هدى عبدالحميد - تصوير: سهيل وزير




قانون الاحتراف الرياضي نقلة نوعية في الرياضة البحرينية

إنشاء محكمة المنازعات الرياضية أحد الأذرع المهمة في الاحتراف الرياضي

المرأة البحرينية حققت العديد من الإنجازات الرياضية

منحي وسام الملك للكفاءة وتعييني عضواً شورياً أهم إنجازات حياتي

دعم ناصر وخالد بن حمد شجعني على تشكيل منتخب الجوجيتسو


رئيس لجنة شؤون الشباب بمجلس الشورى رئيس الاتحاد البحريني للجوجيتسو وعضو المجلس البحريني للألعاب القتالية رضا إبراهيم منفردي من مواليد 1975 عشق رياضة الدفاع عن النفس منذ الصغر، وكان حلمه أن يكون رياضياً متميزاً، وساعده على ذلك الأهل بدعمه منذ الصغر للتدرب إيماناً منهم بموهبته وتفوقه الرياضي.

استطاع منفردي تحدي الصعاب بعد أن أصيب إصابة خطيرة عام 1995 كادت تؤثر على مسيرته الرياضية، إلا أنه بتوفيق من الله ودعم الأسرة والأصدقاء وبإرادته استطاع أن يجتاز هذه المحنة ليعود مرة أخرى لممارسة الحياة بشكل طبيعي وحقق حلمه الرياضي وتمكن من إنشاء مركز رضا للفنون القتالية في عام 2008، وتم اختياره في عام 2015 مدرباً للمنتخب الوطني للجوجيتسو واختاره المركز الدولي لفنون الدفاع عن النفس التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» ممثلاً عن منطقة الشرق الأوسط (الدول العربية) في مجلس إدارة المركز وقد اعتبر منفردي أن هذا إنجاز للمملكة، وثمرة الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة في البحرين من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وقد قلده جلالة الملك وسام الكفاءة في عام 2017 ويعتبره أغلى إنجاز حصل عليه.

ما هو سر اهتمامك بفنون الدفاع عن النفس منذ الصغر؟

- كنت منذ الطفولة أحب الحركة والرياضة بشكل عام وبدأ شغفي برياضة الدفاع عن النفس من مشاهدة الأفلام الأجنبية التي تحتوي على هذه الرياضة، وللأسف لم تكن الأندية الخاصة بألعاب الدفاع عن النفس متاحةً، ولكن ظل حلم ممارسة رياضة الدفاع عن النفس يراودني إلى أن توافر نادٍ يدرب هذا النوع من الرياضات، ولكن كان يبعد عن منطقتنا في ذلك الوقت، ولكن والدي تلمس شغفي وآمن بقدراتي ووافق على أن يرافقني للتدريب في النادي وأخيراً تحقق الحلم وواظبت على التدريب حتى أصبحت مهاراتي وقدراتي عالية وتمكنني من المشاركة في بطولات دولية واستطعت أن أفوز بالعديد من الميداليات الملونة.

في مرحلة الطفولة ما هي المهنة التي كنت تحلم أن تمتهنها عندما تكبر؟

-كنت أحلم أن أكون رياضياً، فقد كان شغفي بها لا يجعلني أرى نفسي سوى أني أشغل هذه المهنة رغم أنه كان صعباً في ذلك الوقت، فكانت الثقافة السائدة أن الرياضة مجرد هواية وليست مهنة.

التحدي والإصرار صفتان ملازمتان لك فكيف استطعت من خلالهما تخطي الصعاب في حياتك؟

- التحدي والإصرار يبنيان ضمن شخصية الإنسان بسبب الأحداث التي يمر بها وفي بعض المواقف كان لزاماً علي أن أتحلى بهما، فلم يكن لدي خيار آخر فكان يجب أن أتحلى بالصبر والقوة لتخطي مرحلة صعبة وأستطيع أن أعود مرة أخرى إلى حياتي الطبيعية.

ما هي هذه المحنة التي استطعت أن تتغلب عليها؟

- في عام 1995 تعرضت لإصابة نتيجة سقوط خاطئ في أثناء اللعب، فكانت الإصابة شديدة، حيث أصبت بكسر في الرقبة أثر على النخاع الشوكي فسبب لي شللاً في جسمي، وظللت على سرير المشفى ثلاثة أشهر، ثم رحلة علاج طبيعي لمدة ثمانية أشهر وعامين حتى استطعت الرجوع لممارسة حياتي بشكل طبيعي، فلم أترك اليأس يتمكن مني، وفي رأيي أن اليأس هو الجدار الذي يحول بيننا وبين تخطي المحنة التي نمر بها، وبالتالي هو حاجز يمنع الإنسان من تحقيق طموحه.

هل تسبب هذا الحادث في تفكيرك أو الأهل بالابتعاد عن الرياضة؟

- أبداً لم أتخوف من العودة لممارسة الرياضة بسبب هذه الإصابة؛ فهي قدر الله وهي إصابة يمكن أن تحدث لأي سبب كحادث سيارة أو الوقوع من على درج، والحقيقة أن هذه الفترة كانت عصيبة جداً، وكانت تدور في ذهني العديد من الأفكار وخاصة أن في مثل هذه الإصابات لا يستطيع الرأي الطبي أن يجزم بإمكانية الشفاء التام من عدمه وكان علي أن أنتظر عامين حيث إنه بعد عامين تثبت الحالة ولا تتطور سواء حدث الشفاء أو تركت مضاعفات، ولكن الحمد لله بفضل من الله وبالإرادة والقوة والإصرار ودعم الأهل والأصدقاء استطعت أن أتجاوز هذا المنعطف في حياتي، والذي كان له تأثير كبير علي.

أما الأهل فنعم تخوفوا بعض الشيء فقد كانوا ملازمين لي بصفة يومية منذ إصابتي فكانوا يشعرون بمعاناتي وآلامي طيلة هذه الفترة وخاصة الوالدة.

ما هي طبيعة دراستك الأكاديمية؟

- اتجهت لدراسة تخصص جرافيك ديزاين «Graphic Design» في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فأنا محب للفن واستغرقت فترة الدراسة أربع سنوات منذ 1996 حتى عام 2000 وقد كان لسفري إلى الخارج فرصة جيدة للاطلاع على ثقافة وتجارب جديدة وكان منها آلية إدارة النوادي، وكان حلمي أن أطبق هذه الآلية في موطني البحرين.

ورغم أن سفري للدراسة الأكاديمية فإن ممارسة الرياضة مازالت حلمي ورغبتي التي أشعر معها بالراحة، فعدت لممارسة الرياضة وتحديداً الدفاع عن النفس وبدأت لعب رياضة الجوجيتسو الدفاع عن النفس وواظبت على التدريبات حتى باتت لياقتي وقدرتي عاليتين.

لماذا فضلت الرياضة على العمل بوظيفة ذات دخل ثابت؟

- بعد عودتي إلى البحرين عملت في عدة مؤسسات مالية وعلى مدار تسع سنوات انتقلت من مؤسسة إلى أخرى، وواجهت نفسي بسؤال لماذا أنتقل من عمل إلى آخر وكانت الإجابة أنني شخص رياضي لا أستطيع التقيد خلف مكتب، فأنا أؤمن أنه إذا أحببت أن تكون شخصاً ناجحاً فلا تنظر إلى المردود المالي بقدر النظر إلى الشغف والحب والشعور بالسعادة عند ممارسة العمل، وأنا أحب المجال الرياضي، وكانت صراحتي مع النفس هي بداية مشواري الحقيقي للنجاح والتميز.

في عام 2008 قررت تقديم استقالتي وبدأت إطلاق مشروع لتدريب رياضة الجوجيتسو في المملكة وافتتاح مركز لها فكانت اللعبة غير موجودة في البحرين فأدخلتها إلى البحرين وفتحت مركز رضا للفنون القتالية.

كيف استطعت أن ترسخ للعبة الجوجيتسو المكانة الرياضية في البحرين؟

- إن النجاح لم يكن سهلاً؛ فهو نتاج عمل سنين وبفضل من الله ووقوف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة معي وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية كان دافعاً قوياً لي من أجل مواصلة العمل على نشر لعبة الجوجيتسو وفنون القتال المختلفة.

بعد لقاءات مع الاتحاد البحريني للدفاع عن النفس في عام 2015 تمكنا بالتعاون مع الاتحاد من إدخال اللعبة ضمن الألعاب التي تقع تحت مظلة الاتحاد البحريني وبدأ إنشاء أول منتخب للجوجيتسو ومن أول مشاركتنا حققنا إنجازات كبيرة للبحرين.

وحققت إنجازات كلاعب ومدرب وحصدنا ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية من خلال المشاركة في العديد من البطولات، ومنها بطولة العالم في كاليفورنيا، وبطولة العالم تحت الاتحاد الإماراتي، وبطولة آسيا، وبطولة غرب آسيا، وبطولات محلية وبطولة في الإمارات، فالمنتخب حالياً لا يدخل البطولات للمشاركة فقط وإنما كمنافس قوي للحصول على الميداليات. أما تعريفها كلعبة فببساطة إلعاب الدفاع عن النفس تنقسم إلى جزأين الألعاب التي تحوي الركلات واللكمات ورياضة فيها المصارعة والمسكات، والجوجيتسو هي التي تحتوي على المسكات، والتحكم بالخصم، وهي نفس عائلة ألعاب الجودو والسامبو والمصارعة الرومانية والمصارعة الحرة.

ما هو أهم إنجاز في حياتك؟

- بحكم إنجازات المنتخب الوطني للجوجيتسو وحصوله على العديد من الإنجازات الخارجية بفضل التوجيهات الرشيدة لجلالة الملك المفدى وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة فمن هذا المنطلق، منحني حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه ورعاه، في عام 2017 وسام الكفاءة وهو أكثر إنجاز أفتخر وسأظل أفتخر به طيلة حياتي، فأنا أعتبره وساماً على القلب وستبقى هذه الذكرى خالدة وتعطيني دفعة معنوية كبيرة جداً لتقديم الأفضل في الفترات المقبلة، فأنا أعتبره وسام منحي الثقة التي أعتبرها تكليفاً قبل أن تكون تشريفاً.

في عام 2018 صدر قرار عن الملك بتعيينك عضواً بمجلس الشورى، فكيف أثر هذا المنعطف على مجالكم الرياضي؟

- كان هذا التعيين بمثابة شرف لي وفخر كبير فمن خلاله تبوأت مكانة أستطيع من خلالها خدمة المملكة والارتقاء بها من كافة النواحي، وكان هذا التعيين فرصة بحكم خبرتي في مجال الشباب والرياضة أن أدعم مجال الشباب والنواحي التشريعية لهم؛ فمع أول تعييني حرصت أن أكون جزءاً مكملاً مع باقي الأعضاء للعمل التشريعي، ولكن تخصصي دائماً في مجال الشباب.

كيف ترى مكانة المرأة البحرينية في مجال الرياضة؟

- الرياضة النسائية البحرينية قطعت شوطاً طويلاً في مجال التفوق الرياضي، انعكاساً لإيمان قيادة جلالة الملك المفدى بحق المرأة في ممارسة الرياضة، حيث دخلت رياضة المرأة على الخط بقوة في السنوات الأخيرة للحاق بقطار النهضة المنطلق في كافة مناحي الحياة بالمملكة وقد استطاعت المرأة تحقيق العديد من الإنجازات في هذا المجال، وإن كان يحتاج بعض الوقت حتى تتغير ثقافة جزء من المجتمع لا يؤمن بأن المرأة قادرة على ممارسة بعض الألعاب.

ما هو تقييمك لما وصلت إليه البحرين في مسار الاحتراف الرياضي؟

- لقد اتخذت البحرين أهم خطواتها في مسار الاحتراف الرياضي من خلال صدور القانون الملكي لقانون الاحتراف الرياضي، الذي يعد نقلة نوعية في الرياضة البحرينية.

وأنا أفتخر بكوني رئيس لجنة الشباب بمجلس الشورى وأن نكون جزءاً من إقرار هذا القانون الذي يحول الرياضيين من هواة إلى محترفين. واهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بهذا الملف بالإضافة إلى تحويل الأندية إلى شركات والإستراتيجيات التطويرية التي رسمها سموه جميعها خطوات مهمة في مسيرة الاحتراف، وستدفع الألعاب الرياضية لتحقيق مزيد من النجاحات. والاحتراف الرياضي سيتطور والقادم سيكون أفضل، وخاصة مع إنشاء محكمة المنازعات الرياضية، وهي من الأذرع المهمة في الاحتراف الرياضي التي تواكب النهضة التشريعية الحديثة في المجال الرياضي؛ فملف الاحتراف سيشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة.

اما هي القضية التي تشغل بالك حالياً؟

- مصلحة البلد هي أهم قضية تشغل بالي، والاهتمام الأكبر بفئة الشباب، وبالطبع الرياضة كاختصاص، فما أفكر فيه دائماً هو مواكب التطور بما يصب في مصلحة البلد والمواطن.

كلمة توجهها لشباب؟

- اهتمام جلالة الملك المفدى بفئة الشباب ركيزة أساسية للاستثمار في السواعد الوطنية الطموحة ولدينا بحسب وصف سمو الشيخ ناصر «شباب معدنهم من ذهب» ولدينا كل الثقة في شبابنا والبيئة مهيأة لكم للإنجاز والعمل والتميز وما عليكم سوى العمل والاجتهاد.

ما هو طموحك على مستوى الوطن والرياضة والشخصي؟

- أنا أعتبر نفسي شخصاً محظوظاً، وسعيد بالمكانة التي حققتها مهنياً وعملياً، ولكن سيظل دائماً لدي طموح لا يتوقف لتحقيق مزيد من النجاح والسعي للأفضل في جميع المناحي سواء على المستوى الشخصي أو العملي أو الرياضي فكل همي أن أكون في مكان يمكنني من خدمة وطني وأكون قادراً على خدمة المواطنين والشباب بالأخص.