أيمن شكل


منتخب الشطرنج البحريني يضم فريق من النساء، وهو فريق استطاع أن يضع بصمته في اللعبة خليجياً وربما عالمياً.. لكن هذا المنتخب يخفي بين عناصره أطفال في مرحلة عمرية تعتبر واعدة في اللعبة، فبينما تطرقت رانيا السلطي لأهمية اللعبة والبطولات التي شاركت فيها باسم البحرين، كشفت الشقيقتين مريم العذراء وزهراء عن بداياتهما في "لعبة العقول" والتي كنا نظنها للرجال والكبار فقط، إلا أن اللاعبات الثلاثة أثبتن عكس ذلك.

فمريم العذراء بدأت من البيت وعلى يد والدها، الذي لم يشجعها هي فقط وإنما امتد تشجيعه لشقيقتها زهراء ذات الأعوام الستة، وخرجتا من البيت إلى نادي الشطرنج لتحصدن ميداليات في اللعبة تؤكد أن مستقبل المنتخب النسائي مبشر.

أما اللاعبة رانيا السلطي فهي ربة منزل تقضي وقت فراغها بعد التوقف عن ممارسة مهنة صناعة الأسنان، في الشطرنج الذي وجدت فيه واحة لتربية العقل وتنمية القدرات والتفكير الاستراتيجي.



كيف كانت بدايتك؟

- بدأت منذ السابعة من عمري أتدرب على يد والدي في البيت، وكان والدي في البداية يجعلني أحياناً أتفوق عليه وأفوز تشجيعاً لي لأنني لم أحقق أي فوز في بداياتي، لكن ورغم علمي بأنه يخدعني فقد كنت أفرح بانتصاري عليه.

ومتى بدأتي التدريب الفعلي؟

- كانت الحركة التالية هي التسجيل في نادي الشطرنج والتدرب على يد المدربة مليحة، وكنت أتمتع بمستوى جيد بالمقارنة مع الذين كانوا في نادي الشطرنج من المستوى العمري المماثل، واليوم عندي خبرة 7 سنوات في اللعبة.

كيف أثر الانتقال من المنزل إلى نادي الشطرنج في مستواكِ؟

- أدين بالعرفان للمدربة مليحة التي علمتني الافتتاحيات والخطط، وزادت من شغفي للشطرنج أكثر وبدأت أستمتع باللعبة والفوز

هل حققتِ نجاحات في اللعبة خلال عمرك؟

- لم أحقق بطولات كثيرة نظراً لعدد اللاعبين من جنسيات مختلفة في النادي وفي مراحل عمرية أكبر، كما لم يكن هناك عناصر نسائية كثيرة، لكن حققت لقب أفضل لاعبة بحرينية في بطولة نادي العروبة للشطرنج، ولدي بعض الميداليات.

ما هي المسابقات التي شاركتِ فيها؟

- العديد من المسابقات التي نظمها نادي العروبة وأبرزها بطولة الشطرنج تحت رعاية أكاديمية الشطرنج ومسابقات على الويب، والأولمبياد الذي أقيم الشهر الماضي والذي أقيم على موقع CHISS.COM، وشاركت فيه دول كثيرة، وفي البداية جلست على مقعد الاحتياط لأني أصغر لاعبة، لكن لعبت بعد ذلك أمام لاعبات من الصين والصومال.

كم عمرك اليوم، ومعدلك وحلمك الدراسي وهل ستختارين الذهاب للمدرسة أم التعلم عن بعد؟

- سأكون في الصف الثالث الإعدادي للعام الدراسي المقبل وحققت في السنة الماضية معدل 99%، وهناك العديد من المجالات التي أفكر فيها للدراسة الجامعية لكن لم أستقر علي شيء محدد، وإذا تقررت الدراسة في المدارس فسأكون أول الحاضرين.

هل تتدربين مع شقيقتك في المنزل؟

- التدريب واللعب روتين يومي ولدينا متسع أكبر من الوقت للعب بسبب كورونا.

زهراء أصغر لاعبة شطرنج في البحرين.. أريد أن أكون محامية لأكسب بيزات واجد

كيف كانت بدايتك مع الشطرنج؟

كنت أجلس بجانب شقيقتي وأتابعها وهي تلعب، وبدأ الشطرنج يأخذ حيزاً من تفكيري خاصة مع تشجيع والدي للعب، حيث كان لا يرفض اللعب معي رغم أني كنت في البداية لا أعرف أساسيات اللعبة، لكن صبره وتشجيعه جعلني أتمسك بالشطرنج من بداية عمري، وانتقلت بعد ذلك للعب مع ابن خالتي أيضاً.

الأطفال اليوم يحبون ألعاب الكمبيوتر وبلايستيشن، فهل تمارسين هذه الألعاب؟

- لا أحب تلك الألعاب وأفضل الشطرنج عليهم جميعاً وأجد فيه متعة أكثر لأنه لعبة العقل التي تنمي التفكير، أما الألعاب الأخرى فليس فيها فائدة كبيرة مقارنة مع الشطرنج.

ما هو رأي صديقاتك في الشطرنج؟

- يرون في الشطرنج اللعبة المملة، ولذلك لا أجد صديقة تساير تفكيري سوى شقيقتي وأبي أيضاً.

هل حققتِ فوز على والدك يوماً ما؟

- نعم لكنه فوز غير مقنع، فقد كنت أشعر بأنه يتساهل في اللعب كثيراً، لكن عندما كنت ألعب مع شقيقتي كانت دوماً تفوز لأنها الكبيرة، وقد تمكنت من التفوق عليها مرتين فقط، بينما والدي فقد تجاوز الفوز 6 أشواط "غير واقعية".

وكيف كانت مكافأة الفوز على والدك؟

- كان يشتري لي هدية في كل مرة ليشجعني على التعلم والتفوق.

حدثينا عن بداية دخولك نادي الشطرنج

- البداية كانت صعبة، فقد كنت أخسر المباريات وكنت ألعب أمام فتيات من عمر 6 سنوات وحتى الثانية عشرة، لكن مع الوقت استطعت أن أفوز بمسابقة للاعبات تحت عمر 12 سنة، وكذلك مسابقة أجريت على الموقع الإلكتروني كأفضل لاعبة.

كم ميدالية في جعبتك

- خمس ميداليات حققتهم في سنتين شطرنج

ما هو طموحك لمهنة المستقبل؟

- أريد أن أصبح محامية عندما أكبر

ولماذا محامية؟

- حتى أحصل بيزات واجد!

رانيا السلطي.. من لاعبة إلى حكم دولي

الشطرنج استثمار في مستقبل الأطفال لاكتساب المهارات الحياتية بمتعة

تؤكد رانيا السلطي لاعبة المنتخب البحريني أن الشطرنج هو مخطط صغير للحياة، ويضاهي الرياضات البدنية في الأهمية في تحسين مستوى الأطفال، وهو استثمار في مستقبل الأطفال واكتساب للمهارات الحياتية ممزوجاً بالمتعة.

البدايات

- ربما كانت مأساة وفاة شقيقي أحد أسباب تركيزي في الشطرنج عندما بقيت في البيت سنة كاملة ولم يكن يسليني وقتها سوى لعبة الشطرنج، وتعرفت خلال تلك الفترة على مدربة شجعتني على التسجيل في اتحاد الشطرنج، وفي عام 2017 التحقت بالرابطة الثقافية للشطرنج وبدأت أنا وبعض الفتيات البحرينيات بالتدريب في أكاديمية الشطرنج بدعم المدرب الدولي محمد تيسير ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية في عالم الشطرنج.

ماذا عن أطفالك والشطرنج؟

- لدي توأم "ولد وبنت" يمارسا اللعبة وكانت بدايتي معهما من خلال المدربة التي كانت تشرف على تدريبهما وشجعتني على الاستمرار، وأستطيع القول أن البنت تتفوق على الولد رغم أنهما توأم، وأعتقد أنه تركيز الفتيات أكثر من الأولاد الذين يفضلون ألعابا أخرى مثل كرة القدم.

ماذا حققت رانيا من إنجازات؟

- على مستوى اللعب لعبت بطولات محلية كثيرة وحققت في إحداها المركز الثاني بين السيدات وكان آخرها مشاركتي كلاعبة في المنتخب البحريني في أولمبياد 2020 على "الويب سايت"، أما على الصعيد الدولي فقد كان لي الشرف أنا وبعض الفتيات البحرينيات أن نمثل بلدنا الغالي في بطولات دولية من أبرزها بطولة العرب في العام 2018، وبطولة الفتيات في الشارقة 2018 و2020 وبطولة الفجيرة للألغاز والمسائل الشطرنجية في عام 2019 وبطولة تصفيات كأس العالم لمنطقة غرب آسيا 2019 في الأردن وغيرها من البطولات في الدول العربية الشقيقة.

لماذا برأيك يتفوق الرجال عادة في لعبة الشطرنج وهل تفوقت لاعبة على رجل في اللعبة؟

- ربما لأن الرجل يجد التفرغ أكثر من النساء، أما بشأن الفوز فلم أشاهد تفوق لاعبة على رجل، لأن عادة ما تكون المباريات بين عناصر نسائية أو رجالية.

كم لاعبة في البحرين اليوم تمارس الشطرنج؟

- قرابة 10 لاعبات فقط ويوجد تسرب بسبب انشغال المرأة وظروفها المعيشية والصعوبات الخاصة بميزانية الاتحاد التي أثرت على جذب لاعبات وتدريبهم وتنظيم مسابقات والسفر لحضور فعاليات دولية.

كيف وصلتي إلى مرحلة التحكيم؟

- شاركت في دورات للتحكيم في البحرين والإمارات والأردن وحصلت على شارة محكمة شطرنج في البحرين عام 2016.

كيف تمارسون اللعبة خلال فترة كورونا (كوفيد 19)؟

- أصبح اللعب إلكترونياً فقط ويتم تنظيم مسابقات دولية ونشارك فيها، وقد تأهلت البحرين للدور الثاني في أولمبياد الشطرنج 2020.

ما بين الوظيفة والبيت والشطرنج كيف وازنت رانيا بين المهام الثلاثة؟

- تبقى أولويات البيت ورعاية الأطفال على قمة الهرم، لكن الشطرنج يأتي في فترة الراحة والاستجمام، حين أنتهي من كل مسؤولياتي أعتبر دور شطرنج مع صديقة هو الترويح عن النفس قبل النوم، لأن الشطرنج يعتبر رياضة ذهنية تضاهي الرياضات البدنية، ويعتبر الشطرنج علاج للزهايمر.

كيف يشجع زوجك اللعبة، وهل يخشى من طريقة تفكيرك بالشطرنج؟

- هو يلعب ولكن ليس ممارس محترف مثلي، وقد حذره البعض مني "بسخرية"، وأحياناً نلعب معاً وأتفوق عليه.

ما هي الاستفادة الحياتية من لعبة الشطرنج؟

- الرياضات الذهنية لا تقل أهمية عن الرياضات البدنية لأنها تحمي من أمراض الزهايمر ونقص التركيز، وتنمي العقل وتطور طرق الإبداع والتخطيط كما أنها تحسن من مستوى أطفال التوحد، وأستطيع القول إن الشطرنج هو مخطط صغير للحياة والمستقبل.

بماذا تنصحين الفتيات لحثهن على الرياضات الذهنية؟

- النصحية للأهل بألا يستهينوا بهوايات الأطفال وتشجيعهم على ممارسة اللعبة والمشاركة معهم فيها بحماس، حتى ولو كانوا لا يمارسونها باحترافية، ومحاولة إبعاد الأطفال عن الألعاب الإلكترونية والهواتف وهذا يتطلب وعي كاف من الأهل، لأن الشطرنج هو استثمار في مستقبل الأطفال واكتساب المهارات الحياتية ممزوجة بالمتعة.

الطموحات:

البحرين لها تاريخ في عالم الشطرنج، وهناك لاعبون بحرينيون من العنصر الرجالي أثبتوا جدارتهم محلياً وعالمياً، نحن كعنصر نسائي نطمح أن نترك بصمة لا تقل أهمية عن البقية، العنصر النسائي اختفى فوق العشر سنوات وعدنا للظهور بـ ٢٠١٧ والحمد لله الشغف الحقيقي والإصرار كان دافعاً للاستمرار، ونأمل أن نستمر بهذه القوة إلى أن نترك بصمتنا الخاصة كبحرينيات في عالم الشطرنج وأيضاً الأهم أن نركز على الثروة المستقبلية ونستقطب فئة الأطفال حتى نرتقي بمجتمع واعٍ نفخر به، وهذا حقيقة يحتاج لدعم كبير وتعاون من الأهل بأن يعووا أهمية الرياضات الذهنية في زيادة تركيز وذكاء الطفل ورفع مستويات التحصيل العلمي لديه، وتعليمه الصبر والحنكة والتنظيم والتخطيط بدل أن ينصب اهتمام الأطفال بالإلكترونيات التي تهدم خلايا الدماغ بل وتشتته وتجعل الطفل سطحي عشوائي لا يهوى التفكير والتركيز والتنظيم على عكس لعبة الشطرنج تماماً فالأفضل أن نستثمر في أطفالنا في عقولهم في ذكائهم لا أن نتركهم إلى أن نجد أنفسنا أضعناهم !!