بعدما بلغت جائحة كورونا ما بلغت في العالم أجمع، لا يزال يدور الجدل بين الناس حول «من الفاعل؟» كل يدلي برأيه وله من الدفوعات ما يكفي للقول بتجريب الحروب البيولوجية لتحقيق غايات ومساعي الفاعل. وبمعزل عن من يكون، تداول كثير من المسلمين مجموعة من الدوافع التي تعنى بهم، لاسيما بعد تلك الغصة المحشرجة التي انتابتهم جراء اتخاذ منع الصلاة في المساجد كأحد الإجراءات الاحترازية اللازمة، وما زال كثير يتساءلون حول جرعات التخفيف من الإجراءات في كل مرحلة وكيف أنها لم تشمل العودة للصلاة في المساجد في زخم جدية العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً.

من بين الأمور التي شغلت المسلمين منذ منع الصلاة في المساجد والتي طالت الحرمين الشريفين، ما عساه يكون موسم الحج هذا العام؟ وإذا ما كانت ستشمله قرارات المنع والحظر للحيلولة دون إقامة هذه الفريضة. وفي هذا السياق تناول كثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي المؤامرة على الأديان، وأن الهدف الرئيس من إطلاق فيروس كورونا (كوفيد19) كامن في وقف إقامة الشعائر والطقوس الدينية حول العالم، وقد جاء طرح كل منهم حسب زاويته واختصاصه، ومنهم من تناول بعض من تلك الأمور للقول بمؤامرة عالمية كبرى للسيطرة على مراكز الطاقة حول العالم وتعطيلها، وأن أهم مركز للطاقة الحيوية عالمياً هو الحرم المكي الشريف.

تساؤلات استحقت الطرح والمناقشة على مستويات عدة وأولها الجانب الديني، حول كيفية التعامل مع تلك الجائحة خلال موسم الحج، ورأى كثيرون أن المسلمين وللمرة الأولى في تاريخهم سيمنعون من أداء تلك الفريضة. ووسط خيبة الأمل تلك والتساؤلات اليائسة جاءت حلول سعودية فريدة من نوعها، لدرء احتمالات تعطيل تلك الشعيرة المقدسة، مع الأخذ بالاعتبار كافة التدابير اللازمة للوقاية من انتشار الفايروس بين الحجاج.

* اختلاج النبض:

اعتادت السعودية على إبهارنا كل عام بجودة خدماتها وتطوير إدارتها لموسم الحج، ولكنها في هذا العام برهنت للعالم أجمع تفوقها على نفسها عشرات بل مئات المرات، لتستمر عبادة الله فوق كل الظروف والاعتبارات باقية مع حفظ سلامة الجميع. حفظ الله بلاد الحرمين.