تتغير الموازين، وتظل هناك أسس وقواعد للعبة من أهمها القوى الناعمة، كتبت كثيراً عن أهمية القوى الناعمة في تشكيل الرأي العام المحلي والعالمي، كتبت أكثر عن أهمية وجود خطة إستراتيجية لتشكيل القوى الناعمة والترويج الصحيح لها، وذكرت من خلال الكثير من المقالات أمثلة للقوى الناعمة وتأثيرها في رسم الصورة الذهنية عن الدول.

تخيلت لوهلة لو أن إحدى القمم الكبرى تم عقدها في مملكة البحرين، فأين سيكون مقرها؟ الإجابة الواقعية حالياً، أحد الفنادق ذات الخمسة نجوم في أحد المناطق الراقية في مملكة البحرين. ولكن ماذا لو كانت هذه القمة لها خصوصية وتحتاج إلى وضع خاص؟! مثلاً مطار خاص وقاعات خاصة، وأماكن ضيافة خاصة، باختصار في مكان ذي خصوصية، كشرم الشيخ في جمهورية مصر العربية أو مثل مدينة العلا التي عقدت فيها القمة الخليجية 41.

وتخيلت لو أن جزر حوار على سبيل المثال كانت مهيئة للعب هذا الدور، وأصبحت جزيرة لها مقومات تستطيع أن تستضيف الأحداث الهامة، وتروج في نفس الوقت لبحريننا الجميلة، بحريننا التي حباها الله بكل المقومات الرائعة لتكون جاذبة للسواح ومختلف الاستثمارات. أو أن يتم تشييد مدينة متكاملة بالقرب من حلبة البحرين لسباق السيارات -الفورمولا 1- تقوم بلعب هذا الدور ولا صعوبة في ذلك فمن استطاع أن يعمر ويشيد مكاناً جميلاً كدرة البحرين، أو جزر أمواج مثلاً يستطيع أن يقوم بهذا المشروع الذي يشكل أحد أنواع القوى الناعمة.

* رأيي المتواضع:

أغنية، فنان، لاعب، مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، رياضي، إعلامي، مؤلف، مَعلَم، حرفة، منتج.. وزد على ذلك ما تشاء.. إنها قوى ناعمة، إذا ما «طرينا» حمود سلطان فإننا نتحدث عن البحرين، إذا ما ذكرنا قاسم حداد فإننا نتحدث عن البحرين، إذا ما ذكرنا بروين حبيب فإننا نتحدث عن البحرين، إذا ما ذكرنا حلوى شويطر فإننا نتحدث عن البحرين.. إذا ما ذكرنا عين عذاري فإننا نتحدث عن البحرين والشواهد كثيرة لا يستوعبها حجم المقال.. فهل لدينا إستراتيجية لصناعة قوى ناعمة؟؟ أم يجب علينا أن ننتظر حتى ينجح أحدهم لوحده ومن ثم نقول إنه يشكل إحدى القوى الناعمة؟!!

لا ينكر أحد أن البحرين بيئة حاضنة وتقدم الدعم، ولكن هل هناك إستراتيجية لصناعة نجوم على مختلف المجالات؟؟ صناعة النجوم رحلة طويلة، وفلسفة لها أدوار محددة، وليس مجرد تصفيق وتكريم لفائز ومنتصر؟؟!! بل هي خطط وأهداف وترويج لهذا النجم والأمثلة في هذا المجال كثيرة..

ذكرت في أحد المقالات إحدى الدول الذي صنعت «مغنياً»، ليقف هذا المغني في صفوف باقي المغنين وتكون لهذه الدولة «أغنية تحمل جنسيتها».. وتمنح دولاً شرف الجنسية للاعبين نجوم من أجل أن يقال «سجل هذا الهدف بقدم يحمل جنسيتها» وقس على ذلك..

لدينا عقول، لدينا مواهب، لدينا أشخاص يستحقون أن يلعبوا دور القوى الناعمة، في رأيي المتواضع أن تركهم يرسمون ملامحهم لوحدهم ليس صحيحاً بل المفترض أن يكون لهم دور في ملحمة «القوى الناعمة».