للمرة المئة نقول: ليست الحكومة وحدها ولا الأجهزة الصحية التابعة لها هي من ستقضي على فيروس «كورونا»، بينما المواطن يقف «متفرجاً»!

وليت البعض يقف متفرجاً فقط، بحيث لا يقوم بشيء سوى الجلوس في المنزل أو اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية، بل لدينا نوعيات من المواطنين يريدون فعل كل شيء، يريدون الخروج للشوارع والمطاعم والمجمعات طوال الوقت، وبعضهم لا يكترث حتى بوضع الكمامات أو الالتزام بالتباعد الاجتماعي في الأماكن التي يتجمع فيها الناس، وبعدها هؤلاء نفسهم «يلومون» الحكومة على كل شيء، بل ويعتبرون الأجهزة المعنية مقصرة حينما يعلن عن تزايد الإصابات!

بل الغريب هو أمر البعض حينما يطالب بعودة المدارس كما كانت، والهدف ليس حرصاً على التحصيل العلمي للأبناء، وكيف تأثرت نسبة فعاليته بسبب التعليم عن بعد، لكن الهدف حتى يحظى بالهدوء في المنزل صباحاً وهو المستفيد من آلية العمل عن بعد، وفي المساء يصول ويجول في الشوارع والمجمعات والمطاعم، بالتالي هو أحد الأسباب لصعوبة تسطيح المنحنى، ولصعوبة عودة حياة أبنائنا الدراسية لطبيعتها على الأقل.

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وجه رسالة مباشرة قبل أيام دعا فيها الجميع للالتزام لمدة «أسبوعين إضافيين» حتى الرابع عشر من هذا الشهر حتى تنخفض معدلات الانتشار.

جميعنا نتذكر القرارات التي اتخذتها اللجنة التنسيقية، والتواريخ والمدى الزمني الذي وضع لعودة فتح المطاعم والمقاهي والمرافق السياحية وغيرها من جوانب الحياة، ولكن اضطرت الحكومة لتمديد تعليق هذه الأنشطة بسبب تزايد الأعداد، وهذا نتيجة لعدم الالتزام.

أسبوعان إضافيان إن نجح الناس في تقليل عدد الإصابات من خلال التزامهم، فإن عدداً أكبر من القطاعات سيعاود العمل بشكل يفترض أنه اعتيادي، خاصة المطاعم والمقاهي، في ظل التزام الأخيرة بشكل واضح بالشروط الموضوعة لإعادة الفتح، وتحديداً في هذه الأيام الذي تحسنت فيه الأجواء المناخية بما أمكن فتح عديد من الأماكن في الهواء الطلق. كل الناس يريدون العودة لحياتهم، نريد لأبنائنا أن يعودوا لتلقي العلم بشكل طبيعي، نريد أن تفتح المطاعم والمقاهي والمرافق السياحية بشكل عادي، لكن كل هذا لن يحصل، وسنستمر في التمديد والتمديد وإرجاء الفتح، وكل هذا يعني خسائر مالية للدولة، وتضرراً لأبنائنا في حال كان أولياء أمورهم غير مكترثين بعدم التزامهم، لن يحصل إن أصر البعض على «العناد» و«صم الآذان» عن التوجيهات، والإصرار على أن التصدي للفيروس هو شأن الحكومة وحدها، بينما هو يساهم في نشرها وتوزيعها وإصابة الآخرين بها عبر استهتاره. أسبوعان فقط طلبهما منكم سمو ولي العهد، الرجل الذي يقود هذه المواجهة ضد الفيروس لأجل سلامة البحرين وسلامتكم، لبوا طلبه وضعوا أيديكم في يده، فكلنا نريد استعادة حياتنا الطبيعية في البحرين.