أكد أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب أهمية حقوق الإنسان تنبع في الأساس من قيمة الحياة التي وهبها الله للإنسان، وتكريمه له على بقية الكائنات، لقوله سبحانه (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) ولما تضمنته الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام من نصوص واضحة وصريحة تبين حقوق الإنسان، وتدعو لإحترامها وحفظها والدفاع عنها، ثم جاءت المعاهدات والمواثيق الدولية في عصرنا الحديث للتأكيد على تلك الحقوق، مع وضعها في أطر قانونية دولية.

وأضاف الملا أنه وبالرغم من الطابع الإنساني والعالمي لتلك الحقوق، إلا أنها لم تسلم من إستغلالها من قبل بعض القوى والدول لتحقيق مصالح وأجندات خاصة، مؤكدا معاليه أن المنتدى العربي الحقوقي يأتي في ظل التطورات السياسية والعسكرية، والتحديات الاقتصادية الاستثنائية التي تشهدها منطقة الخليج العربي، وبقية أقطار الوطن العربي بشكل خاص، والعالم بشكل عام.

وأشار رئيس مجلس النواب أن مملكة البحرين، وإنطلاقا مما نص عليه دستورها، وميثاق العمل الوطني، قامت بالعديد من المبادرات المتقدمة في مجال حقوق الأنسان، من خلال مبادرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لإنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، وإنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، والأمانة العامة للتظلمات، والمفوضية الخاصة بالسجناء والمحتجزين، وغيرها العديد من الانجازات، والتي أثنى عليها المجتمع الدولي كافة.

جاء لك في كلمة رئيس مجلس النواب في المنتدى العربي الأول بعنوان "التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي"، تحت شعار (لا حقوق بلا أمن)، والذي نظمته "الفدرالية العربية لحقوق الإنسان"، اليوم السبت بفندق "الخليج" بالعاصمة المنامة.

وقد ألقى الكلمة نيابة عن رئيس مجلس النواب النائب محمد الجودر نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان، وسط مشاركة واسعة من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى والمجالس التشريعية الخليجية، والأجهزة المعنية بالدول العربية، والهيئات المعنية بحقوق الإنسان والتنمية، والمؤسسات والمجالس واللجان والهيئات الوطنية العربية لحقوق الإنسان، والمنظمات العربية والدولية العاملة بمجال حقوق الإنسان، ومراكز البحوث والدراسات والأكاديميون والطلبة والباحثون في مجال حقوق الإنسان.

وأوضح معالي رئيس مجلس النواب في كلمته أن حقوق الإنسان والحريات في جانبها السياسي تكفلها الديمقراطية، كما تكفل حقوقه في المجالات الأخرى، والديمقراطية لكي تعطي ثمارها بحاجة الى مجتمع آمن مستقر، فالديمقراطية والحريات يصنعها مجتمع حي وفاعل ومتحضر، يمتلك من العلم والوعي والثقافة، ما يجعله قادرا على تجاوز إنتماءاته الأخرى، ليكون ولاءه فقط للوطن الذي يعيش فيه، ويمتلك القدرة على العمل والعطاء والإنتاج، ويعيش في محبة وأمن وإستقرار، بين أبنائه جميعا، ومن هنا وفي مثل هذا المجتمع يمكن للديمقراطية أن تعيش وتزدهر، ويمكن لحقوق الإنسان أن تكون طريقا لمزيد من الأمن والإستقرار والسلام والإزدهار والتقدم، وفي حق الدولة في ضمان "معادلة الأمن والحقوق"، وهو ما جاءت الإشارة له في نص المادة (4) في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وما يدركه الحقوقيين والفقهاء القانونيين في هذا الشأن.

وأوضح الملا أن ما شهدناه خلال الأعوام الماضية من تدخلات موثقة من قِبل النظام الأيراني في الشؤون العربية الداخلية، ودعمه واحتضانه للتنظيمات الإرهابية، فضلا عن ما يمارسه من إنتهاك لحقوق الإنسان العربي في منطقة الأحواز العربية.. كل هذا يستدعي مزيدا من العمل والتعاون فيما بين الدول والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني العربية، وبالتنسيق مع الدول الصديقة، لصد تلك التهديدات والتدخلات، حفاظا على الأمن الإنساني العربي.

من جانبه رحب النائب محمد الجودر نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمشاركين والحضور في المنتدى بمملكة البحرين، أرض التسامح والتعايش، ووطن الأمن والسلام، ودولة حفظ القانون ورعاية حقوق الإنسان، ونقل للمشاركين خالص تحيات معالي السيد أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب، راعي المنتدى العربي الأول، وصادق تمنياته بنجاح هذه الفعالية، ومؤكدا معاليه دعم المجالس التشريعية الخليجية للعمل الحقوقي العربي، لما فيه خير وصالح دولنا وشعوبنا ومستقبلنا جميعا.

وتطلع بكل الثقة والتفاؤل، بأن يحقق المنتدى هدفه الأسمى، بوضع تصور لاستراتيجية حقوقية وطنية وقومية، تسعى لأمن الأوطان ووحدة الشعوب، والعمل على تعزيز الهوية الوطنية، وتأصيل المبادئ والقيم العربية والإسلامية كمرجعية أصيلة في العمل الحقوقي، وتشكيل لجنة خبراء، لمتابعة تطوير وتنفيذ تلك الاستراتيجية، لتكون باكورة إنطلاق عمل عربي شامل وموحد.

وعلى صعيد متصل أشاد د.أحمد الهاملي رئيس الفدرالية العربية لحقوق الإنسان برعاية رئيس مجلس النواب لفعاليات المنتدى، وقال ان الحقوقيين العرب يثمنون عاليا دعمه رئيس مجلس النواب ورعايته للمشاريع والبرامج البرلمانية الحقوقية العربية المستمر والمتواصل، ويؤكد حرص المجالس والبرلمانات الخليجية على دعم على العمل العربي المشترك.

وأضاف رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان: أنه من إيماننا بأهمية العمل العربي المشترك في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وأخذ زمام المبادرة والسعي لتوسيع دائرة الحوار حول تفعيل كل إمكاناتنا الوطنية والقومية من أجل حماية الأمن الإنساني العربي، نظمنا هذا المنتدى كباكورة عمل ستقوم به الفيدرالية بشكل دائم من أجل تعزيز ونشر ثقافة حقوق الإنسان البناءة والقائمة على المواءمة بين القيم الإنسانية السامية وما يستوجبه ذلك من وجود بيئة آمنة ومستقرة قادرة على تحقيق الأمن والسلام والتنمية .

وقد شهد المنتدى 3 جلسات رئيسة، والإعلان عن تدشين المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن العربي .

كما تم في المنتدى مناقشة التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي، حيث تحدث أستاذ القانون الجنائي وعضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان عمان د. راشد البلوشي عن الأمن الإنساني والأمن القومي كضمانة لتعزيز الحقوق والحريات ، فيما تناول المستشار د. فهد الشليمي المفكر والأكاديمي العربي الكويتي التهديدات الإيرانية لأمن الإنسان العربي، كما تحدثت الدكتورة بنية ملحم من المملكة العربية السعودية وتحدث كذلك أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس أمناء المبادرة العربية للتثقيف والتنمية اليمن د. وسام باسندوة عن دور المنظمات غير الحكومية في التصدي للتهديدات الإيرانية ، ثم تم إعلان توصيات ونتائج المنتدى.