مهنة الطب والتمريض من المهن الإنسانية السامية التي يحتاج العامل فيها كما العامل في ميادين مختلفة يتعامل فيها بشكل مباشر مع الناس إلى «طولة بال» وصبر وتحمل لكل ما قد يتعرض له لكن ما يميز مهنة الطب والتمريض أنه قد يتعامل هنا مع أشخاص في محكات صعبة للغاية وظروف مؤلمة قد تدفعهم للخروج بتصرفات وردود أفعال غير متوقعة.

حادثة الاعتداء المؤسفة مؤخراً على عدد من الأطباء بمجمع السلمانية الطبي وممارسة سلوك عنيف تجاههم وترويع المرضى والتعدي على موظف أمن متواجد في نفس القسم كان قد حضر لمباشرة الواقعة أمر مستنكر وغير مقبول مع تأكيدنا على حق مراعاة الظروف التي كان فيها المريض لكن مثل هذه التصرفات والممارسات التي لا تمثلنا كبحرينيين والتي بالمناسبة هي ليست الأولى من نوعها وقد تكررت خلال السنوات الماضية وبعض هذه الحوادث وجدنا فيها المعتدي يقوم بتكسير بعض الأجهزة والأدوات مما يستدعي إيجاد إجراءات قانونية أكثر صرامة ومضاعفة الغرامات وتغليظ العقوبات والمبادرة بجهود أكبر لحماية حق الأطباء والممرضين الذين يعتبرون اليوم وفي ظل هذه الظروف الصفوف الأمامية لحماية المواطنين والمقيمين من جائحة كورونا وبالتأكيد خلال ما يقارب السنة والنصف قد وضعوا في ظروف استثنائية وضغوطات كبيرة مختلفة عن الظروف والضغوطات المعتادة التي يمرون بها إلى جانب التوعية والتثقيف بأهمية احترام هذا الكيان الطبي والصحي وأن أطباءنا وطواقمنا الطبية والصحية خط أحمر لا ينبغي التعدي عليه وتجاوزه فمن يمد يده على طبيب أو ممرض ويقوم بإيذائه وإيقاع ضرر به هو يمد يده على إنسان سيعالجه ويعالج غيره وقيامه بتكسير الأجهزة الطبية التي قد يكون أحوج لها مرضى آخرون وبالتالي كل هذا له تأثيراته على العملية العلاجية والتمريضية للمرضى والمراجعين وإرباك المكان الذي يحتاج من يتواجدون فيه بالأخص المرضى إلى الهدوء والأمن والاستقرار كما أنه يؤثر بالتأكيد على عمل الأطباء والممرضين وبالأخص العامل النفسي لهم فهذه القضايا لا تخصهم لوحدهم بل لها علاقة بقضايا الأمن الصحي والطبي في مملكة البحرين.

كوادرنا الطبية والتمريضية في مملكة البحرين خلال جائحة كورونا « بيضوا الوجه» وشرفوا اسم مملكة البحرين في المحافل الطبية والصحية ولفتوا الأنظار إلى تجربة مملكة البحرين وإمكانياتها الطبية والصحية ويستحقون كل الاحترام والتقدير فهم ملائكة الرحمة وهم اليد الممتدة لإنقاذ أرواح البشر والسهر على راحتهم والعناية بصحتهم وجوانبهم الإنسانية دائماً ما تسبق تحركاتهم الطبية والصحية وما يمسهم يمسنا ويضر بمصالحنا الصحية والطبية ويؤثر على صورتنا البحرينية المشرقة وفي هذا السياق نشدد كذلك على مبدأ أن «المجتمع الواعي يجب أن يكون واعياً» خلال المرحلة القادمة مع قفز حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى أرقام لا ترضي أي مواطن ومقيم محب لمملكة البحرين وأهمية الالتزام بتدابير السلامة وتنفيذ توجيهات فريق البحرين بحذافيرها والحرص كل الحرص على سلامة مجتمعنا من تفشي هذا الداء العالمي.

* إحساس عابر:

كلمة حق وامتنان على الجهود الطبية المشرفة التي يقوم عليها القائمون في مستشفى الملك حمد الجامعي وحسن تنظيمهم لعملية استقبال وعلاج المرضى خلال هذه الظروف الاستثنائية الصعبة ومرونة الإجراءات القائمة وتييسرها على المرضى والمراجعين بشكل يشكرون عليه وأشكر بالأخص الدكتور وليد جناحي والدكتورة رنيم على جهودهم الطبية والإنسانية المشرفة ورعايتهم لنا شخصياً خلال ظرف صحي مررنا فيه، شكراً لأطبائنا البحرينيين وتميزهم ونشعر بالفخر أمام إنجازاتكم للبحرين وأهلها.