الموضوع لا يحتمل أي تنبؤات حول الكارثة التي حلت على لبنان وبالتحديد في انفجار بيروت، والذي أودى بحياة أكثر من 150 شخصاً ومئات الجرحى ولا يزال هناك تحت ركام المباني محاصر وينتظر أما الإغاثة أو الدفن.

حادثة بيروت كشفت ما يحدث في لبنان لكافة أقطار العالم، بأنه بلد بلا سيادة ولا قانون، فوضى خلفها «حزب اللات» اللبناني وراح ضحيتها الشعب، فالانفجار وبتحليل المختصين في مجال صناعة الأسلحة أكدوا بأنه مفتعل وأن الموقع يحتوي على أسلحة وصواريخ مخزنة، والأغلب هي تابعة لميليشيا الحزب.

وبعد اتضاح الصورة، لبنان أصبح بلا حكومة ضابطه للشأن المحلي، فالحزب يعبث والحكومة لا تستطيع السيطرة على الشارع الغاضب، وبصراحة لبنان أمام مفترق طرق، أما أن يتماسك الشعب اللبناني ويرجع لبناء دولته وإرجاع أمجاد باريس الشرق أو أنه يبقى على حاله ويستمر الدمار.

على الشعب اللبناني وأحزابه السياسية مسؤوليات كبيرة، ولعل أبرزها تقديم المصلحة الوطنية وإرساء حكومة فاعله تخدم لبنان وسيادته وتطرد الخونة والمتآمرين وعلى رأسهم حسن نصر الله الذي انتهك سيادة الدولة وعاث في الأرض فساداً واستضاف الإرهابيين ودربهم ونشرهم في الدول العربية ليدمروا ويهددوا أمنهم واستقرارهم وخير مثال ما ضبط من متفجرات وأفراد في مملكة البحرين تلقوا تدريباتهم من الحزب، إضافة إلى ما كشفت عنه المملكة العربية السعودية عن التعاون الوثيق بين حزب اللات اللبناني والحوثيين والذي أدى إلى تردي الأوضاع في اليمن وما وصلت إليه من دمار.

خلاصة القول، لصالح الجميع ولكل الدول عدم التدخل في الشأن اللبناني في هذا التوقيت والاكتفاء بالمساعدات الإغاثية، وصمت الدول العربية دليل واحد فقط، بأن لبنان يحتاج لخارطة طريق يمكن العمل عليها، وأؤكد في هذا الجانب بأن دول الخليج العربي لن تسهم في دعم إعمار لبنان في ظل تواجد ميليشيا «حزب اللات» التابع لإيران، وغن كان اللبنانيون جادين في محاسبة الحزب عليهم بطرد حسن نصر الله من لبنان وإقصائه نهائياً، فالشعوب العربية لا تتمنى أن يتعرض لبنان للبيع مجدداً بعدما احتله حزب الشيطان الذي جعل بيروت مقبرة للبنانيين.