تبرير أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» لأي خطأ وقولهم إنه صح يضعف موقفهم ويخسرهم ثقة من وثقوا بهم، فالخطأ خطأ ولا يمكن لعاقل أن يقول عن الخطأ إنه صح إلا إن كان يريد المغالطة.

النشاط الذي قررته مالكة ومديرة إحدى دور الحضانة ونفذته -بعلم أو من غير علم أولياء أمور الأطفال- خطأ ما كان ينبغي أن تقع فيه؛ فالأطفال نفذوا حركات لا يدركون كنهها ونطقوا بعبارات لا يعرفون معناها، وهذا يعني أن المديرة استغلت براءة أولئك الأطفال وعمدت من خلالهم إلى توصيل رسالة سياسية، وهو عمل خارج عن دور حضانات ورياض الأطفال والمدارس إجمالاً ولا يمكن لعاقل أن يوافقها عليه. لهذا كان من الطبيعي أن يتم استدعاؤها والتحقيق معها لمنع تكرار هذا الفعل.

ما قامت به تلك المديرة خطأ صريح، أما الخطأ «الأصرح» فهو أن يقول عنه أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» إنه صح و«ما فيها شي».

ترى لو أن إحدى رياض الأطفال أو مدارس وزارة التربية والتعليم رتبت نشاطاً مماثلاً لما قامت به تلك الحضانة وعمدت إلى جعل التلاميذ يمثلون قصة مفادها أن الذين قاموا بما قاموا به في السنوات العشر الماضية واختطفوا الشوارع وأرهبوا المواطنين والمقيمين وتجاوزوا القانون وأساؤوا للوطن كثيراً خونة وينبغي حبسهم وسحب جنسياتهم ومعاداتهم وعدم التعامل معهم، فهل سيقول أولئك إن هذا مجرد تمثيلية لتقوية لغة التلاميذ مثلاً وجعلهم يدركون جانباً مما يدور حولهم؟

الأكيد هو أنهم سيقولون إن هذا غير جائز وسينتقدون تلك الروضة أو المدرسة ومديرها ومعلميها وسيطال نقدهم الوزارة وشخص الوزير وصولاً إلى الحكومة وسيتم إسباغ عشرات التفسيرات السالبة على ذلك النشاط ووصفه بأنه اعتداء على حقوق الإنسان، والأكيد أنهم لن يترددوا عن عقد المؤتمرات الصحفية وتحريض النواب الإنجليز والأمريكان ليسيئوا إلى البحرين.

قيام الحكومة بمنع ومحاسبة من يتورط في هكذا أمور سيكون حينها مفهوماً.. ومبرراً!