وليد صبري




* الحوارات الاستراتيجية مع دول الخليج تعزز التزاماتنا بالأمن والرفاهية


* التعاون مع دول الخليج لمكافحة نفوذ إيران المزعزع للاستقرار

* الخلاف الخليجي يخدم إيران وحله أولوية لأمريكا

* الاحتفال بمرور 75 عاماً على اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز وروزفلت

* 40 مليار دولار التبادل التجاري بين السعودية وأمريكا

* انضمام دول بالمنطقة إلى "اتفاق إبراهيم" بشأن السلام

* واشنطن تتوعد "حزب الله" وحلفاءه في لبنان بعقوبات جديدة

* أمريكا ترفض التعليق على تكليف الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية

* واشنطن لا تدعم شخصاً بعينه لرئاسة الحكومة اللبنانية

* الإدارة الأمريكية تدعم مطالب الشعب اللبناني

* الحكومة اللبنانية الجديدة يجب أن تلتزم بمحاسبة الفاسدين والمتورطين بالجرائم

* الإدارة الأمريكية ملتزمة بشروطها قبل تقديم أي مساعدة للبنان

توعد مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، ""حزب الله" وحلفاءه في لبنان بعقوبات جديدة، بسبب تورطهم في الفساد من خلال قانون ماغنتسكي ضد أولئك الذين يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال فساد"، مشدداً على أن "بلاده ستواصل فرض العقوبات على الحزب بغض النظر عن محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل وبغض النظر عن تشكيل الحكومة"، مشيراً إلى أن "الحكومة اللبنانية الجديدة يجب أن تلتزم بمحاسبة الفاسدين والمتورطين بالجرائم".

وأضاف شينكر في إيجاز صحفي هاتفي، نظمه المكتب الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية في دبي، وشاركت فيه "الوطن"، وناقش من خلاله الحوارين الاستراتيجيين بين الولايات المتحدة وكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتحدث عن رحلته إلى لبنان والمغرب، أن "أمريكا ملتزمة بالحوارات الاستراتيجية مع دول الخليج من أجل تعزيز الأمن والرفاهية، ومكافحة النفوذ الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة، وردع التهديد الإيراني".

ونوه إلى أن "الخلاف الخليجي لا يخدم أي طرف باستثناء إيران وحل الخلاف الخليجي يشكل أولوية لنا"، لافتاً إلى أن "الحوارات الاستراتيجية مع الشركاء والحلفاء فرصة هامة لتعزيز العلاقات الثنائية معهم".

وفيما يتعلق بالأوضاع في لبنان، أفاد شينكر بأن "واشنطن تقف مع الشعب اللبناني ولا زلنا نصر على ضرورة أن تنفذ أي حكومة الجديدة إصلاحات في الحكم، وتتبنى الشفافية، وتحارب الفساد".

ونوه إلى أن "هذا ما قالت الولايات المتحدة تكراراً وإن هذه هي شروطها للحصول على دعمها".

وأوضح أن "تسيير الأعمال كالمعتاد في لبنان غير مقبول، وأي حكومة جديدة يجب أن تلتزم بتنفيذ إصلاحات تحقق فرصاً اقتصادية بالحوكمة وإنهاء الفساد، وتكون قادرة على فعل ذلك".

وأشار إلى أنه "أياً كانت الحكومة التالية يتعين عليها أن تلتزم وتكون قادرة على تنفيذ إصلاحات تقود إلى تحقيق فرص اقتصادية وحوكمة أفضل وتنهي الفساد المستشري".

وتابع "نحن منخرطون في لبنان لقد جئت للتو من زيارة لمدة 3 أيام إلى لبنان، تناولت مفاوضات الحدود البحرية، بين إسرائيل ولبنان، ونحن ركزنا على الحدود البحرية، كما تم التركيز أيضاً على مناقشة المسؤولين اللبنانيين بشأن الأوضاع في البلاد، ومازلنا نقف مع الشعب اللبناني ونحن مصرون على ضرورة أن تفي أي حكومة لبنانية بالشفافية والإصلاح ومكافحة الفساد وأن تكون هناك محاسبة للجرائم التي تم ارتكابها".

وذكر أن "هذه هي الأشياء التي ذكرتها الولايات المتحدة الأمريكية كشروط مسبقة لدعمنا وتقديم المساعدة إلى لبنان، والفرنسيون قالوا نفس الشيء، ونحن مع مجموعة الدعم الدولية قلنا بوضوح إنه ينبغي الوفاء بالتطلعات الشرعية للشعب اللبناني، أما من يجب أن يقود الحكومة فهذا القرار يعود إلى الشعب اللبناني، وهو الذي يقول كلمته، لان لبنان يحتاج إلى إصلاح اقتصادي وإصلاح الحكم ومكافحة الفساد حتى يتمكن لبنان من الوفاء بالتزاماته أمام المجتمع الدولي".

ورفض مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، التعليق على تكليف رئيس الوزراء سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، مؤكداً أن "أمريكا لن تعلق على هذا الأمر، ولن تدلو بدلوها في ذلك، لأننا قلنا أن هناك مبادئ مهمة مثل الإصلاح والشفافية ومكافحة الفساد".

ولفت إلى أنه "ينبغي على لبنان الوفاء بالتزاماته، حتى يحصل على الثقة الدولية، لاسيما ونحن نرى أرقاماً سيئة فيما يتعلق بالدين، ونسبة اللبنانيين الذين هم تحت خط الفقر، لذلك نحن متمسكون بالمبادئ التي ذكرناها ونتجنب إطلاق الأحكام".

وحول الجولة الأولى من المفاوضات بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وصف مساعد وزير الخارجية الأمريكية هذه المحادثات بأنها "كانت خطوة إيجابية".

وأكد أن "الولايات المتحدة ملتزمة بالتوسط وتسهيل المفاوضات بناء على طلب الجانبين اللذين يعملان للتوصل إلى اتفاق".

وعبر شينكر عن سعادة واشنطن "لرؤية تحرك هذا الملف إلى الأمام بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية ومشاركتهما في الجولة الأولى من هذه المحادثات والقيام بذلك بحسن نية وبجو إيجابي".

وأضاف "أن الطرفين أظهرا جدية"، لكنه استطرد قائلاً "ولكن كانت تلك الجولة الأولى والعمل الصعب ما زال أمامنا".

وأشار إلى أن "الطرفين أعربا لي عن رغبتهما في التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق. وأظهرا رغبة في التفاوض بنية حسنة وبمرونة من الآن وصاعداً. لا أريد القول إنني متفائل أو متشائم ولكن يمكنني القول إننا بدأنا الخطوة الصحيحة وأتطلع لاستمع هذا الأسبوع من السفير دي روشي الذي سيسهل الجلستين المقبلتين من التفاوض بين الطرفين".

وأعرب عن أمله في "إمكانية التوصل لاتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية".

ورداً على سؤال حول قصة السيف في قصر بعبدا، التي علق عليها شينكر خلال لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون وفسرها القصر الجمهوري على أنها دعم لجهود الرئيس اللبناني في محاربة الفساد مما استدعى إصدار السفارة الأمريكية في بيروت توضيحاً لهذا الأمر قال مساعد وزير الخارجية الأمريكية "إن هناك سيفاً زجاجياً مكتوباً تحته الشفافية سيف يقضي على الفساد وقد أشرت للرئيس عون أنه من الضروري محاربة الفساد كما يقول السيف واستعملت السيف كمجاز للتشديد على محاربة الفساد. فهذه قصة السيف التي ضاعت بالترجمة".

ورداً على سؤال عما إذا كانت العقوبات الأمريكية المستقبلية ستتوقف على لبنان بعد موافقة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على التفاوض مع إسرائيل حول الحدود البحرية، أفاد شينكر بأنه "ليس هناك اتفاق أو شيء للقراءة فيه فالولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على حزب الله وحلفائه اللبنانيين ومن خلال قانون ماغنتسكي ضد أولئك الذين يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال فساد".

وأضاف أنه "ليس هناك أي اتفاق والعقوبات ستستمر بمعزل عن المحادثات حول ترسيم الحدود البحرية وتشكيل الحكومة ورأيت ذلك قبل ثلاثة أسابيع عندما صنفنا الوزير اللبناني السابق يوسف فنيانوس والوزير السابق علي حسن خليل".

وتطرق شينكر إلى العلاقات بين أمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن "الحوارات الاستراتيجية مع دول الخليج تعزز التزاماتنا بالأمن والرفاهية"، موضحاً أن "الحوار الاستراتيجي بين أمريكا والسعودية شكل مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، فيما يمثل هذا العام، مرور 75 عاماً على اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، متن المدمرة الأمريكية "يو إس إس كوينسي"، وهذا اللقاء هو الذي وضع الأساس للعلاقات الثنائية الجديدة والحديثة بين السعودية وأمريكا، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 40 مليار دولار، بما يدعم نحو 165 ألف وظيفة، كما أن لدينا تعاوناً أيضاً في مكافحة الإرهاب، وهزيمة "داعش"، ومكافحة النفوذ الإيراني الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة، وردع التهديد الإيراني، كما لدينا نحو 37 ألف طالب يدرسون في مدارس أمريكية".

وذكر أن "بلاده سوف تعزز التعاون في المجالات المختلفة مثل، الدفاع، والأمن، والطاقة، والتجارة، كما أننا ندعم السعودية في تحقيق رؤية المملكة 2030، إضافة إلى تمكين الشباب، وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن الاستعدادات تجري لاختيار موقع للسفارة الأمريكية في الرياض والذي يشكل مع القنصليتين في جدة والظهران، استثماراً لأكثر من مليار دولار".

وذكر أن "محادثات وزير الخارجية الأمريكي مع نظرائه في السعودية تضمن أهمية العلاقات بين الشعبين وكذلك أهمية ردع التهديد القادم من إيران وكذلك التحالف الذي تقوده السعودية ونهاية الصراع والتفاوض في اليمن والمضي قدماً في علاقاتنا وتحدثنا عن التعاون الدفاعي بين البلدين وكذلك استمرار التعاون في البنية التحتية الأساسية والأمن وسوق الطاقة والفرص التجارية وتحدثنا عن أهمية البنية التحتية التكنولوجية لتعزيز الأمن السيبراني والمضي قدماً في التعاون القنصلي بيننا لاسيما في مشروعات إنشاء السفارة الأمريكية في الرياض".

ولفت شينكر إلى أن "الحوار الاستراتيجي الأمريكي الإماراتي يشكل إطار عمل شاملاً للسياسة الجارية للانخراط في 8 مجالات هي الدفاع والأمن وتطبيق القانون ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والطاقة والثقافة والتعليم وبرامج الفضاء وحقوق الإنسان".

وتابع أنه "على مدار العامين الماضيين عملنا مع الإمارات في مجال استكشاف الفضاء حيث انضمت الإمارات والولايات المتحدة مع 6 دول أخرى لتوقيع اتفاق "أرتيمس" وهي مبادرة للعمل على استكشاف الأنشطة البشرية على القمر والمريخ".

وتوقع شينكر "انضمام دول عربية أخرى إلى اتفاق إبراهيم بشأن السلام"، مؤكداً أن "اتفاق إبراهيم أظهر أنه يمكن إطلاق فرصة دبلوماسية وشراكات مع الحلفاء".