كتبت - عايدة البلوشي:
قالت استشاري تدريب معتمد منى الزايد، إن فن «الإتيكيت»، ليس مجرد مجموعة قواعد بسيطة، بل هو وسيلة للحياة، لافتة إلى أن الدورات الخاصة بفن الإتيكيت، تشهد إقبالاً واسعاً سواء من قبل الأفراد وربات البيوت والفتيات المقبلات على الزواج، أو من قبل الوزارات الحكومية والشركات الخاصة.
وكشفت الزايد عن جوانب عديدة بشأن هذا الفن، في الحوار التالي مع «الوطن»...
ما المقصود بفن الإتيكيت؟
- يعتبر موضوع الإتيكيت من المواضيع المهمة في كل أوجه حياتنا وهو مصطلح شامل لأنه يحتضن جميع الاحتفالات المرتبطة بالاتصال الاجتماعي والعملي والدبلوماسي، وأيضاً يعتبر رمزاً من القوانين التي تربط المجتمع بنواحي عدة كأصول التقديم والضيافة، ويستفاد منه في الحفلات والزيارات التي تعتبر من مظاهر الحياة الاجتماعية، وتختلف طبيعتها وفقاً لمناسبتها وموعدها، كما إن له أهمية كبرى في تكوين العلاقات وإقامة الصداقات الشخصية والأسرية.
إن الإتيكيت يعكس القواعد الأساسية لمدونة سلوك، وعادة ما تكون غير مكتوبة، ولكنه من وقت آلى آخر يتم تقنين جوانب الإتيكيت فنثبت الحسن منه. وإن الوصول بالناس إلى مستوى الراحة من خلال المكان والأشخاص والتصرفات لهو عمل رائع، وباتباعك بعض الخطوات البسيطة جداً والاعتياد عليها. إن الأدب يظهر ببساطة باحترام الآخرين وتجنب إهمال المجاملات. بما أننا في عصر السرعة، فإننا نجد الآداب تتغير كثيراً على مر السنين والصراعات غلبت مجتمعات كثيرة، فأصبح الاعتقاد بأن الأخلاق هي أقل أهمية في عالم اليوم، هل سبق لك أن تكون في اجتماع عمل ولم تحصل على المعاملة التي ترغب أن تعامل بها؟ هل تعتقد بصدور سلوك منك أدى إلى استياء الناس دون أن تنتبه؟ قبل أن يحصل هذا الموقف ربما كنت تعتقد أن الآداب في التعامل مجرد قائمة من الأشياء للقيام أو عدم القيام بها.
القابلية أولاً
كيف يمكن لنا أن نتعلم هذا الفن؟
إن تعلم فن الإتيكيت يعتمد على قابلية الشخص نفسه للحصول على الإتيكيت، ويكون من خلال الدورات التدريبية والمحاضــــرات والتلفزيـــــون والكتــــــــب المتخصصة في المجال.. ويمكن في بعض الأحيان أن تتبع وتجلس مع شخصية مرتبطة أفعالها بالإتيكيت.
وهل يختلف الإتيكيت من عصر لآخر؟
- لا يختلف الإتيكيت من عصر إلى آخر إلا في الأدوات المستخدمة مثلاً لضيافة الضيوف، أنواع السيارات، المصاعد، أما بخصوص السلوكيات الخاصة بالكلمات أو التصرفات فتبقى هي لا تختلف من عصر إلى آخر.
ما العوامل التي تساعد على تعزيز هذا الذوق أو الفن؟
- البيئة المحيطة بالإنسان، من بيئة أسرة أو عمل أو مسؤول أو وظيفة، تحتم على الشخص أن يلتصق بالإتيكيت ويتعامل مع الآخرين بدوق. وما الصعوبات التي تواجه الأفراد في تعلم هذا الفن؟
- نسمع دائماً أن المتصف بالإتيكيت يكون ضعيف شخصية، والحقيقة عكس ذلك تماماً، فكثير من الأشخاص يقول إنني أتحدث بصوت منخفض ومسموع في نفس الوقت، وبالمقابل تجد الآخرين في المجالس أو في قاعات الاجتماع أصواتهم عالية، مما يحتم على الشخص الآخــر الذي يتبع الإتيكيت وقواعده بأن يكسر الإتيكيت ويرفع صوته ليوصل المعلومة له.
«أنــت» لا تعــرف الإتيكيت
كلمة (أنت) هل هي بعيدة فعلاً عن الإتيكيت؟
- أنت / أنتِ / هو / هي... كلها كلمات بعيدة عن الإتيكيت فيها دلالة عن عدم الاهتمام بالشخص المقابل لي يجب أن نعوضها بكلمات اسم الشخص أو إذا كان شخصاً كبيراً في السن عمي / خالي / خالتي .. مع أن كلمة خالتي لبعض الأخوات مشكلة، مع أنه يعبر عن الاحترام، وفي مجال الأعمال يمكن إطلاق كلمة أستاذ أو أستاذة وهو المتداول والشائع جداً. ويمكن تعويضها بالأخ فلان / الأخت فلانة.
وهل (حضرتك) غير مقبولة أيضاً، خصوصاً وأنه في المسلسلات التلفزيونية اقترنت الكلمة بأسلوب الاستهزاء؟
- كلمة حضرتك بعض الأحيان ينزعج منها الأشخاص، لأنها وردت مع الأسف كأنها استهزاء بالآخرين، رغم أنها تعبر عن الاحترام والتقدير للطرف الثاني.
ما جوانب فن الإتيكيت؟ هل يقتصر على جانب الكلام والسلوك فقط أم هناك جوانب أخرى؟
- إن الإتيكيت له عدة جوانب منها كيف تتحدث كيف تتصرف كيف تبدو.
قدوة للأبناء
كيف يمكن تعليم الطفل هذا الفن؟
- يجب أن نكون قدوة للأبناء في هذا الفن ونختزن نصائح الإتيكيت، ويجب أن نحببه فيهم ولا نضغط عليهم بحيث تحدث انتكاسه لهم. كثيراً ما يتعرض أبنائي لتعليقات بأن والدتكم تدرب الإتيكيت وأنتم مثلاً فعلتم كذا، نعم إنهم الآن في طور التعلم والاستفادة ويحتاجون وقتاً لكي يعتاد عليهم.
في البداية تكون عند الطفل مهارة في اللاوعي، وعندما نبدأ بتعليمه بعض القواعد يستطيع تطبيق البعض منها، وهنا ينتقل من لا مهارة إلى مهارة في الوعي إلى أن يصل لمهارة في اللاوعي يتصرف بطريقة عفوية. من ذلك الطلب والشكر، الألقاب (عمي / خالي / خالتي / عمتي / أستاذ / أستاذة / .. إلخ ) فإن الطفل الصغير لا يبالي بمناداة من هم أكبر منه سناً، آداب المائدة، المقاطعة، المصافحة بالأيدي، إيتيكت الهاتف والتليفون.
هل هناك علاقة بين الأخلاق والإتيكيت؟
- علاقة وثيقة جداً، إن الأذواق أساس الأخلاق في التعامل مع الآخرين، وفي الإتيكيت ألا تخطئ على أحد بالحديث، ولا تتصرف بفظاظة مع أحد، لا تحرج أحداً، كلها سلوكيات مرتبطة بالأخلاقيات وهي أساس في الإتيكيت.
ما المفردات التي يجب أن نتجنبها في الحديث أو الكلام؟
- إن الحديث يجب أن يكون متزناً ولبقاً، لأنه يعبر عن شخصية المتحدث وهو دائماً نجاح الشخص وبلوغه ما يريد. وكلمة “يله” بالعامية هي كلمة استعجال أو استدعاء شخص للدخول يجب أن تعوضها بكلمة أفضل، وكلمة .. “ها” نعوضها بكلمة نعم.
امرأة لا تصافح
عندما يمد الموظف يده مسلماً في المكتب، كيف تتصرف الموظفة التي لا تصافح؟
- عندما تتعرض المرأة للإحراج من قبل الرجل في المصافحة، فباستطاعتها أن تتفادى هذه المشكلة من البداية، بأن تترك مسافة، تسرع بوضع اليد اليسرى إلى صدرها بالترحيب، وذلك لكي لا تعطي الإشارة بأنها ستصافح. لأن الإشارة باليد اليمنى والإيماء تعطي إشارة بالمصافحة، وضع اليد يجب أن تكون بسرعة، والإيماء بالرأس كفاية وهو يعوض عن المصافحة، وتستخدم في حالة المسافات البعيدة أو تفصلنا عن طاولات أو ما شابه ذلك. وممكن أن تضع يديها على جانبي جسدها ومقبوضتين. والمرأة دائماً تقف في حضور الرجال بوضع يدها اليسرى على اليد اليمنى في المحافل التي يتواجد بها الرجال، أما في حضور النساء، فتضع المرأة يدها اليمنى على اليد اليسرى.