أكدت وزارة الخارجية الإيرانية استمرار طهران في ملاحقة المتورطين في اغتيال عالمها النووي محسن فخري زاده بعد تقارير عن استهدافه بـ"روبوت قاتل".

ويرتبط تعليق الخارجية الإيرانية بتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، السبت، عن تفاصيل جديدة بشأن اغتيال "زاده" قرب العاصمة طهران أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بهجوم مسلح.



وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم الأحد: "لقد رأينا تقرير الصحيفة وهو تقرير ينبغي اعتباره بقدر حجم هذه الصحيفة"، في إشارة منه إلى عدم أهمية ما ورد فيها عن ضعف الأجهزة الإيرانية.

وخلال مؤتمر صحفي له في طهران، أضاف خطيب زاده: "تابعت أجهزة المخابرات والأمن الأمر بمزيد من التفصيل"، زاعماً أن "إيران تقوم بملاحقة المتورطين بهذا الهجوم بطرق عدة".

وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن ملاحقة المتورطين "التزام قانوني خاصة ضد من ساعد في اغتيال أحد علمائنا، وهو وصمة عار لأولئك الذين يفتخرون بغرور بهذه الأعمال".



وشكل اغتيال العالم النووي ونائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث في إيران، فخري زاده في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ضربة قوية للأجهزة الأمنية الإيرانية.

وتحدث تقرير نيويورك تايمز عن أن عملية اغتيال العالم الإيراني "تم فيها لأول مرة اختبار سلاح يتم التحكم فيه من على بعد آلاف الكيلومترات يُعرف باسم الروبوت القاتل".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل إذا كانت تريد اغتيال أي مسؤول إيراني فإن عليها في البداية أن تأخذ الموافقة والدعم من الولايات المتحدة".

وبدأت الاستعدادات لاغتيال زاده بعد سلسلة من الاجتماعات في نهاية عام 2019 ومطلع عام 2020 بين مسؤولين إسرائيليين بقيادة مدير الموساد يوسي كوهين، ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو ووكالة المخابرات المركزية، وفقا للتقرير نفسه.

ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في معرض حديثهم عن اغتيال زادة، قولهم إن "اغتياله نُفِّذ باستخدام رشاش يتم التحكم فيه عن بعد".



ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، خلال عملية اغتيال زاده، تم اختبار هذا السلاح الذي يتم التحكم فيه على بعد آلاف الكيلومترات والمعروف باسم "الروبوت القاتل" لأول مرة.

وأشار إلى أن "اختبار هذا السلاح غير عالم الأمن والتجسس وطرق عمل أجهزة الاستخبارات".

وقال مسؤول استخباراتي للصحيفة الأمريكية إن "هذا السلاح هو نموذج خاص من مدفع رشاش FN MAG بلجيكي الصنع، وهو متصل بإنسان آلي متقدم مزود بتقنية الذكاء الاصطناعي وعدة كاميرات، ويتم التحكم فيه عبر الأقمار الصناعية.

ووفق التقرير "يبلغ وزن هذا السلاح المتطور حوالي طن إجمالاً، وتم نقله على شكل أجزاء إلى داخل إيران وجرى تجميعه داخل البلاد".

وكان فخري زاده مسؤولاً عن تطوير برنامج صواريخ الحرس الثوري وكان أحد رواد البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لمسئولين إيرانيين.

ولعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الطائرات بدون طيار في البلاد كمدير للأبحاث في وزارة الدفاع، كما سافر إلى كوريا الشمالية لأمور تتعل ببرنامج صاروخي.