العربية

فوق أنقاض مدينة الموصل المهدمة شمال العراق، ارتفعت منذ أيام عدة صور وشعارات مرشحي الانتخابات التشريعية المقرر عقدها الشهر المقبل، وسط امتعاض السكان من بطء عمليات الإعمار على الرغم من مضي سنوات على تحرير المدينة من تنظيم داعش.

وحملت صور وملصقات المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة وعوداً بمستقبل زاهر وبناء وإعمار ومحاربة الفساد، ما اعتبره الأهالي أمراً ساذجاً وغير مقبول أو مرحب به نظراً إلى حجم الدمار الذي لا يزال يعم المدينة.

فبعد نحو أربع سنوات من انتهاء المعارك وإعلان القوات العراقية استعادة السيطرة على محافظة نينوى بشكل كامل لا تزال آثار الدمار شاخصة، خصوصا في الجزء الأيمن من المدينة والتي جرت فيها أعنف المعارك وأكثرها ضراوة بين القوات العراقية وداعش.

لافتات فوق الخراب

وقال أحمد الزيدي، وهو مواطن من مدينة الموصل لـ "العربية نت"، إن آثار الدمار ما زالت شاخصة أمام أعين جميع الموصليين.

كما أضاف أن "ما زاد الطين بلة أن المرشحين أتوا وعلقوا صورهم فوق هذا الدمار والخراب متناسين ماذا حل بالمدينة"، متسائلاً "ماذا ا سيفعلون إذا ما فازوا".

كذلك، اعتبر أن "المشاركة في الانتخابات أمر مهم لكن حالة الإحباط جعلت الناخبين يريدون العزوف عن المشاركة واختيار مرشحين جدد والسبب فقدان الثقة والنقمة على كل الطبقة السياسية الموجودة حاليا".

"لا ثقة بالمجلس"

من جانبها، قالت النائب في البرلمان العراقي الحالي هدى جارالله الجبوري والمرشحة للانتخابات المقبلة إن "أهالي نينوى والعراقيين جميعاً قد فقدوا الثقة بمجلس النواب وبالحكومة المركزية لعدم وجود إصلاح حقيقي وكذلك الوضع الاجتماعي والصحي المزري"

امتعاض الأهالي

وأضافت أنه لفت نظرها الكثير من الصور وقد علقت على المباني المهدمة وعلى الشوارع المدمرة والتي سببت امتعاضاً كبيراً لأهالي المدينة.

كذلك، أوضحت أن الفساد الكبير في البلاد أدى إلى هذا التدهور الحاصل، وأصاب أهله بحالة من النقمة على السياسيين.

فيما قالت المرشحة نور غانم العابد إنه "ومثلما يكفل القانون للمرشح للانتخابات النيابية أن يقوم بحملة دعائية سواء عبر الإعلام المرئي أو اللوحات، كذلك يجب عليه أن يراعي في الوقت عينه مشاعر الأهالي وأن ينتقي المكان الملائم للوحات".

كما اعتبرت أن تلك التصرفات أتت بسبب الصراع الانتخابي المحموم في الموصل، إذ أن الجميع يريد الوصول إلى قبة البرلمان بأي ثمن.

من جانبه قال مصطفى المعماري وهو من أهالي مدينة الموصل لـ "العربية نت"، إن التحالفات الموجودة الآن والمدعومة من ميليشيات موجودة على الأرض، سيكون لها تأثير على الانتخابات خاصة أن عمليات شراء بطاقات الناخبين تجري على قدم وساق.

ووفق المعماري بلغت قيمة البطاقة الواحدة 100 ألف دينار عراقي أي ما يعادل 67 دولاراً، ما زاد مخاوف الناخبين.

يذكر أن مدينة الموصل ومنذ تحريرها من تنظيم داعش في عام 2017، تمر بمرحلة بطيئة من إعادة الإعمار وفق السكان، الأمر الذي أثار استياء الكثيرين.

فيما يتساءل الأهالي عن الدور الذي من الممكن أن يلعبه المرشحون في حال فوزهم في الانتخابات المقرر عقدها في أكتوبر المقبل، وكيف سينعكس ذلك على تسريع إعادة الإعمار والتأهيل.