في كل صيف من كل عام تزف إلينا برك السباحة في البحرين أخبارا مفجعة حول غرق مجموعة من الأطفال في بركة سباحة هنا وأخرى هناك، وما أن ينقضي فصل الصيف حتى نجد حصيلة ضحايا برك السباحة في ازدياد مستمر، والسبب في ذلك هو عدم جدية كل الجهات المسؤولة عن هذا الشأن إضافة لاستهتار الكثير من الأهالي الذين يعرضون أنفسهم وصغارهم للغرق والموت. يجب أن تتغير كل القوانين المعمول بها في برك السباحة في البحرين، خاصة فيما يتعلق بنوعية الرخص المخصصة لهذا النشاط الذي تحول بقدرة قادر إلى نشاط تجاري بحت، وأن تتحول الإرشادات التي توزعها وزارة الصحة أو الداخلية على الصحف المحلية أو على أصحاب الإستراحات والبرك كنصائح مجردة إلى أمور ملزِمة لأصحابها، فهناك الكثير من النصائح التي كان يجب أن تكون قوانين صارمة لا يُعْمِل بها اليوم من طرف أصحاب البرك التجارية، ناهيك عن عدم التزام الأهالي بهذه النصائح، وما دامت هذه الملاحظات غير ملْزِمة لكل الناس فالتهاون سيكون مصير هذه الإرشادات التي لا يقرؤها أي مخلوق يرتاد تلكم البرك.
من الآن وصاعداً، يجب على وزارتي الداخلية والصحة وربما التجارة كذلك أن يعيدوا النظر حول كل القوانين المتعلقة باشتراطات الرخص والسلامة والصحة والأمن في كافة البرك الحالية، وأن تخرج لنا هذه الوزارات بصيغ قانونية ملزمة كما ذكرنا لأجل العمل بها الصيف القادم، وأن يُعاقب كل من يخالف الإشتراطات التي تحمي أرواح الناس - سواء كان المخالف صاحب الإستراحة أو البركة أو الناس أنفسهم - وفق القانون، وأن تُتخذ في حقهم كل الإجراءات القانونية المشددة.
هنا سنطرح جملة من الإشتراطات والأحكام العامة المتعلقة ببرك السباحة وعلى القرَّاء الكرام أن يحكموا، هل هذه الإشتراطات معمول بها في البحرين، أم أنها مجرد حبر على ورق؟ وهل يجب أن تتحول من إرشادات إلى قوانين إجبارية أم لا تستحق ذلك؟ وهذه أهم القوانين: «يجب اختيار برك السباحة النظيفة والمرخصة، والابتعاد عن السباحة في الأحواض المستخدمة بكثرة ودون توقف، والحد من البقاء في برك السباحة لمدة طويلة لتقليل فرص انتقال العدوى، والتأكد من وجود ميلان أرضية الحوض لتفادي النزول المفاجئ، وقراءة العلامات الموجودة على أطراف الحوض والدالة على عمق الحوض والتقيد بها، وضرورة استخدام المقابض أو السلالم المخصصة للنزول والاستراحة أو للخروج من الحوض، والحرص على عدم نزول مرضى الأمراض المزمنة والأطفال الحوض بدون مرافق، والحرص الشديد والتناوب على مراقبة الأطفال وعدم تركهم بدون مرافق أو رقيب وأن تكون المراقبة متواصلة حتى خروج آخر فرد من البركة، والتأكد من وجود أطواق إنقاذ مزودة بحبل بالقرب من بركة السباحة، والإبتعاد عن فتحات شفط الماء «الفلتر» في الحوض والتأكد بأنها مغطاة بشبك، والتأكد من سلامة التمديدات والوصلات الكهربائية للحوض والمرافق التابعة له وعدم العبث بها وتجنب لمسها بيد مبلولة، والتأكد من توفر صندوق للإسعافات الأولية مزود بتعليمات إرشادية، وعدم ترك الألعاب في حوض السباحة حتى لا تغري الأطفال بالنزول للحوض».