اليوم الوطنيّ لمملكة البحرين ومناسبة تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله مقاليد الحكم هو يوم ولاء للوطن والقيادة وأنها مناسبة نقول فيها حفظك الله أبا سلمان فأنت نعم القائد والوالد الذي أشعرت شعبك بأنك واحد منهم وذلك ليس عليك بغريب ففي بداية حياتك كنت تقضي أوقاتك مع ممن هم في سنك من عامة الناس في ذلك الوقت كنت صديقاً لهم لم تشعرهم في لحظة ما أنك ابن الحاكم لم تتعالَ على أحد عرفت بتواضعك ودرست في المدارس الحكومية حتى تخرجت من الثانوية العامة من مدرسة المنامة الثانوية وواصلت مسيرة الدراسة العليا بعدها عشت في شبابك «أطال الله عمرك لسنين مديده» مع من هم في سنك فكانوا أهلك وأخوانك لم تتفاخر أمام أحد وأسست قوة دفاع البحرين مصنع الرجال والحصن المنيع للوطن ولازلت تسلم على الصغير والكبير والمرأة والرجل فأحبك شعبك وكان الوطن في عقلك وقلبك أينما ذهبت في حلك وترحالك وكأنك تقول ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:

وطني لو شغلت في الخلد عنه..نازعتني إليه في الخلد نفسي.

عندما توليت الحكم بعد وفاة والدك الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه عام 1999م واصلت مسيرة العطاء فكانت الملحمة الوطنية في المسيرة النهضوية في تدشين المشروع الإصلاحي الشامل برؤية 2030م الذي أدهش العالم وجعل من البحرين أنموذجاً لوطن السلام والتسامح والتعايش السلمي رغم التعدد العرقي والديني الموجود في هذا الوطن فحققت مملكة البحرين إنجازات مشهودة في مجالات الديمقراطية والإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية والبشرية وحماية حقوق المرأة والطفل، وما كفله هذا المشروع من احترام للحقوق والحريات الأساسية والفصل بين السلطات، وتعزيز المشاركة الشعبية، في إطار دولة القانون والمؤسسات.

كنت حريصاً يا جلالة الملك على راحة شعبك حتى على من عصى وتنكر ممن زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وانحرفوا عن جادة الطريق لم تأخذهم على أعمالهم هذه التي ارتقت إلى ترويع الآمنين وإزهاق أرواح الأبرياء لم تلجمهم بسياط من حديد إنما قلت لهم هذا وطنكم وارجعوا إليه وعادوا إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم وأصبحوا مواطنين لكم حقوق وعليكم واجبات وكنت لهم مثل الوالد تجزي لهم العطاء.

نعم...العفو هو من مكارم الأقوياء بل هو أكبر المكارم وأظهرها، ففيه نشر للمحبة بين الناس، وإزالة للحقد والضغينة من النفوس، وفيه تعليم لمن يُعفى عنه، كما يصفه الله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وقد فسر الرسول الكريم هذه الآية بقوله: (هو أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك)، وفي حديث آخر قوله - صلى الله عليه وسلم - (العفو لا يزيد العبد إلا عزاً فاعفوا يعزكم الله....). بيد أن ما كدر صفونا في هذا العام رحيل والد الجميع المرحوم الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة نسأل الله له الرحمة وعزاؤنا في أبي عيسى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي هو خير خلف لخير سلف فيه عزيمة الرجال وروح الشباب فهو المستقبل المشرق للوطن وحفظ الله البحرين من كل مكروه.