كشفت مريم كلارن، ابنة المواطنة الإيرانية الألمانية، ناهيد تقوي، المعتقلة في سجن إيفين بطهران، الذي يضم القسم الأكبر من السجناء السياسيين، أن والدتها حُرمت من حقوقها أثناء الحبس الانفرادي لمدة 5 أسابيع، وليس هناك معلومات حول أوضاعها وصحتها في السجن.في تصريح لقناة "إيران إنترناشيونال" أمس الأحد.

وفي مقطع فيديو، أكدت كلارن أنه على الرغم من مرور أكثر من 5 أسابيع على اعتقال والدتها ناهيد تقوي، فلم يعرف أحد سبب اعتقالها، ولم تسفر جهود أسرتها لإجراء لقاء معها عن نتيجة، مؤكدة أن والدتها حُرمت من حقها في الوصول إلى محامٍ، بالإضافة إلى حقوق أخرى.

كما أعربت عن قلقها إزاء صحة والدتها في السجن، قائلة: "لا أعرف كيف حال والدتي. ولا أعرف ماذا يفعلون معها.. أنا قلقة على حياتها. أمي مريضة، لديها ارتفاع في ضغط الدم وسبق أن أجرت عملية جراحية".



اعتقال بلا سبب

يذكر أن ناهيد تقوي، مهندسة معمارية وتبلغ من العمر 66 عاماً، وتحمل جنسية مزدوجة، تم اعتقالها يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من منزلها في طهران.

وكانت تعيش في مدينة كولونيا بألمانيا، منذ عام 1983 برفقة عائلتها، لكنها عاودت السفر إلى مسقط رأسها منذ 15 عاما بعد تقاعدها.

وسافرت تقوي إلى طهران في سبتمبر/ أيلول 2019، وكان من المفترض أن تعود لألمانيا في مارس/ آذار 2020، لكن تفشي فيروس كورونا المستجد اضطرها لتأجيل رحلتها.

ولم يخبر مكتب المدعي العام داخل سجن إيفين الإيراني عائلة ناهيد تقوي سبب اعتقال الأخيرة في منتصف أكتوبر الماضي.

"لا نعرف أخبارها منذ 5 أسابيع"

إلى ذلك، انتقدت كلارن أوضاع اعتقال والدتها وعدم علمها بأوضاعها، قائلة: "أي مكان في العالم يتم فيه اعتقال إنسان ولا يعرف أحد بأخباره بعد 5 أسابيع من اعتقاله".

وطلبت من الشعب الإيراني سماع صوتها حتى تتمكن من الحصول على معلومات عن أمها، كما طالبت بالإفراج عن والدتها.

يشار إلى أن الخارجية الألمانية ردت في 24 أكتوبر الماضي، على "إيران إنترناشيونال" بشأن اعتقال تقوي، وقالت إنها لم تتلق أي تقرير رسمي من طهران.

وقالت إنها على علم باعتقال ناهيد تقوي، لكنها لم تتلق أي معلومات أو تأكيدا رسميا. لكن الخارجية الألمانية أكدت أنها ستواصل جهودها لمعرفة وضع ناهيد تقوي وتقديم المساعدة القنصلية لها.

تهديد الأمن القومي

هذا وتحتجز إيران عشرات من مواطني الدول الغربية أو الإيرانيين الذين يحملون جنسيات مزدوجة أغلبهم بريطانيون وأميركيون وبلدان أخرى، وتحتجزهم بتهم أبرزها "تهديد الأمن القومي"، و"التجسس"، بينما تشير منظمات حقوقية إيرانية ودولية إلى أن هؤلاء المعتقلين يتم احتجازهم كرهائن لاستغلالهم كورقة مساومة مع الغرب، كما حدث في مرات سابقة.

وكانت ثلاث دول أوروبية هي: بريطانيا وألمانيا وفرنسا بالإضافة إلى أميركا كانت قد انتقدت اعتقال مواطنين مزدوجي الجنسية في إيران، واستدعت سفراء طهران لديها وحذرتهم إزاء هذه القضية.

وفي أعقاب اعتقال مزدوجي الجنسية في إيران، أوصت وزارة الخارجية الألمانية مؤخرا المواطنين الإيرانيين- الألمان بالامتناع عن السفر غير الضروري إلى طهران.

وبحسب الحكومة الألمانية، فإنه بالإضافة إلى ناهيد تقوي، هناك 3 مواطنين إيرانيين- ألمان آخرين مسجونون في طهران. فيما يرجح أن طهران تحتجز 50 شخصا مزدوج الجنسية على الأقل.