتبعد نفسها عن توصيات المنظمة، فدفعت ثمنا باهظا في هذا الخصوص.

أود أن أؤكد أيضا أن منظمة الصحة العالمية مؤسسة دولية تضم 149 دولة ذات السيادة، وهي لا تخدم بلدا معينا، ولن تخضع لإرادة مساهم أكبر. في وجه الوباء، إن أي نوع من التضييق والابتزاز ضد المنظمة لا يحمل الحد الأدنى من روح الإنسانية، وسيكون منبوذا من قبل المجتمع الدولي. الإنسان أولا، وإنقاذ الأرواح له أولوية قصوى. إن دعم منظمة الصحة العالمية هو دعم إنقاذ الأرواح ودعم تعددية الأطراف.

إن اتهام منظمة الصحة العالمية ووصفها بأنها "دمية" في يد الصين سخيف جدا ولا أساس له من الصحة، ومن المستحيل أن يحظى بأي دعم في المجتمع الدولي.

كيف تقيم الصين موافقة منظمة الصحة العالمية على إجراء تحقيق مستقل بشأن الكيفية التي تمت بها مواجهة الوباء؟

- يرحب الجانب الصيني بالقرار الصادر في ختام اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، بشأن كوفيد 19 بتوافق الآراء. الصين تقدر وتدعم القرار بوضوح، والدور القيادي لمنظمة الصحة العالمية وتدعو الدول الأعضاء إلى منع مظاهر التمييز والوصم، ومكافحة المعلومات الخاطئة والمضللة، وتعزيز التعاون في مجالات تطوير أدوات التشخيص وطرق العلاج والأدوية واللقاحات وتعقب مصدر الفيروس، بالإضافة إلى تقييم استجابة منظمة الصحة العالمية للوباء في الوقت المناسب. إن هذا القرار يتطابق مع الموقف الصيني ويعكس في الوقت نفسه الآراء المشتركة للأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي. قدمت الصين، إلى جانب أكثر من 140 دولة، مشروع القرار المذكور أعلاه وشاركت بنشاط في المشاورات للتوصل إلى توافق الآراء.

فيما يتعلق بمسألة مصدر الفيروس، يشير القرار بشكل أساسي إلى الصياغة التي اقترحتها لجنة الطوارئ للوائح الصحة الدولية في الأول من مايو، ويقتصر نطاق البحث بشكل صارم على البحث عن مصادر حيوانية مضيفة ووسيطة وطرق الانتشار، والغرض من ذلك أن يتعامل المجتمع الدولي بشكل أفضل مع الوباء في المستقبل. بالطبع، اقترحت بعض الدول إعطاء الأولوية للتعرف على مصدر الفيروس في المشاورات، ولكن الأغلبية العظمى من الدول تعتقد أن الشاغل الأكثر إلحاحًا هو مكافحة الجائحة، ولا توافق على جعل التعرف على مصدر الفيروس أولوية ورفض الصياغة المعنية، مما يدل على أن تسييس هذه القضية لا يحظى بأي دعم.

فيما يتعلق بتقييم استجابة منظمة الصحة العالمية، يقترح القرار إجراء تقييم من قبل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بالتشاور مع الدول الأعضاء، بغرض مراجعة تجربة منظمة الصحة العالمية في الاستجابة للجائحة وتقديم توصيات للعمل في المستقبل. أجرت منظمة الصحة العالمية سابقا تقييما لاستجاباتها لانفلونزا HINI وفيروس الإيبولا، وهي ممارسة عرفية للمنظمة بعد وباء خطير. يطالب القرار أن تكون عملية التقييم تدريجية ومحايدة ومستقلة وشاملة، مما يعني أن التقييم لن يحتكره حفنة من البلدان.

فيما يخص إجراء التعاون حول التعرف على مصدر الفيروس، يتبنى الجانب الصيني موقفا منفتحا من إجراء التعاون بين علماء العالم في البحوث العلمية حول التعرف على مصدر الفيروس، ولا بد أن تكون هذه العملية مهنية ومنصفة وبناءة:

- "مهنية" تقصد قيام العلماء والخبراء الطبيين بالاستقصاء والدراسة لجميع دول العالم، استنادا إلى العلوم وتحت إشراف منظمة الصحة العالمية، بغية زيادة المعارف العلمية لهذا الفيروس ومواجهة أمراض معدية خطيرة بصورة أفضل في المستقبل.

- "منصفة" تقصد أنه في عملية التعرف على المصدر، يجب إزالة التشويش السياسي بكافة أشكاله، واحترام المساواة والسيادة لدول العالم، ورفض أي "افتراض الذنب"، وتغطية جميع الدول التي لها صلة وثيقة بالوباء، والالتزام بالانفتاح والشفافية والموضوعية والعقلانية.

- "بناءة" تقصد أنه لا يجوز لأعمال التعرف على المصدر عرقلة إنقاذ الأرواح ذات الأولوية الأولى، ولا يجوز تخريب التعاون بين الدول في مكافحة الوباء، وإضعاف الدور المطلوب لمنظمة الصحة العالمية. بل ويجب عليها أن تساهم في تعزيز أداء الأنظمة الأممية لمهامها والتعاون الدولي، واستكمال منظومة الصحة العامة العالمية ورفع قدرتها للحوكمة.